الدبور – قال سجين من مسلمي الروهينغا يقبع بمركز اعتقال الشميسي إنه يفضل الموت على الحياة في مركز احتجاز سعودي، شارحا السبب الذي جعله هو وأكثر من 1000 محتجز يعلنون إضرابا عن الطعام.
جاء ذلك في شهادة أوردها مقال للكاتب الأسترالي “سي جي ويرلمان” وثق فيه اتصالاته بـ”فيصل ثار ثكين”، الشاب الذي يبلغ عمره 20 عاما، وعدد من أقرانه الذين طلبوا اللجوء في السعودية، وتم احتجازه هو ووالديه في مركز الشميسي منذ عام 2013، وفقا لما أورده موقع “عربي 21″، نقلا عن صحيفة “بايلاين تايمز”.
وذكر “ويرلمان” أن إضراب “ثكين” وأقرانه جاء احتجاجا على اعتقالهم المفتوح، وتهديد السعودية بإبعادهم إلى ميانمار أو بنغلاديش.
إقرأ أيضا: كاتب عماني : السعودية تأخذ الدروس في المواقف من الرقاصات!!
ولفت الكاتب في مقاله إلى أن مركز الشميسي مجمع شاسع، يمتد على مساحة 2.5 مليون متر مربع، على الطريق الذي يصل مدينة جدة مع مكة المكرمة، ومصمم ليضم أكثر من 30 ألف مهاجر غير مسجل، ينتظرون الإبعاد من السعودية.
وينقل المقال عن “ثكين”، قوله: “نقوم بهذا الإضراب عن الطعام، حتى تقوم الحكومة بإطلاق سراحنا، أو أن تمنحنا الإقامة، وهو ما سيسمح لنا بالعمل في السعودية لتوفير المعيشة لنا ولعائلاتنا”.
وذكر “ويرلمان” أن السلطات السعودية أنهت الإضراب بعد أسبوعين من بدايته، بعد أن استخدمت مجموعة من التكتيكات، بما في ذلك التعذيب؛ لإكراه اللاجئين المحتجزين على قبول وجباتهم.
وأضاف الكاتب: “وصف لي ثكين كيف رد الحرس السعوديون على الإضراب عن الطعام بإزالة فرشاتهم ووسائدهم وبطانياتهم، وأجبروهم على قضاء ساعات في الخارج في الشمس دون أي ظل، وفي فيديو أرسله لي، يظهر حوالي 10 اشخاص من الروهينغا يحاولون النوم معا على أرض إسمنتية في غرفة مكتظة، ليست لها نوافذ”
معاملة بلا رحمة
وأشار المقال إلى أن السعودية لم تهمل احتجاجات المحتجزين الروهينغا فقط، لكنها أيضا تحدت دعوات الأمم المتحدة لمنحهم اللجوء، حيث تم تكبيل العشرات منهم واقتيادهم إلى مطار جدة الدولي للإبعاد.
واعتبر “ويرلمان” سوء معاملة لاجئي الروهينغا في السعودية مفتقدا للرحمة، تماما كحال استراتيجية الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بفصل أطفال اللاجئين عن والديهم.
الشرطة السعودية أخذت “ثكين” من أبويه عام 2013، عندما كان عمره 14 سنة، ولم تسمح له برؤيتهما ولو لمرة واحدة خلال 6 أعوام؛ بسبب حمله جواز سفر مزورا، بعد أن قامت السعودية بتطبيق نظام هجرة يعتمد على البصمة لملاحقة اللاجئين الذين يفتقدون إلى الوثائق.
وكان “ثكين” قد قضى في المملكة سنة حينها، وانضم إلى أبويه اللذين فرا من ميانمار عام 2004، بعد قيام الجيش والمليشيات البوذية المتطرفة بتدمير المساجد والمدارس الدينية في أنحاء البلاد، وترك حينها في مسؤولية أخته الأكبر منه، ليستطيعا تجميع ما يكفي من المال لجلبه من ميانمار، وهو ما فعلاه عام 2012.
وحصل والدا المحتجز الروهينغي على على الإقامة في السعودية بعد أن باعا ممتلكاتهما في ميانمار؛ للحصول على جوازات سفر مزورة من مهرب للبشر، وقبل أن يتم تطبيق نظام البصمة للهجرة عام 2011.
أما الروهينغا الذين وصلوا إلى السعودية بعد عام 2011 فكانوا غير محظوظين بتاتا، وفقا لما نقله “ويرلمان” عن المدون والمنسق لتحالف حرروا الروهينغا “روي ناي سان لوين”، الذي أشار إلى أنهم “لم يستطيعوا الحصول على الإقامة وكان عليهم البقاء بشكل غير قانوني، وكثير منهم تم اعتقاله على نقاط تفتيش مختلفة، أو خلال مداهمات؛ لأن بصماتهم سجلت بناء على جوازات السفر التي كانوا يحملونها لدى وصولهم”.
ويشير الكاتب إلى أن “هذه ليست هي المرة الأولى التي يسلط فيها الضوء على إساءة معاملة السعودية للاجئين الروهينغا وانتهاك حقوقهم الإنسانية، لافتا إلى نشر موقع (ميدل إيست آي) تسجيلا مرئيا مسربا من مركز الشميسي يظهر أدلة على هذه الانتهاكات، ويسمع فيه شخص من الروهينغا يقول: “ليس أمامنا إلا قتل أنفسنا”.
ويؤكد “ويرلمان” أن “السعودية تظهر مقاومة عنيدة لضغط المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، التي أعربت من خلال مقررها الخاص عن إدانتها لسوء معاملة الاجئين الروهينغا في كانون الثاني/ يناير، وهو الشهر ذاته الذي قامت فيه المملكة بإبعاد 12 منهم إلى بنغلاديش”.
واختتم الكاتب الأسترالي مقاله بالتأكيد على أن “ثكين” لا يريد سوى أن يكون مع والديه، اللذين يعيشان في مخيم لاجئين في مكة، على أن يبحث لاحقا عن وظيفة وزوجة ويؤسس لحياته، مضيفا: “لقد سرقت منه ميانمار طفولته، فيما سلبت السعودية سنين مراهقته، ويجب أن لا يسمح لأي منهما حرمانه من مستقبله”.