الدبور- نشر موقع أسترالي “نيوز دوت كوم” تقريرا أعدته دانييلا إليسر، عن الشيخة شمسة آل مكتوم، التي حاولت الفرار من قصر والدها في منطقة ساري البريطانية، وهي في سن الـ 18 عاما، وتم العثور عليها في منطقة كامبريدج وإعادتها قسرا إلى دبي، حيث لم يسمع عنها بعد ذلك.
ويورد التقرير نقلا عن الشيخة، قولها إنها تعرضت للسجن والضرب، مشيرا إلى أن شمسة آل مكتوم حاولت الانتحار عندما تم عزلها عن العالم، وذلك بحسب امرأة عملت مع العائلة الحاكمة.
وتفيد إليسر بأن شمسة لم تظهر في المناسبات العامة منذ اختطافها في عام 2000، وهو العام الذي فرت فيه من قصر والدها، الذي يقدر ثمنه بـ75 مليون جنيه استرليني، ويقع قرب كلوبهام في ساري، لافتة إلى أنه زعم أنه تم العثور عليها في شوارع كامبريدج، حيث نقلت بطائرة خاصة إلى دبي.
ويذكر الموقع أن شمسة، التي يبلغ عمرها الآن 37 عاما، ركبت سيارة بلاك رينجر سوداء في تموز/ يوليو 2000 وتركتها في الشارع، ويقال إنها كانت تشعر بالملل من القيود المفروضة عليها وغير سعيدة في حياتها، وذلك بعدما علمت من والدها أنها لن تذهب إلى الجامعة، وعثر عليها بعد شهرين حيث نقلت إلى دبي، مشيرا إلى أن امرأة زعمت أنها شمسة اتصلت بشرطة كامبريدج شاير، وقالت إنها تعرضت للاختطاف، إلا أن التحقيق توقف.
ويشير التقرير إلى أن المدربة الفنلندية تينا يوهانين، التي تم التعاقد معها لتقديم دروس في اللياقة البدنية لشقيقة شمسة، الشيخة لطيفة عام 2001، التي حاولت الهروب لاحقا، رسمت في مقابلة مع “نيوز دوت كوم” صورة مثيرة للقلق لحياة شمسة، التي التقت معها في أثناء عملها في دبي، حيث أصبحت صديقة للشيخة لطيفة، وقامتا بالقفز من الجو معا.
وتكشف الكاتبة عن أنه بعد أن نالت يوهانين ثقة لطيفة، فإن الأخيرة بدأت تخبر يوهانين، المولودة في فنلندا، حول المعاملة السيئة التي تلقاها على يد عائلتها، وأنها قضت ثلاثة أعوام في السجن، وأنها تعرضت للتعذيب عندما حاولت الهروب وهي في عمر الـ 16 عاما من دبي، لافتة إلى أنه في آذار/ مارس 2018 حاولت يوهانين مساعدة لطيفة على الهروب على متن يخت، من خلال العبور برا إلى عمان، ثم السفر عبر قارب مطاطي لمسافة 40 كيلومترا، قبل أن تلتقيا بضابط سابق في البحرية الفرنسية هارفي هوبير كان بانتظارهما على يخته في المياه الدولية، وقرر الثلاثة الإبحار إلى غاو في الهند، ومن هناك تجد لطيفة طريقها إلى الولايات المتحدة.
ويلفت الموقع إلى أنه بدلا من ذلك، فإن وحدة كوماندو هندية وإماراتية قامت باعتراض اليخت، واختطاف لطيفة، وسجن الطاقم، وبعد أسبوعين في سجن في دبي أفرج عن يوهانين وبقية الطاقم، مشيرا إلى أنها تعمل منذ ذلك الوقت للفت أنظار العالم إلى قضية لطيفة، وأعلنت عن إطلاق مجموعة “أطلقوا سراح لطيفة”.
وينوه التقرير إلى أن العائلة الحاكمة نشرت في كانون الأول/ ديسمبر 2018 صورا للطيفة وهي مع المفوضة السابقة لحقوق الإنسان ورئيسة إيرلندا السابقة ماري روبنسون، لتؤكد أن لطيفة بصحة جيدة، وأنها تحظى بعناية العائلة، وبدلا من ذلك، فإن الصورة التي بدت فيها ذاهلة، أثارت مخاوف على حياتها.
