الدبور – قمم الملك سلمان الثلاث التي عقدها في مكة المكرمة كانت بأمر من أمريكا ومن سيد البيت الأبيض ترامب، كنوع من أنواع الضغط التي تمارسها ضد إيران، لكسب المزيد من الحلب في المنطقة، وهي من ضغطت كثيرا على دولة قطر للحضور بمستوى أعلى.
وقد كشفت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، في تقرير، أن الولايات المتحدة مارست ضغوطا على قطر، من أجل إرسال وفد رفيع المستوى إلى القمم الثلاث، العربية والخليجية والإسلامية، التي استضافتها في مكة المكرمة.
وقالت الشبكة إن تلك الضغوط جاءت في إطار اهتمام واشنطن بمحاولة صياغة موقف عربي وخليجي موحد ضد إيران، كأحد أساليب الضغط التي تمارسها على طهران، خلال الفترة الحالية.
وأضاف التقرير أن الهدف الثاني من المساعدة الأمريكية للحشد في قمم مكة هو محاولة إعادة السعودية كقائد إقليمي قوي في المنطقة، وترميم سمعتها، التي تداعت دوليا بكل غير مسبوق، في أعقاب جريمة اغتيال الصحفي “جمال خاشفجي” بشكل بشع داخل قنصلية المملكة في مدينة إسطنبول التركية، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وما كانت دعوة الملك سلمان لعقد القمم الثلاث إلا بطلب من البيت الأبيض، خصصا بعدما تم إبلاغ السعودية أن الولايات المتحدة لا ترغب بخوض حرب مفتوحة مع إيران.
وأشارت الشبكة إلى ما وصفته بالاستقبال الباهت لرئيس وزراء قطر، الشيخ “عبدالله بن ناصر آل ثاني” في السعودية، حيث كان المسؤول الخليجي الوحيد الذي لم يحظ بقبلة عرفية من الملك “سلمان”، لدى استقباله في قصر الصفا بمكة.
وقال التقرير إنه، وفي الوقت الذي لم يتلق فيه المسؤول القطري تواصلا لائقا مع الزعماء المجتمعين حول طاولة القمة الخليجية، لم يتردد “آل ثاني” في دعم السعودية، خلال كلمته، عندما قال إن مشاركة قطر تأتي للحفاظ على الأمن والاستقرار المشترك في الخليج، وأن الدوحة تدعم الانضمام إلى أي جهد عربي في ذلك الإطار.
واعتبرت “سي إن إن” أن السعودية حاولت جمع أكثر من 20 دولة عربية في موقف مشترك ضد إيران، يتبنى وجهة نظرها، وذلك رغم التباين في مواقف تلك الدول حيال طهران بشكل كبير، وهو ما ظهر بالقمة العربية، في نهاية المطاف.
وقالت: “سيكون من السهل وصف نجاح الملك كنوع من النفوذ الذي لا يمكن شراءه إلا بواسطة دولارات النفط، ولكن المنطقة منقسمة بشدة حول العديد من القضايا، ليس أقلها خلاف حاد مع قطر المجاورة، التي أمضت عامين في ظل الحصار الاقتصادي والسفر الذي تفرضه المملكة العربية السعودية”.
وأوضح التقرير أن السعودية حاولت استخدام الدبلوماسية الذكية، عندما تعمدت أن يرى القادة العرب، في طريقهم من جدة إلى مكة، بعضا من آثار الصواريخ الباليستية التي أطلقها الحوثيون واعترضها السعوديون بالقرب من جدة، وكانت الرسالة السعودية بسيطة وواضحة، وهي أن الرياض تقف على الخطوط الأمامية للعدوان الإيراني، الذي لم يتردد في استهداف مدينة جدة ومطارها، الذي يعد وسيلة انتقال ملايين من المسلمين إلى المشاعر المقدسة في موسم الحج ومواسم العمرة.
وخلص التقرير إلى أن أجندة “ترامب” والملك “سلمان” باتت متقاربة بشكل كبير تجاه إيران، لكن الموقف الإقليمي الموحد الجديد الذي تحاول الرياض صياغته ضد طهران يمكن أن ينهار إذا ظهرت السعودية وكأنها على وشك دخول الحرب.