الدبور – نتنياهو رئيس وزراء الإحتلال يبدو إنه يحاول إنقاذ شريكه وصديقه ولي عهد السعودية من ورطة إغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، والذي تم قتله وتقطيع جثته بشكل إجرامي في مقر قنصلية بلاده في إسطنبول بداية الشهر الماضي.
ففي قصف قناة الأقصى و الإعتداء على الصحافة بشكل إجرامي يقول نتنياهو ها نحن نقتل ونقصف ونعتدي على الصحافيين والصحافة بطريقة أبشع وأكثر إجراما من ولي العهد، لنرى ردة الفعل والإنتقاد الدولي؟
وفعلا بدأ الإعلام السعودي يستخدم هذا الأسلوب لتشتيت الرأي العام، أن هناك من هو أشد إجراما فلماذا لا يحاسب، إذا هي مؤامرة على ولي العهد ليس أكثر، والمجتمع الدولي لا يهتم بحياة خاشقجي بل كل ما يريده هو هدم دولة التوحيد الوحيدة في المنطقة بإسقاط بن سلمان.
وبدأ الذباب الإلكتروني بترويج هذه الرواية والتركيز على هذه الزاوية.
التصعيد في غزة وقصف مبنى قناة الأقصى الفضائية التابعة لحركة حماس لم يكن الامر الوحيد الذي يقوم به نتنياهو لإنقاذ حبيبه بن سلمان، بل سبقه عدة خطوات مختلفة.
ولكن قد يسأل البعض لماذا يدافع نتنياهو عن بن سلمان لهذه الدرجة؟ ولماذا يريد إنقاذه بأي وسيلة؟
يجيب المعلق في صحيفة “واشنطن بوست” جاكسون ديهيل إنه في الوقت الذي يحاول فيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الهروب من تداعيات جريمة قتل الصحافي في “واشنطن بوست” جمال خاشقجي فقد كان من المثير للدهشة رؤية من خرجوا للدفاع عنه، فقد من بينهم ديكتاتوريين مثل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وانتهازيين يبحثون عن مصالحهم مثل فلاديمير بوتين. ومن ثم جاء بنيامين نتنياهو الذي لا تعترف السعودية بحق بلده في الوجود.
ويقول ديهيل: “لا تتوقع أن تقوم إسرائيل وخلافا لكل الديمقراطيات الغربية أن تقوم بالموافقة علنا على النسخة الأخيرة من صدام حسين، رجل أصبح ساما لدرجة أن مجموعات اللوبي في كي ستريت بواشنطن رفضت أمواله.
ومع ذلك يظهر نتنياهو كصديق محمد بن سلمان “في الضيق”. فقد ظلت الحكومة الإسرائيلية وطوال الشهر الذي اختفى فيه خاشقجي في القنصلية السعودية في تركيا”. وبعد يومين من اتصاله في البيت الأبيض للدفاع عن بن سلمان قال نتنياهو “رغم أن ما حدث في اسطنبول مروع ويجب التعامل معه حسب الأصول .. فمن مصلحة العالم بقاء السعودية مستقرة”.
وعلق ديهيل أن ما عناه نتنياهو بالتعامل مع قتلة خاشقجي حسب الإصول أن على الولايات المتحدة أن لا ترمي محمد بن سلمان في الحمام الساخن.
وتساءل “لماذا ترمي شريان حياة للقتلة؟” ويجيب أن مقتل خاشقجي يهدد بتدمير السياسة التي بنيت بعناية حول ولي العهد البالغ من العمر 33 عاما والرئيس دونالد ترامب. وتقوم الفكرة على بناء تحالف فعلي مع الجيل الجديد من الديكتاتوريات السنية في الشرق الأوسط المتحدة ضد إيران والبحث عن دعم أمريكي قوي.
وهناك جانب إضافي لهذه الإستراتيجية وهي دعم محمد بن سلمان خطة ترامب للتسوية، أو ما يعرف بصفقة القرن، والتي لم يعلن عنها، إلا أنها ليست إلا محاولة لفرض حل على الفلسطينيين حسب الشروط الإسرائيلية.
وحتى مقتل خاشقجي كان كل شيء يسير حسب الخطة المرسومة :خرج ترامب من الإتفاقية النووية مع إيران وفرضت العقوبات الإقتصادية عليها، قطع ترامب المساعدات للفلسطينيين ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس واستأنف الدعم الامريكي للسعودية في حرب اليمن.