الدبور – الكرنكعوة في قطر هي على غرار القرقيعان في الكويت و القرنقشوة في سلطنة عمان، تختلف الأسماء وتتشابه العادات و الطريقة نفسها، وحتى الموعد نفسه وهو النصف من رمضان.
و بأزياء تراثية خاصة، يطوف أطفال قطر كغيرها من دول الخليج على البيوت في الأحياء، في ليلة النصف من رمضان التي يسمونها بليلة “الكرنكعوه”، التي تبدأ التجهيزات قبلها بيوم أو يومين، مرددين الأهازيج الشعبية الخاصة بهذه المناسبة الاجتماعية السنوية، وتوزع الحلوى عليهم من المنازل.
في العاصمة القطرية الدوحة، وبعد صلاة المغرب يطرق الأطفال أبواب الجيران في كل حي، حاملين في أيديهم أكياساً فارغة من القماش أو السلال، ليعودوا إلى منازلهم وقد جمعوا كل أنواع المكسرات والحلوى فيها.
إقرأ أيضا: القرقيعان يثير الجدل من جديد في الكويت، ودكتور في الفقه يتدخل لينهي الجدل
وترتدي الفتيات “الثوب الزري”؛ وهو عبارة عن ثوب زاهي اللون مطرز بخيوط ذهبية، يرتدينه فوق الملابس، ويضعن “البخنق”، وهو أيضاً قطعة من القماش تغطي رؤوسهن، وتزينها خيوط ذهبية على الأطراف، وعادة يكون لونها أسود، بالإضافة إلى التقلد بالحلي التقليدية.
أما الأولاد فيرتدون عادة الأثواب الخليجية الجديدة، ويضعون على رؤوسهم “القحفية”، وهي عبارة عن طاقية مطرزة يرتديها الأولاد في الخليج، وقد يرتدون كذلك “السديري” المطرز. ويعتبرون ذلك احتفالاً بمولد الحسن بن علي سبط النبي صلى الله عليه وسلم.
ويرجع اللغويون “الكرنكعوه” أو القرنقعوه إلى أنه “قرة العين في هذا الشهر”. فالقرة هي ابتداء الشيء، وبمرور الزمان تحورت الكلمة، وصارت تُنطق “قرقيعان”.
ويقول آخرون إن القرنقعوه مشتقة من كلمة (قرقعة)؛ أي إصدار أصوات من مواد صلبة، وهي أصوات الأواني الحديدية التي تحمل الحلويات يضرب الأطفال بعضها ببعض.
الباحثة سلمى النعيمي مستشارة ثقافية بالمؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” قالت لوكالة “قنا” المحلية: إن “ليلة القرنقعوه من العادات الشعبية الاجتماعية القطرية التي أصبحت حدثاً جميلاً في كل منزل وأبطالها الأطفال، فسعادتهم لا توصف في هذه الليلة”.
لكنها في الوقت أشارت نفسه إلى “أن فرحة القرنقعوه اختلفت عمَّا كانت عليه من قبل”، مضيفة: “لكل عصر وزمان مواقف فنجد الآن احتفالية القرنقعوه اقتصرت مع الأهل والجيران على عكس ما كان عليه من قبل، فكان الأطفال يطوفون الفرجان ويجمعون أعداداً كبيرة من القرنقعوه”، مؤكدة أن “احتفالية القرنقعوه ما زالت موجودة بكل تفاصيلها وتوجد هناك عائلات تطبق القرنقعوه بالطبعة القديمة دون إدخال أي تحديث”.
كما ثمنت النعيمي دور إدارة سوق واقف من خلال خطة تكتيكية في الحفاظ على التراث بمختلف مفرداته وأشكاله، فالسوق تحرص على جلب المنتجات التراثية من الألعاب والملابس، حيث تهتم الإدارة في منتجاتها والمطاعم الموجودة في السوق بشكل كبير بالجانب التراثي، إذ تعتبر سوق واقف معلماً تراثياً جميلاً يقصده الجميع من مواطنين ومقيمين وزوار الدولة من السائحين.
ويشترك الآباء مع أبنائهم في الفرحة في إعداد سلات وأكياس للكرنكعوه من الخامات والأقمشة المتوفرة لديهم في المنزل؛ بهدف تنمية مواهبهم الحرفية، وإدخال البهجة على قلوبهم
ولهذه الليلة نشيد مميز يردده الأطفال، يحمل الكثير من المعاني؛ حيث يدعو الأطفال فيه لأهل البيت بأن يزيدهم الله في هذا الشهر المبارك من رزقه ويطيل عمر أبنائه، فيقولون:
كرنكعوه.. كركاعوه
عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم
يا مكة يا المعمورة.. يا أم السلاسل والذهب يا نورة
عطونا من مال الله.. يسلم لكم عبد الله
عطونا دحبة ميزان.. يسلم لكم عزيزان
يا بنية يا الحبابة.. أبوج مشرع بابه
باب الكرم ما صكه.. ولا حط له بوابة