الدبور- كشفت مجلة “ديلي بيست” الأمريكية، تفاصيل دعم السعودية، لنائب رئيس المجلس العسكري السوداني “الانتقالي”، محمد حمدان دقلو ، مشيرة إلى أن السعودية تقوم بدعم “حميدتي” للقفز إلى السلطة في السودان بعلم أميركا وموافقتها، رغم أنه كان أحد القادة المسؤولين عن الإبادة الجماعية في دارفور.
وقالت المجلة، في تقرير أعد الكاتب ديفيد لينش، إن القائم بالأعمال الأميركي لدى الخرطوم، كوتسيس، أعرب خلال اجتماع لمراقبي السودان في العاصمة الأميركية، مؤخرًا، عن تعاطفه مع المجلس العسكري الانتقالي في الخرطوم، وقال إن على أميركا أن تتماشى مع مصالح السعودية ومصر والإمارات.
وعلق لينش بأن ما قاله كوتسيس في ذلك الاجتماع كان غامضًا ومربكًا لكثيرين في الغرفة، إلى درجة أن أجبره صمت الحاضرين المندهشين على أن يسألهم عما إذا كانوا يعتقدون أن المصالح الأميركية تختلف عن تلك التي للبلدان الثلاث.
وأشار إلى أن مسؤولي إدارة الرئيس دونالد ترامب ربما يغردون من وقت لآخر عن الديمقراطية، لكن يبدو أن القرارات حول السودان يتخذها أصدقاء ترامب في السعودية والإمارات.
إقرأ أيضا: تاريخ كامل من خيانات آل سعود لقضايا العرب والمسلمين .. شاهد
وزاد كاتب التقرير في كشف وقائع الاجتماع الذي (طلب القائمون عليه عدم نقل ما يُكشف خلاله)، موضحًا أن جوني كارسون، مساعد وزير الخارجية السابق ورجل الدولة الأكبر في السياسة الأميركية في أفريقيا، رد بوضوح على سؤال كوتسيس بـ”الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والحكم الرشيد، وسيادة القانون.
وأفاد لينش بأن وزارة الخارجية لم تجب عن قائمة من استفساراتهم التي قدموها لها بعد تصريحات كوتسيس في ذلك الاجتماع الذي لم تحضره ديلي بيست “لذلك هي غير ملزمة أخلاقيًا بالحفاظ على سريته.
كما نسب الكاتب لناشط سوداني، طلب كذلك “عدم الكشف عن هويته”، قوله عن قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي إنهم “يفعلون في الخرطوم اليوم ما كانوا يفعلونه في دارفور منذ سنوات”.
وأضاف لينش أن السودان، وبسبب العنف الذي يمارسه الجيش على وجه التحديد، يسير حاليًا في الطريق الذي سارت فيه الدول العربية التي تفتتت بسبب ثوراتها، وسوف يتم تذكر مذبحة الخرطوم، التي وقعت الاثنين الماضي، باعتبارها أحدث مثال على فشل المجتمع الدولي في منع حدوث فظاعة كان من الممكن توقعها.
ونقل لينش عن كاميرون هدسون المسؤول السابق في البيت الأبيض خلال إدارة جورج بوش الابن؛ أن صمت الغرب على مدى الأشهر القليلة الماضية في مواجهة النفوذ العربي في الخرطوم، ساعد في تدهور الأوضاع في السودان إلى مستواها الحالي. وأشار الكاتب الأمريكي إلى أن كثيرا من المدنيين والمسؤولين السودانيين يشككون في أن الأميركيين جادون في كلامهم عن الديمقراطية. وقالت الصحيفة إن سلطات بعض الدول الغربية أبلغتها أنها سترفض الاعتراف بأي حكومة عسكرية في الخرطوم، لكن الولايات المتحدة ترفض الالتزام بذلك.