الدبور – دكتورة بجامعة الكويت قالت إن الإساءة الجنسية إلى الأطفال منتشرة في المجتمع الكويتي، وشرحت أسباب عدم التبليغ عنها وعدم معالجتها في دراسة أعدتها.
و حذّرت الدراسة الأكاديمية من وقوع حالات اساءة جنسية للأطفال من دون الكشف عنها، مبينة أن %64.5 من الاختصاصيين الاجتماعيين والمعلمين والمحامين يتفقون على أن الاساءة الجنسية للأطفال في المجتمع الكويتي منتشرة بصورة كبيرة.
وأضافت الدراسة التي أجرتها أستاذة الخدمة الاجتماعية بجامعة الكويت د.هيفاء الكندري على عينة من 141 محام ومعلم واختصاصي اجتماعي، أن %43.3 من أفراد العينة غير راضين ابداً عن الخدمات المقدمة للأطفال الذين يتعرضون للإساءة الجنسية.
وأوضحت أن %72 من الاختصاصيين الاجتماعيين يرون أن الإساءة الجنسية للأطفال تنتشر كثيراً في المجتمع الكويتي مقابل %57 من المعلمين، و%63 من المحامين، مشيرة إلى أن منظمة اليونيسيف أكدت ان هذه الجرائم قد تصل إلى %35 في مختلف دول العالم ويكون الضحايا %18 فتيات و%8 من الأولاد.
وبينت الدراسة أن الاختصاصيين الاجتماعيين والقانونيين والتربويين يتفقون أن ظروف الأسرة والظروف المجتمعية من المعوقات الأساسية التي تمنع الأطفال من كشف تعرضهم للإساءة الجنسية، فيما اتفق %83 على ضرورة إنشاء الدولة لمركز إيوائي وعلاجي للأطفال الذين يتعرضون لذلك.
كما تبيّن أن الظروف الأسرية من أهم معوقات الكشف عن الاساءة، كانعدام الحوار مع الأطفال وعدم استقرار الأسرة، كما تتصف العديد من الأسر الكويتية بالتحفظ في الحديث مع الأطفال عن كيفية المحافظة على جسدهم، فيعتبرون أن توعية الأطفال جنسياً بمنزلة اختراق للعادات والتقاليد وأن ذلك يوّجه الطفل نحو السلوكيات غير السوية.
وفسرت الدراسة آراء المختصين عن انتشار الإساءة الجنسية للأطفال بوجود بعض المشكلات التي تواجه بعض الأسر الكويتية، مشيرة إلى أن الإدمان والاتكالية الزائدة على خدم المنازل قد ينتج عنها زيادة استغلال الآخرين للطفل والإساءة له جنسياً، سواء كان الجاني هو الخادمة أو أحد أفراد الأسرة.
وأضافت الدراسة أن أهم المعوقات التي تتعلق بخصائص الطفل وتمنعه من كشف تعرضه للإساءة هي عمر الطفل أثناء التعرض للإساءة، ودرجة اتكالية الطفل على الجاني، وعدم تمتع الطفل بالقدرات العقلية والاجتماعية التي تساعده على فهم معنى الإساءة الجنسية.
أما عن الأسباب المتعلقة بالجاني التي تمنع الطفل عن الكشف عن الإساءة، فجاءت طبيعة الحوار الذي يستخدمه الجاني لإقناع الطفل ضمن أكثر المعوقات لكشف الإساءة، كما يؤثر ما إذا كان الجاني رجلاً أم أمرأة من داخل العائلة أو من خارجها.
وأكدت أن كثير من الأسر الكويتية تخشى الاتصال بخدمة حماية الطفل بوزارة الصحة للإبلاغ عن التعدي الجنسي على أطفالهم، وذلك خوفاً من الفضيحة، ورغبة في الحفاظ على سمعة العائلة ومكانتها الاجتماعية، لافتة الى أن اعتماد الحكومة على البلاغات فقط سيجعل حالات الاعتداء تستمر لسنوات طويلة من دون الكشف عنها.
وبينت أن الإجراءات المتبعة من قبل فريق حماية الطفل بوزارة الصحة محدودة جداً أو عديمة الجدوى ولا تساعد على علاج الطفل المساء إليه جنسياً أو ضمان سلامته، على الرغم من كونها خطوة إيجابية لحل المشكلة.
واشارت الى أن الطفل قد يُواجه انتقادات عنيفة وتكذيب وتخويف من الوالدين أو أفراد الأسر أو الأقارب بعد عِلمهم بالإساءة الجنسية التي تعرض لها، وقد تَتحول الانتقادات أحياناً إلى العنف الجسدي أو العقاب الشديد للطفل الأمر الذي قد يعيق نجاح الخدمات العلاجية المقدمة له.
كما أوضحت أن طبيعة المنطقة السكنية التي يعيش فيها الطفل وضعف المناهج التعليمية وضعف التوعية من وسائل الاعلام حول مفهوم الإساءة الجنسية من العوامل التي تمنع كشف التعرض للاساءة، فالمجتمع يحمل اتجاهاً سلبياً نحو مناقشة القضايا الجنسية في المدرسة والاعلام.
وأوصت الدراسة بضرورة التفات صناع القرار لتطبيق قوانين ونشر الوعي في المجتمع لمنع الإساءة للأطفال، وتشجيعهم على الكشف عن الجناة حال تعرضوا لها، مؤكدة أهمية توعية الأسر بفتح الحوار مع أبنائهم لحمايتهم من الإساءة، ومراقبة الأبناء أثناء وجودهم مع الخدم، وتوسيع نطاق العمل في مكتب حماية الطفل بوزارة الصحة.
قدّرت الدراسة عدد الأطفال الكويتيين المهددين بالتعرض للإساءة الجنسية بين 5508 إلى 39051 طفلاً من مجموع الأطفال في عمر 18 وأقل، مبينة أن عدداً كبيراً من الأطفال قد يتعرضون للإساءة من دون الكشف عنهم، كما قد يعانون من الأمراض الناتجة عن الإساءة دون التدخل العلاجي المناسب، مؤكدة أن هناك جناة ارتكبوا اساءات جنسية في المجتمع ولم يتم القبض عليهم أو معاقبتهم.
6 حالات مسجلة في عامين منذ عام 2014 إلى 2016 لم يتم الكشف سوى عن 6 حالات لأطفال بين 4 – 9 سنوات بعد تحويلهم إلى المستشفيات، وتوجد حالة واحدة فقط تقدمت بها إحدى الأمهات إلى إدارة المستشفى، مبينة أن 3 حالات كانت اعتداء جنسياً من الأب، وحالتين من خدم المنزل، وحالة واحدة كانت الإساءة فيها من شخص غريب.
المصدر صحيفة القبس المجلية