الدبور- أربع مكالمات تم رصدهم من قبل جهاز المخابرات المركزية الامريكية المعروف باسم السي آي إيه، ومن قبل المخابرات التركية، وضعوا ولي عهد السعودية بن سلمان في وضع لا يسمح له بالكذب ونفي تورطه في جريمة إغتيال الكاتب الصحافي السعودي المغدور جمال خاشقجي في مقر قنصلية بلاده، شهر أكتوبر العام الماضي.
ووردت في هذه المكالمات التي نسبت إلى ولي العهد السعودي أبو منشار وعدد من أقرب مساعديه، عبارات وأوصاف تنم عن الحقد والصلف وعن سبق الإصرار. غير أن المسؤولين السعوديين ينفون بعض هذه المكالمات ويرفضون التعليق على بعضها.
وفيما يلي تفصيل أهم تلك المكالمات وفق التسلسل الزمني المفترض لها، ابتداء من أقدمها، وصولا إلى وقوع جريمة الاغتيال وما أعقبها.
رصاصة
وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، فقد تحدث ولي العهد السعودي في سبتمبر/أيلول 2017 -أي قبل عام واحد من اغتيال خاشقجي- مع مساعده تركي الدخيل، وقال إنه سيستخدم رصاصة ضد خاشقجي إذا لم يكف عن انتقاد نظام الحكم في السعودية ويرجع إلى المملكة.
ونقلت الصحيفة هذه المعلومات عن مسؤولين قالت إنهم اطلعوا على تقارير مخابراتية أميركية اكتمل إعدادها في ديسمبر/كانون الأول 2018.
وقالت إن هذه المحادثة التي اعترضتها وكالات المخابرات الأميركية أكثر الأدلة تفصيلا حتى اللحظة على أن ولي العهد السعودي فكر في قتل خاشقجي قبل فترة طويلة من وقوع الجريمة.
وفي المحادثة، يقول محمد بن سلمان للدخيل إنه إذا لم يتسن إقناع خاشقجي بالعودة إلى السعودية، فتنبغي إعادته بالقوة. وإذا لم تفلح كلتا الطريقتين، فإنه -أي محمد بن سلمان- سيسعى وراءه “برصاصة”، وفقا للصحيفة.
استدراج
أوردت صحيفة واشنطن بوست -وتبعتها في ذلك وسائل إعلام أميركية أخرى- أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.أي) استنتجت أن ولي العهد السعودي هو الذي أعطى الأمر باغتيال خاشقجي في إسطنبول.
ونقلت الصحيفة أن السي.آي.أي فحصت معلومات عديدة، من بينها مكالمة هاتفية بين السفير السعودي في واشنطن خالد بن سلمان شقيق ولي العهد، وبين جمال خاشقجي الذي كان يقيم في واشنطن. وقالت الصحيفة إن السفير دعا خاشقجي إلى زيارة القنصلية السعودية في إسطنبول لاستخراج الأوراق الرسمية التي يحتاجها، وقدم له تطمينات بأن الأمر سيكون آمنا.
وأوضحت الصحيفة أن أجهزة المخابرات الأميركية اعترضت تلك المكالمة، ونقلت عن مصادر قولها إن خالد بن سلمان أجرى المكالمة استجابة لطلب من شقيقه ولي العهد. غير أن السفير سارع إلى نفي هذه المعلومات شخصيا عبر حسابه بموقع تويتر.
هاتوا رأسه
نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصادر عربية وتركية قولها إن سعود القحطاني الذي يعتبر الساعد الأيمن لمحمد بن سلمان ويُتهم بأنه أدار عملية الاغتيال من الرياض، أجرى اتصالا عبر برنامج “سكايب” بفريق الاغتيال حين التفوا حول خاشقجي داخل غرفة في القنصلية السعودية بإسطنبول يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018.
ووفقا للمصادر، فقد أخذ القحطاني يكيل السباب والإهانات لخاشقجي عبر الهاتف، فرد عليه خاشقجي، حتى أمر القحطاني رجاله بالتخلص منه قائلا “هاتوا لي رأس الكلب”.
المهمة أنجزت
أفادت “نيويورك تايمز” بأنه بعد وقت قليل من قتل خاشقجي وتقطيع جثته داخل القنصلية السعودية في إسطنبول يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أجرى الضابط السعودي ماهر المطرب -الذي يعتقد أنه قائد فريق الاغتيال- اتصالا هاتفيا بمساعد لولي العهد وقال له “قل لرئيسك إن المهمة أنجزت”.
وأوضحت الصحيفة أن المخابرات التركية لديها تسجيل لهذه المكالمة وأنها أسمعته مديرة المخابرات المركزية الأميركية جينا هاسبل. وأضافت أن مسؤولي المخابرات الأميركية يعتقدون أن “رئيسك” إشارة إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.