الدبور – رحلة عائلية في سلطنة عمان، لم يتوقع أحد أن تنتهي بهذه الطريقة المأساوية المفجعة في هذا الشهر الفضيل شهر رمضان، و التي لن تنسى أبدا.
وافد مغترب في السلطنة، وهو سردار فاضل أحمد لم يتخيل أبدا أن تنتهي الرحلة التي خرج بها مع أطفاله و والده بهذا الشكل الأليم، خرج سردار مع والديه وزوجته وطفلتيه، ليعود وحيداً وحائراً في مصير باقي أفراد أسرته بعد أن جرفهم السيل!
سردار فاضل أحمد روى تفاصيل الحادثة التي تعرض لها مع عائلته خلال نزهتهم بولاية وادي بني خالد بمحافظة جنوب الشرقية مساء يوم السبت لـ “شؤون عُمانية” بقوله : خرجنا من إبراء في يومها وكان الطقس مشمساً ، لم نتوقع مطلقاً هطول الأمطار، وبعد فترة من قيادة السيارة وصلنا إلى الوادي، وبدأ الطقس يصبح غائماً، و هطل المطر بشكل سريع، ولاحظنا بأن الناس بدأوا يغادرون المكان، إلا أننا لم ناخذ الأمر بجدية؛ ولكننا حاولنا تجنب المطر، و بعدها نُقرر هل نُكمل أم نرجع .
ويواصل سردار كلامه : تزايد هطول المطر بشكل غزير، و صادفنا أحد المواطنين الذي نبهنا بخطورة الوضع وبضرورة الابتعاد عن المكان، وبالتالي حاولنا العودة، ولكن الشارع كان عبارة عن ( صعدة )، والرؤية أصبحت صعبة جداً حيث أننا اغلقنا جميع النوافذ، وبسبب شدة المطر صارت الرؤية ضبابية من الداخل والخارج .
ويتابع : والدي كان يحاول تنظيف النوافذ بيده ويُردد لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، يارب سامحنا ، يارب أطفالنا لا زالوا صغاراً .
ويضيف: حاولت الصعود بالسيارة إلى الأعلى، الا أننا لاحظنا نزول الوادي، لذلك رجعت إلى الخلف بجانب جدار لتجنب وقوع أي شي، ولكن ازدادت شدة هطول المطر، و بدأت السيارة تتحرك بسبب الوادي، واحترنا هل نخرج من السيارة أو نبقى فيها. و أخيراً فتحنا الباب للخروج، ولكن ابنتي سقطت مباشرة وحاول والدي ( جدها ) الإمساك بها ولكنه سقط هو الآخر، و للأسف الشديد أنه لا يعرف السباحة .
ويتابع : بقيت أنا وأمي وزوجتي التي تحمل طفلي الصغير في السيارة، إلا أن موجة قوية من الوادي أتتنا من خلف السيارة ودفعتنا الى مجرى الوادي ، حاولنا الاحتماء والإمساك بأحد الصخور ولكن موجة أخرى أتت ودفعت بنا جميعنا في الوادي .
ويواصل سرداد سرد تفاصيل ذلك اليوم: أخذت أتقلب وأدور، وامتلأ فمي بماء الوادي، ولا أدري هل كنت محظوظًا أم هي مشيئة الرب؛ إذ صادفتُ نخلةً فتشبثت بها بكل قوتي، وبيدي الثانية أمسكت بالجدار، وحاولت تسلقه ثم تسلقت الجبل، وهناك أحسست بنوعٍ من الأمان؛ إلا أنني لم أكن قادراً على رؤية شي غير الوادي ، تابعت المشي حتى لاحت لي بعض المنازل التي التجأت إلى أحدها، وكان صاحبها مواطناً عمانياً واستقبلني وقضيت الليلة عنده .
ويختم تفاصيل الحادث والعبرة تخنقه قائلاً: لا أتمنى أن يحدث هذا مع أحد حتى أعدائي، وأدعوا الله فعلا بهذا ، لا أدري ما الذي فعلناه حتى نستحق هذا العقاب لاسيما أطفالي الصغار الذين لا ذنب لهم ، لقد فقدت عائلتي بأكملها في يوم واحد ، قوة الوادي كانت شديدة بحيث جرفت الصخور العملاقة الى الشوارع وجرفت عائلتي ، تمنيت لو أني لي العديد من الأيدي حتى امسك بهم جميعاً.