الدبور – بن علوي ، وزير الشؤون الخارجية لسلطنة عمان تجدث في لقاء مطول له عن ما أسماه دولة إسرائيل وحاجتها للشعور بالأمان و الإطمئنان وهي وسط ٤٠٠ مليون عربي، وصور الامر وكأن ال ٤٠٠ مليون عربي هم من رحلوا و أحاطوا بدولة إسرائيل، وليس الكيان هو من إحتل أرض عربية وسط ال ٤٠٠ مليون عربي وزرع نفسه في مكان لا يمت له بصلة.
ووصف “يوسف بن علوي” (إسرائيل) “دولة ناجحة لديها قوة واقتصاد وتطور علمي وتكنولوجي”، مطالبا إياها بأن تكون “صديقة للفلسطينيين” وليست مغتصبة لأرضهم وحقوقهم.
وقال “بن علوي”، في حوار أجراه مع مجلة “المجلة”، ونشرت صحيفة “الشرق الأوسط” ملخصا له، إن الإسرائيليين “يشغلهم الشعور بالاستقرار والاطمئنان إلى مستقبل دولتهم غير العربية في محيط عربي من 400 مليون مواطن”.
وعن خطة السلام الأمريكية المعروفة باسم “صفقة القرن”، أضاف: “لا يمكن للفلسطينيين أن يتنازلوا عن إقامة دولة لهم بعد 70 سنة من قيام دولة إسرائيل.. سلطنة عمان لم تطلع على الخطة.. ولكن لا بد أن نأخذ في الاعتبار أنه سيكون هناك نقاش ساخن حولها”.
وأكد الوزير العماني أنه “لا يمكن قبول أن تكون لإسرائيل دولة.. وللفلسطينيين خيام”، مضيفا: “هذا الكلام قلناه للأمريكيين وأكدنا لهم أن المسألة ليست مسألة أموال، لكن مسألة شعب يقدر بنحو 10 ملايين في الداخل وفي الشتات”.
وعن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” إلى العاصمة العمانية مسقط في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أشار “بن علوي” إلى أن “نتنياهو” لم يكن الوحيد الذي زار سلطنة عمان، مشيرا إلى أنه سبقه “إسحق رابين” و”شمعون بيريز”، ومسؤولين آخرين.
وأضاف الوزير العماني: “هي زيارات كانت تأتي في أوقات حساسة وأزمات تمر بها المنطقة، وزيارة نتنياهو إلى سلطنة عمان جاءت بناء على طلبه، وسبقه الرئيس (الفلسطيني) محمود عباس، وصار حديث حول مساعدة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في الخروج من أزمتهم”.
وتابع: “سمعنا وجهة نظر نتنياهو وسمع وجهة نظرنا، ونعتقد أن حصول الفلسطينيين على الاعتراف بدولة مستقلة ذات سيادة هو الأساس لأي مبادرة أو خطة للسلام.. أي شيء يحول دون قيام دولة فلسطينية لن يكون مقبولا”.
واستطرد وزير الخارجية العماني: “نعلم أن هذا الأمر ليس سهلا.. سيواجه مصاعب كثيرة، وترتيبات وتحضيرات ومناقشات، لكن كثيرا من هذه التعقيدات لها حلول.. إسرائيل وفلسطين يقعان في منطقة جغرافية واحدة.. بالتالي لا بد من أن يكون بينهما شراكات مفيدة للطرفين”.
ولم يستبعد “بن علوي” مشاركة سلطنة عمان في ورشة عمل اقتصادية دولية ستُعقد في البحرين يوم 25 يونيو/حزيران المقبل، للإعلان عن الجانب الاقتصادي من الخطة الأمريكية للسلام.
كما ألقى “بن علوي” الضوء، في حواره، على مدى خطورة وقوع صراع بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، مشيرا إلى “خطورة وقوع حرب يمكن أن تضر العالم بأسره”.
وأكد الوزير العماني أن الطرفين الأمريكي والإيراني “يدركان خطورة الانزلاق أكثر من هذا الحد”.
وامتنع “بن علوي” عن نفي أو تأكيد وجود وساطة عمانية بين طهران وواشنطن، لكنه أشار إلى أن بلاده إلى جانب أطراف أخرى تسعى جاهدة لتهدئة التوتر بين الطرفين، داعيا المجتمع الدولي إلى بذل جهد تشترك فيه سلطنة عمان لمنع المخاطر قبل وقوعها.
وأشار إلى توقفه في طهران، الإثنين الماضي، في طريقه إلى لندن، ولقائه وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف”، وقال إنه استمع إلى وجهة نظر الإيرانيين، مضيفا: “هم لا يريدون الدخول في حرب”.