الدبور- غضب في مدينة لوس أنجلوس في ولاية كالفورنيا الأمريكية، والسبب حليب ومنتجات المراعي السعودية، المنتج الوحيد الذي نتنتجه المملكة، وهو كان اهم سلاح إستخدمته لتدمير قطر وحصارها، بأن حرمتها من حليب المراعي.
ولكن ما علاقة كالفورنيا بالسعودية وحليب المراعي وغضب الأمريكيين من السعودية؟
ففي منطقة تعاني من الجفاف في ولاية تعاني أيضاً من الجفاف، تقع بلدة صغيرة تسمى “بليث” حيث نبات البرسيم هو الملك… أكثر من نصف مساحة المدينة البالغة 94000 فدان عبارة عن حقول خضراء كثيفة تزرع المحصول.
وبحسب تقرير أعدته صحيفة “الغارديان” البريطانية فإنه “في الطرف الجنوبي من المدينة تصطف المستودعات الصناعية الضخمة المليئة بالآلاف من أكوام البرسيم الجاهزة لتغذية أبقار الألبان — ولكن ليس لأبقار وادي سنترال فالي بكاليفورنيا أو في أراضي مونتانا.. وبدلاً من ذلك، سيتم استخدام البرسيم لتغذية أبقار في المملكة العربية السعودية”.
وتنتمي المستودعات بحسب الصحيفة البريطانية إلى “Fondomonte Farms” ، وهي شركة تابعة لشركة “المراعي” السعودية ومقرها المملكة العربية السعودية — وهي واحدة من أكبر شركات إنتاج الأغذية في العالم. وتبيع الشركة الحليب والحليب المجفف والمواد المعبأة مثل الكرواسان والكيك في محلات السوبر ماركت والمتاجر في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفي محلات البقالة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وكل شهر، تقوم “Fondomonte Farms” بتحميل البرسيم على حاويات شحن معدنية ضخمة لترسل إلى ميناء ضخم على البحر الأحمر، خارج مدينة الملك عبد الله في المملكة العربية السعودية.
وتقول الصحيفة إنه “نظرًا لأن المشهد في المملكة العربية السعودية غالبًا ما يكون صحراويًا وأن البرسيم محصول كثيف الاستخدام للمياه، كانت كلفة زراعته باهظة وتستنزف موارد المياه الشحيحة، لدرجة أن الحكومة السعودية حظرت زراعته أخيرًا في عام 2016.
وتابعت أنه “بسبب ذلك الحظر، قررت شركة “المراعي” السعودية شراء الأراضي أينما كانت رخيصة وبها مياه تسمح لإنتاج ما يكفي من العلف لـ93000 بقرة”.
وتقول الصحيفة البريطانية أنه “في عام 2012، استحوذت الشركة على 30000 فدان من الأراضي في الأرجنتين، وفي عام 2014، اشتروا أول قطعة أرض في ولاية أريزونا. وبعد ذلك، في عام 2015، قاموا بشراء 1700 فدان في بليث — وهي مدينة زراعية شاسعة تقع على ضفاف نهر كولورادو، حيث يبدو كل شيء ما عدا البرسيم مصبوغاً بالرمال. وبعد أربع سنوات، أصبحت الشركة تمتلك 15000 فدان — 16٪ من كامل الوادي المروي”.
وتشير الصحيفة إلى أن “ما تقوم به “Fondomonte Farms” هو مجرد فصل في القصة الطويلة لإدارة المياه في الغرب.. فصل يكشف النقاب عن سلسلة التوريد العالمية، ومدى سهولة نقل سلعة مثل البرسيم، أو الخس عبر أكثر من 13000 ميل من البر والبحر”.
وتضيف أنه “على الرغم من أن بليث عبارة عن صحراء، إلا أنها مجاورة لنهر كولورادو الأدنى، وهو النهر الذي يوفر المياه لحوالي 40 مليون شخص ويروي 4 ملايين فدان من الأراضي”.