وتستدرك إليسر بأن مصير شقيقتها شمسة لا يزال غير معروف، مشيرة إلى أن يوهانين قدمت صورة مثيرة للقلق عن مصيرها، فقالت: “اختطفت (شمسة) في بريطانيا عام 2000، وأخذت بالقوة إلى دبي، وظلت في السجن لمدة 8 أعوام”، وتعرضت للضرب بالعصي على قدميها، وذلك بحسب ما أخبرت لطيفة مدربتها.
وبحسب الموقع، فإنه أفرج عن لطيفة في عام 2008، ثم اعتقلت بعد عامين، عندما حاولت الاتصال مع الإعلام البريطاني وشرطة كامبريدج، التي حققت في اختفائها عام 2001، واحتجزت هذه المرة في غرفة في بيت والدتها، كما تقول يوهانين، “وظلت تعطى المسكنات”.
وينقل التقرير عن يوهانين، قولها إنها شاهدت في أثناء عملها في دبي شمسة مرتين، “أول مرة قابلت فيها شمسة كانت في مجمع رياضي خاص بالعائلة الحاكمة، وبدت ذاهلة وغير سعيدة وحزينة، ولم تكن مرتاحة، وكانت تنتظر مدربها الخاص”، وتضيف يوهانين: “بدت في صحة غير جيدة”.
وتقول يوهانين إنه بعد خمسة أعوام عندما قابلتها للمرة الثانية كانت قد تغيرت كثيرا، “في المرة الثانية عندما قابلتها في عرس أخت لها في عام 2016، كانت قد خسرت الكثير من وزنها، لدرجة أنه لا يمكن التعرف عليها، وبدت مثل من تعاني من مرض فقدان الشهية، وأخبرتني لطيفة أنها توقفت عن تناول الطعام.. كانت تبدو مثل زومبي”.
وتورد الكاتبة نقلا عن يوهانين، قولها إنها علمت من لطيفة أن شقيقتها حاولت الانتحار، و”لم تعد تحتمل”، مشيرة إلى أن لطيفة سجلت فيديو قبل هروبها من دبي عام 2018، تحدثت فيه عن الحياة الرهيبة التي تعاني منها أختها شمسة إلى جانب بقية بنات العائلة، وتحدثت فيه عن التعذيب الذي تعرضت له، قائلة: “أمسكني أحدهم، فيما ضربني آخر بشكل متكرر.. في المرة التالية التي عذبت فيها استمر التعذيب لخمس ساعات، وتم جرّي من السرير، وأخذت لمكان آخر في القصر حيث عذبت”، مشيرة إلى أن الشقيقتين لا تزالان معتقلتين رغما عنهما.
ويقول الموقع إن محكمة في لندن شهدت أول جلسة في معركة قضائية بين الأميرة هيا الحسين، الزوجة السادسة لحاكم دبي، على حضانة ولديهما وحمايتها من الزواج القسري، وذكرت تقارير أن الأميرة هيا فرت بعدما علمت عن طريقة المعاملة المستبدة للشيخ محمد راشد آل مكتوم للطيفة وشمسة.
ويشير التقرير إلى أنه من غير المستبعد أن يتم الكشف عن مصيرهما في المعركة على حضانة الأولاد بين الشيخ والأميرة الأردنية، لافتا إلى قول يوهانين إن “الأميرة هيا، بعد 15 عاما من زواجها من الشيخ محمد، فتحت عينيها أخيرا، واكتشفت طبيعته، وربما أرادت حماية نفسها وولديها”.
ويختم “نيوز دوت كوم” تقريره بالإشارة إلى أن يوهانين تأمل بأن تقود المعركة القضائية، التي ستكون محط اهتمام الإعلام، إلى حرية لطيفة وشمسة، قائلة: “لم أكن لأكرس الـ 16 شهرا للدفاع والمطالبة بالإفراج عن لطيفة لو لم أعتقد أن حريتها ستصبح حقيقة”، وتضيف: “آمل حدوث الأمر ذاته لشمسة، وفي ضوء جلسة الاستماع للأميرة هيا، فإن فرص شمسة ولطيفة تحسنت بشكل جذري”.