الدبور – من يتخلص من من، في القصر الملكي ؟ الملك من ابنه المراهق أم المراهق من أبيه الذي يقف بينه وبين تحقيق حلمه بتولي العرش قبل نهاية ولاية الرئيس الامريكي ترامب؟
الخلافات بين الأب و ابنه بدأت بالظهور على السطح في القصر الملكي، وبدأت التسيبات تخرج من هناك إلى الإعلام، فولي العهد يتعجل كثيرا في حكم المملكة، ولم ينتظر موت أبيه وتنصيبه رسميا، لأنه يعلم إنه جاء بإنقلاب، وأن هناك الكثير من الأمراء يتربصون به.
والملك لا يعجبه كلما أفاق من الزهايمر ما يقوم به ولده المراهق، فهو مازال الملك، وفي عرف المملكة ولي العهد ليس له أي قرار بدون الرجوع إلى الملك، حتى في تعيين السفراء.
وقد كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية، إن الملك سلمان وولي العهد اختلفا حول عدد من قضايا السياسة الهامة في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك الحرب في اليمن، ورد السعودية على الاحتجاجات في السودان والجزائر.
و ازدادت التوترات بين الأب و ابنه بشكل كبير في أواخر فبراير عندما زار الملك سلمان البالغ من العمر “83 عاما”، مصر، ليترأس وفد السعودية في القمة العربية-الأوروبية الأولى والتي استضافتها مدينة شرم الشيخ، و تلقى تحذيراً من قبل مستشاريه بأنه معرض لخطر تحرك محتمل ضده، وفقا لرواية مفصلة من مصدر تحدث للصحيفة البريطانية.
وتقول “الغارديان” كما لسع الدبور: لقد أثارت حاشية الملك قلقًا شديدًا من التهديد المحتمل لسلطته، وأن فريقًا أمنيًا جديدًا يتألف من أكثر من 30 من الموالين المختارين من وزارة الداخلية السعودية، تم نقلهم إلى مصر ليحلوا محل الفريق الحالي.
وقال المصدر إنّ هذه الخطوة جاءت في إطار استجابة سريعة وعكست مخاوف من إن بعض موظفي الأمن الأصليين ربما كانوا موالين للأمير محمد.
وأضاف المصدر أن مستشاري الملك سلمان رفضوا أيضا أفراد الأمن المصريين الذين كانوا يحرسونه أثناء وجوده في مصر.
وقال المصدر إنه نتيجة للاحتكاك في العلاقات بين الأب وابنه، فإن محمد بن سلمان لم يكن من بين الذين أرسلوا للترحيب بالملك في مطار الرياض لدى عودته من مصر.
وأكد بيان صحفي رسمي ذكر أسماء الضيوف في مطار الرياض أن الأمير محمد لم يكن من بينهم، مضيفًا أن التكهنات تبيّن أن المقصود ضربة موجهة إلى ولي العهد.
وكان ولي العهد، الذي تم تعيينه كـَ”نائب الملك” خلال رحلة مصر، كما هو معتاد، قد وقع على اثنتين من التغييرات الرئيسية بينما كان الملك بعيدا، تضمنت تعيين أخيه خالد بن سلمان نائباً لوزير الدفاع –وهي الحقيبة التي يحتفظ محمد بن سلمان بها لنفسه – وتعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة للسعودية في الولايات المتحدة الأمريكية .
وقال المصدر لـ”الغارديان” إن الإعلان عن التغييرات تم دون علم الملك، الذي أثار غضبه على وجه خاص بسبب ما اعتقد أنه تحرك سابق لأوانه لرفع الأمير خالد إلى دور أكبر.
ومن المعروف أن الإعلان عن التعيينات الملكية يتمّ دائماً باسم الملك، لكن تم توقيع التغيريْن في الـ 23 فبراير من قبل “نائب الملك” وهو الأمير محمد، فيما قال أحد الخبراء إن لقب” نائب الملك” لم يستخدم بهذه الطريقة لعقود.
فمن سيتخلص من الثاني، الملك لن يتخلص من ابنه، بل سيحاول السيطرة عليه قدر المستطاع، لأنه يعاني من الأمراض وكبر السن، أما الإبن فلن يصبر على موت الملك ليتولى مكانه وخصوصا أن الوقت ليس بصالحه، ويريد صعود العرش قبل نهاية ولاية ترامب، وقبل إتخاذ أي خطو مباغته من قبل الأمراء في العائلة الحاكمه لعزله قبل وفاة والده، وهنا تنتهي كل فرصه للوصول الى سدة الحكم والإستمرار في مراهقته السياسية و الإجرامية.