الدبور – زيارة وزير خارجية سلطنة عمان بن علوي الأسبوع الماضي للأسد و التي أثير الكثير من الجدل حولها، لم تكن إلا بعلم السعودية، ولتمهيد الطريق للصلح و التقارب بين السعودية و الأسد، في محاولة سعودية لإعادة سوريا الى الحضن العربي لإبعاد الأسد عن إيران.
وقالت مصادر مطلعة أن الزيارة آتت ثمارها بعزل شخصية مقربة من إيران وعدوة للسعودية وتعتبرها مصدر للإرهاب، وكان لابد من الأسد من إتخاذ بعض الخطوات لتستطيع السعودية التقرب منه كما فعلت الإمارات.
فقد عزل رئيس النظام السوري “بشار الأسد”، أحد قادته الأمنيين الأكثر شراسة، والذي سبق أن أشرف على سلسلة عمليات تعذيب مرعبة، وسط تلميحات تؤشر أن مكانته الرفيعة أصبحت تمثل عائقا أمام جهود دمشق لإعادة بناء الجسور مع العالم العربي على نطا ق أوسع.
جاء ذلك حسبما أوردت صحيفة “التايمز” البريطانية في تعليقها على عدم تجديد “الأسد” لمدير المخابرات الجوية “جميل الحسن” للمرة الثامنة، ليحل محله نائبه اللواء “غسان إسماعيل”.
وذكرت الصحيفة أن النظام السوري لم يقدم أي تفسير رسمي للتخلي عن “الحسن”، الذي ترأس فرع المخابرات الجوية منذ عام 2009، وكان مسؤولا عن حملة القصف بالبراميل المتفجرة والتي راح ضحيتها آلاف المدنيين في حمص وحلب ومدن أخري.
وأشارت إلى أن “الحسن” الذي يبلغ من العمر 66 عاما، الذي كان على وشك التقاعد، تعرض لانتقادات بسبب تقدمه البطيء فيما يتعلق بهجوم النظام على محافظة إدلب؛ ما أدي إلى مقتل المئات من الجنود والميليشيات الموالية لـ”الأسد”.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى تعليق أورده موقع محسوب على النظام السوري، جاء فيه أن إبعاد “الحسن” -المقرب من إيران- جاء لترضية السعودية تحديدا، ومواصلة الجهود لتطبيع العلاقات مع بقية دول العالم، وهي العملية التي تلعب فيها روسيا دور الوسيط.
وذكرت الصحيفة أن الإمارات أعادت فتح سفارتها في دمشق في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ويقال إن السعودية بدأت “بجس النبض”، حيث التقى وزير الخارجية العماني “يوسف بن علوي” نهاية الأسبوع الماضي “الأسد”.
وأوضحت أنه بالرغم من أن “الحسن” لم يكن من ضمن الدائرة المقربة من “الأسد”، إلا أنه يحظى بسمعة مخيفة، وكان يدير مخابرات سلاح الجو التي صعد من خلالها والد “بشار” (حافظ) إلى السلطة وتعد معقلا للعلويين الذين ينتمي إليهم “الحسن” مع “آل الأسد”.
وتدير المخابرات سجونا ووحدات تحقيق في سوريا، وفي ظل إدارة “الحسن” اختفى آلاف من السجناء وماتوا. وكشف ناجون منها كيف ضرب السجناء وتم تجويعهم حتى الموت وعن الجثث التي كومت في المشرحة. وكان دور “الحسن” في المبادرة للعنف مع بداية الحرب الأهلية دافعا للاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات عليه في مايو/أيار 2011، وأضافته الأمم المتحدة إلى قائمة العقوبات بعد شهر.
وفي العام الماضي، أصدرت الأمم المتحدة أمرا باعتقاله لارتكابه “جرائم حرب دولية”.