الدبور- شهادة مروعة لاحد الناجين من مجزرة نيوزيلندا الإرهابية، بواسطة تسجيل صوتي نشرتها شبكة (بي بي سي) الإخبارية البريطانية، تبين فظاعة العملية الإرهابية والدقائق المرعبة التي عاشها كل من كان في المسجد.
وذكرت القناة أن هذا الشاب، واسمه علي أديب، كان يجلس إلى جانب والده وشقيقه في مسجد النور، عندما دخل منفذ العملية الإرهابية، الأسترالي برنتون تارنت، وبدأ بإطلاق النار بشكل مكثف.
وقد وصف هذا الناجي الأحداث المروعة التي دارت حوله في تلك اللحظات، وقال: “في البداية سمعنا طلقا ناريا، وأنا شخصيا اعتقدت أنها مجرد ألعاب نارية، ثم شاهدت الناس يركضون وقام منفذ العملية بإخراج مسدس أوتوماتيكي وبدأ بإطلاق النار. والفكرة الأولى التي جاءت في ذهني هي الركض والهروب نحو الأمام لأنه كان يتقدم نحوي من الخلف، وكنت أبحث عن أبي لذلك ركضت، ولكنني تعثرت فيه، وبصراحة لا أتذكر شيئا بعد ذلك.”
“كنت بصدد الخروج من الباب وانتهى بي الأمر في الجانب الأيمن من المسجد، وقد غبت عن الوعي في الجزء الأول من العملية، ثم استفقت في الجزء الثاني. وأنا آسف، لم يكن باستطاعتي فعل أي شيء، كنت أحاول الحفاظ على سلامتي، ولذلك تصرفت بهذا الشكل”.
ووصف علي اللحظات التي نجا فيها من الموت قائلا: “كنت بصدد شد كل عضلات جسمي، ولكن مع كل طلقة كان جسمي يرتعش بكل قوة، وتواصل إطلاق النار وبعد لحظات عم الصمت، ولذلك اعتقدت أنني أصبحت في مأمن، فقمت بالاتصال بالطوارئ، ولكنني بعد ذلك سمعت صوته بصدد العودة، ولذلك أغلقت الهاتف، وواصل إطلاق النار على كومة الأشخاص فوقي ولم يكن بوسعي فعل أي شيء غير الاستلقاء هناك، وقد واصل إطلاق النار أربع مرات أخرى، وبعد ذلك انتهى كل شيء”.
نقلت شبكة (بي بي سي) الإخبارية تصريح الشاب النيوزيلندي حول ما آلت إليه الأمور في الوقت الحالي، الذي ورد فيه :”والدي يرقد في العناية المركزة وقد خضع للعملية الجراحية الثانية، وهو الآن في غيبوبة، وهو في الواقع من تلقى رصاصة بدلا عني، وأنا أحمد الله أنني بخير، لقد كنت واحدا من القليلين الذين خرجوا سالمين من تلك العملية دون الإصابة بأي رصاصة، لقد مرت إحدى الرصاصات أمام وجهي مباشرة، لقد أحرقت وجهي، لم تلمسني ولكن شعرت بحرارتها، ولذلك يمكنني الشعور بمعاناة الأشخاص الذين أصيبوا بالرصاص”.