ونقلت “الغارديان” عن بارت ميلر، مدير برنامج الأنهار الصحية في “Western Resource Advocates”، قوله “إنه على مدار الثمانين عامًا الماضية، ونظرًا لنمو المدن القريبة مثل دنفر ولوس آنجلوس وفينيكس وتوسع المزارع واسعة النطاق، فإن الطلب على النهر يتزايد بثبات. وأن النهر تقلص أيضًا بسبب تغير المناخ. كما عانى من الجفاف المستمر منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، مع تراجع الأمطار والثلوج”.
وتقول الصحيفة إنه “على الرغم من قوتها الزراعية، يعيش 23٪ من سكان بليث في فقر (مقارنة بـ 12٪ على الصعيد الوطني)”.
وبحسب “الغارديان” توظف شركة “Fondomonte” بعضًا من أكثر الآليات المتقدمة وهي برامج كمبيوتر تجمع بين صور الأقمار الصناعية وصور الطائرات دون طيار لتحديد خصائص التربة لكل بقعة من الأراضي، وتلتقط الطائرات دون طيار مقاطع فيديو، وتبني الشركة حاليًا نظامها الخاص من القنوات داخل المزرعة والبوابات الإلكترونية حتى يتمكنوا من ري كل حقل بلمسة زر واحدة من وراء شاشة الكمبيوتر في المكتب. وهذا كله جزء من جهودهم المستمرة لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة وجودة المحاصيل، وبالتالي ربحهم، وبالتالي إمبراطوريتهم في المملكة العربية السعودية”.
ويقول دان بوتنام، خبير البرسيم والأستاذ بجامعة كاليفورنيا للصحيفة “إن البرسيم الذي تم زراعته في الولايات المتحدة يتم شحنه إلى الخارج منذ فترة طويلة، قبل وقت طويل من نقله عبر شركة “المراعي” السعودية”.
مضيفاً أن “البرسيم هو ثالث أكبر منتج اقتصادي في الولايات المتحدة، ولكن يتم تصدير 4 ٪ فقط منه سنويا. ومع ذلك، فإن في الدول الغربية، التي تعد منتجة عالية بالقرب من موانئ الشحن إلى أسواق التصدير الرئيسية مثل الصين والمملكة العربية السعودية واليابان، يتم تصدير حوالي 15٪ كل عام. وهذه الدول ذات الصادرات المرتفعة هي أيضًا دول تصارع الجفاف، مما يعني أن معظم الدول التي تعاني من شح المياه تشحن الكثير من مياهها إلى الخارج، في شكل برسيم”.
وتشير الصحيفة إلى أنه “عندما بدأت “المراعي” السعودية في شراء الأراضي في غرب الولايات المتحدة، غضب دعاة حماية البيئة والعديد من المواطنين العاديين”.
تعليق واحد
لقد قرات منذ فترة مقالة تتحدث عن غضب شعبي وان لم يظهر للعلن في منطقة الخرج جنوب غرب الرياض والتي تعتبر سلة الغذاء الرئيسي للعاصمة الرياض بسبب وجود اكبر مزرعة للابقار في الشرق الاوسط(100000)
مئة الف بقرة تتبع شركة المراعي المملوكه لبعض الامراء من السرة المالكة بسبب استيلائها على الاف من الافدنه بدون وجه حق وكذلك على عدد كبير من ابار الماء التي قامت بحفرها مما يستنفذ المخزون المائي المنطقة وليتها توقفت هنا فقط بل المشكلة الكبرى التي باتت تهدد المنطقة كلها عن مخلفات هذه المزرعة من المياه العادمة والتي تقدر بملون ونصف المليون متر مكعب
يوميا والت لاتوجد اماكن للتخلص منها سوى بعض الاودية الصحراويت والتي تنتهي في مسطحات مائية باتت تهدد الحياة بمتسببه من انتشار الحشرات والامراض وتهددبتلوث المياه الجوفية في المنطقة