الدبور – خطة أمريكية جديدة قديمة في نفس الوقت، لأقامة دولة فلسطينية عبارة عن كنتونات متفرقة، و تعدل الخطة أو المقترح كل مرة بتغيرات طفيفة، ومسميات جديدة حتى تلقى القبول الفلسطيني وينتهي الملف الشائك الذي إستمر لعقود.
حيث ذكرت قناة تلفزيونية عبرية، أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط ستقترح إقامة دولة فلسطينية على ما يصل إلى 90 في المئة من الضفة الغربية المحتلة على أن تكون عاصمتها في القدس الشرقية ولا تشمل الأماكن المقدسة.
وقالت الإدارة الأمريكية إن إعلان الخطة ربما يتم بعد شهور وحذرت من تخمين محتواها.
وذكرت محطة ريشيت 13 التلفزيونية الإسرائيلية أن أمريكيين أبلغوا أحد المصادر بأن الخطة ستتضمن ضم إسرائيل لتكتلات استيطانية يهودية في الضفة الغربية في حين سيتم إخلاء أو وقف بناء المستوطنات المنعزلة.
وأوضح التقرير أن ترامب يرغب في استكمال الإجراءات الإسرائيلية المقترحة بتبادل للأراضي مع الفلسطينيين وأن تكون المدينة القديمة التي تحيط بها الأسوار في القدس الشرقية، ويوجد بداخلها المقدسات اليهودية والإسلامية والمسيحية، تحت السيادة الإسرائيلية لكن بإدارة مشتركة من الفلسطينيين والأردن.
وأضاف أن “معظم الأحياء العربية” في القدس الشرقية ستكون تحت السيادة الفلسطينية وستكون بها عاصمة الدولة الفلسطينية في المستقبل.
وتقول إسرائيل إن القدس “عاصمتها الأبدية الموحدة” وهو ما لا يحظى باعتراف دولي، بينما يريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية، بما في ذلك مجمع المسجد الأقصى في المدينة القديمة، عاصمة لدولتهم المستقبلية.
ولم يشر التقرير إلى مصير اللاجئين الفلسطينيين الذي يعد أحد نقاط الخلاف الكبرى في الصراع الممتد منذ عشرات السنين، كما لم يتناول وضع قطاع غزة في هذه الخطة. وتسيطر حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تعارض السلام مع إسرائيل على هذا القطاع.
ولم يرد مسؤولون إسرائيليون أو فلسطينيون حتى الآن على تقرير محطة ريشيت 13.
واكتفى مسؤول كبير في البيت الأبيض بقول “مثلما كان في الماضي، التخمين بشأن محتوى الخطة غير دقيق”.
وفي سياق منفصل، توقع داني دانون سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة في تصريحات للصحافيين بألا يتم الكشف عن خطة ترامب قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في التاسع من أبريل/ نيسان.
بدورها، قالت الرئاسة الفلسطينية، مساء الأربعاء، إن أي خطة سلام لا تتضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها كامل القدس الشرقية على حدود عام 1967 سيكون مصيرها الفشل.
واعتبر الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في بيان، أن “استمرار بث الإشاعات والتسريبات حول ما يسمى بملامح صفقة العصر التي تتحدث عنها الإدارة الأمريكية، إضافة إلى الاستمرار في محاولة ايجاد أطراف إقليمية ودولية تتعاون مع بنود هذه الخطة هي محاولات فاشلة ستصل إلى طريق مسدود”.
وقال أبو ردينة إن “العنوان لتحقيق السلام العادل والدائم، هو القيادة الفلسطينية التي تؤكد أن أية طروحات تتعلق بالمسيرة السياسية، يجب أن تكون على أساس الشرعية الدولية، ومبدأ حل الدولتين لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”.
وأضاف أن “طريق تحقيق السلام في المنطقة واضح، يمر من خلال الشرعية الفلسطينية، وأية مشاريع تهدف للالتفاف على آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال لن يكتب لها النجاح وستنتهي، وسينتصر شعبنا مهما كان حجم هذه المؤامرات والتحديات على القضية الفلسطينية وثوابتها”.