الدبور – ولاية الذهب الأمريكية تحولت الى جهنم على الأرض، ولاية كالفورنيا التي تعتبر من أغنى الولايات المريكيو و أكثرها جمالا تحولت إلى كتلة من لهب حهنم.
عند سفوح جبال نفادا الشهيرة وعلى الشمال الشرقي من وادي سكرامانتو، تدلّل الطبيعة بلدة برادايس التابعة لمقاطعة بوتي في ولاية كاليفورنيا الأميركية.
البلدة الواقعة بين المروج، تتخللها جداول المياه القادمة من نهر فيذز شرقا ومن خليج التل غربا، وتستظل بأشجار الصنوبر والبلوط، وتلهو بالثلج في الشتاء ولا تعرف الحر صيفا.
لكن جنة كاليفورنيا، أصبحت قصة من الماضي بعد أن اجتاحتها النيران في الثامن من الشهر الجاري، فتحولت إلى واد من جحيم تتكوم بداخله البيوت المدمرة والأشجار المتفحمة.
وقبل أيام تجمع بعض السكان في كنيسة قرب بلدة برادايس للصلاة على أرواح ضحايا الحريق الذين تجاوزا الثمانين، ولا يزال المئات في عداد المفقودين.
وفي هذه الكنيسة تعانق الناجون، وحملت امرأة صورة لولدها الذي قتل في الحريق، بينما وضعت على المذبح لوحة كتب عليها “سننهض من الرماد”.
وحسب أرقام رسمية، فقد دمر الحريق أكثر من 13 ألف منزل، والتهم بلدة برادايس بالكامل إلى حد أنها محيت من الخارطة.
وما تزال أجهزة الطوارئ تواصل تمشيط الأنقاض المتفحمة، بينما تم التعرف على هوية أكثر من 60 شخصا من بين رفات 83 شخصا قضوا نحبهم وهم يستغيثون ولا يُغاثون.
ووفق التقارير فإن أجهزة الإطفاء احتوت الحرائق بنسبة 75%، وتتوقع إخمادها بالكامل مع بدء هطول الأمطار الغزيرة الأربعاء.
وقبل الحريق كانت برادايس تضم أكثر من 26 ألف نسمة، والآن يعمرها الموت والخراب، وليس ممكنا عودتها للحياة قبل أعوام من العمل الجاد وصرف الكثير من المال.
وتقول السلطات إن سرعة الانتشار المفاجئة التي أدت إلى حريق “كامب فاير” من أسباب ارتفاع عدد القتلى، مشيرة إلى اتجاه الرياح العاتية وجفاف الأشجار.
وما زال سبب الحرائق قيد التحقيق، لكن منشآت لتوليد الكهرباء أبلغت عن مشكلات في معدات حدثت تقريبا وقت اندلاعها.
وقد كافحت فرق الإطفاء من أجل صد الحريق لكن النار التي تتلظى واصلت غضبها على جنة كاليفورنيا وسحقت 61 ألفا و500 هكتار.
لكن الأمطار ستعيق علميات البحث عن رفات الضحايا تحت الرماد والتربة، وقد تسبب العواصف مشاكل للنازحين الذين يقيم المئات منهم في خيام وسيارات.
وقال كوري هونيا قائد شرطة مقاطعة بيوت كاونتي بإفادة صحفية أمس “الأمطار مبعث قلق لنا، واحتمال حدوث تدفقات طينية قائم”. وأضاف أنه سيسحب فرق البحث إذا ما واجهت خطر التدفقات الطينية.
وفي 17 من الشهر الجاري زار الرئيس دونالد ترامب الجنة المحروقة وقال “إن رؤية هذا أمر محزن للغاية. فيما يتعلق بالأرواح، لا أحد يعرف حتى الآن. نحن نحصي عددا معينا ولكن لدينا الكثير من الأشخاص المفقودين”.
وخلال زيارته، سار دونالد ترامب وسط الرماد والأشجار المتفحمة وحطام السيارات وبدا مصدوما من مشاهد الدمار والخراب.
وأمام هياكل مبان محترقة في بارادايس، قال الرئيس “لم يكن أحد يعتقد أن هذا سيحدث.”
لكن بعض الضحايا أعربوا عن خيبة أملهم من زيارة الرئيس. وقال كليف تروفيز الذي يعمل في مجال الزراعة “سمعت أنه جاء وغادر.. أنا آسف، لن يحصل على صوتي المرة القادمة”.
وأعاد ترامب إلى الواجهة جدلا سابقا بتكراره التهمة بأن كاليفورنيا أساءت إدارة غاباتها، وتتحمل بشكل واسع مسؤولية الحرائق.
وقبل عدة أيام، هدد ترامب بخفض التمويل الفدرالي لكاليفورنيا على خلفية “إدارتها السيئة” للغابات.
من جانبه، ندد برايان رايس رئيس منظمة “عناصر الإطفاء بكاليفورنيا” بتغريدة ترامب، واعتبر أنها مبنية على “معلومات خاطئة” مشيرا إلى أن الحكومة الفدرالية كانت خفضت بالفعل التمويل لإدارة الغابات.
ورغم أن كاليفورنيا تشتهر بحرائقها المدمرة فإن برادايس أول بلدة تلتهمها النار بالكامل، مما يجعل السلطات أمام تحدي توفير المأوى لآلاف النازحين.
عن الجزيرة