الدبور – كشفت صحيفة “الديلي بيست” الأمريكية عن لقاء خاص تم بين كوشنر و ولي عهد السعودية بن سلمان بالسر، و في غرف مغلقة بعيدا عن طاقم البيت الأبيض وعن مساعدي بن سلمان، واقتصر القاء عليهما فقط.
وعلى غير العادة منع جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط، موظفي السفارة الأمريكية في الرياض من حضور اجتماعه مع ولي العهد، محمد بن سلمان، خلال زيارته الأخيرة للسعودية.
ونقلت الصحيفة عن موظفين في السفارة قولهم إنهم لم يطّلعوا على تفاصيل زيارة كوشنر للسعودية، أو الاجتماعات التي عقدها مع مسؤولين سعوديين، وهو ما يثير قلقاً بين أعضاء في الكونغرس حول طبيعة ما يتم تداوله في تلك الاجتماعات.
وخلال رحلته الأخيرة إلى الشرق الأوسط، زار كوشنر الرياض والتقى الملك سلمان وابنه؛ لمناقشة “التعاون الأمريكي، والصراع العربي الإسرائيلي، والاستثمار الاقتصادي في المنطقة”، بحسب بيان للبيت الأبيض.
لكن تلك اللقاءات تمت دون حضور أي مسؤول من السفارة، خاصة أن زيارة كوشنر تزامنت مع وجود مسؤول كبير من وزارة الخارجية الأمريكية، وهو عضو في القسم المختص بالشؤون الإيرانية، والذي لم يتم استدعاؤه لحضور تلك اللقاءات.
ونقلت الصحيفة عن أحد أعضاء الكونغرس قوله إن السفارة والجانب السعودي كان لديهم تصوّر عن مواعيد وصول كوشنر وجدول لقاءاته، وإن هذه ليست المرة الأولى التي يتجاهل فيها كوشنر استدعاء موظفي السفارة لمثل هذه الاجتماعات.
وطور كوشنر علاقته الشخصية مع بن سلمان خلال العديد من زياراته للرياض، في السنوات القليلة الماضية، وفي إحدى رحلاته وصل سراً دون الإعلان عنها، رغم أن زياراته للشرق الأوسط كانت تتم برفقة مبعوث الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات.
وتتابع “الديلي بيست”: “عندما يسافر أحد أعضاء الإدارة الأمريكية فإن السفارة غالباً ما تنسّق للرحلة وتوفّر نوعاً من الحماية، لكن هذه المرة قدمت الحكومة السعودية الأمن لكوشنر والوفد المرافق له”.
وبحسب المصادر التي تحدثت للصحيفة، فإن سفارة واشنطن في الرياض تُركت دون أي معلومات حول جدول الأعمال وطبيعة المحادثات التي دارت مع المسؤولين السعوديين.
وتقول: “إن عدم وجود تفاصيل عن طبيعة المحادثات التي أجراها كوشنر في السعودية أصابت أعضاء في الكونغرس -جمهوريين وديمقراطيين- بالإحباط”.
ونقلت الصحيفة عن المشرعين قولهم إنهم قلقون من أن السفارة لم تكن على علم بطبيعة المناقشات التي دارت بين كوشنر وبن سلمان أو العاهل السعودي، خاصة في ظل العلاقة الهشة بين السعودية والولايات المتحدة؛ على خلفية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في مبنى قنصلية بلاده بإسطنبول، في الثاني من أكتوبر الماضي، والتقييم الذي خلصت إليه وكالة المخابرات الأمريكية أن بن سلمان هو من أمر بعملية القتل.
ويأتي هذا في وقت يتهم فيه مشرعون أمريكيون إدارة ترامب بمحاولة بيع السعودية تكنولوجيا نووية، حيث أكدت مصادر للصحيفة، الأسبوع الماضي، أن إدارة البيت الأبيض ما زالت تعمل بنشاط من أجل إبرام تلك الصفقة.