الدبور – كاتب صهيوني كان من ضمن الوفد الذي إلتقى مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الرياض، كشف عن بعض الأسرار التي دارت في اللقاء الخاص، وتحدث عن امور أخبره ابن سلمان أن لا يتحدث عنها لحساسيتها.
فقد كشف الكاتب الإسرائيلي المتطرف جويل روزنبيرغ، الذي ترأس وفد القادة الإنجيليين الذين التقوا ولي العهد السعودي ، الخميس الماضي، في الرياض، أن الأخير تحدث بشكل مطول عن العلاقات السعودية الإسرائيلية والتطور الكبير الذي طرأ عليها في عهده، مستدركاً أن بن سلمان طلب من أعضاء الوفد عدم الكشف عما قاله لهم بشأن العلاقة مع تل أبيب وتصوره لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي “بسبب حساسية الموضوع”.
وفي مقابلة أجرتها معه، الأربعاء، قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، قال روزنبيرغ: “لقد قمنا بإبلاغ بن سلمان أن هناك 60 مليون من الإنجليكانيين الأميركيين الذين يحبون إسرائيل، وأن هؤلاء الأميركيين معنيون أن يعرفوا من هو الزعيم العربي القادم الذي سيوقع على اتفاقية سلام مع إسرائيل”.
ونقل روزنبيرغ، الذي دعا في كتابه “الجهاد الأخير” إلى استخدام السلاح النووي في إبادة المسلمين؛ عن بن سلمان تخوفه أن تؤثر قضية اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي على المس بجهوده الهادفة لمواجهة الخطر الإيراني وجماعة “الإخوان المسلمين”.
وحسب الكاتب الإسرائيلي المتطرف، فقد استغل بن سلمان وجود مقربين من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضمن الوفد لكي يوصل رسالة له ولقادة الجمهوريين في الكونغرس مفادها بأن “الدعوات التي تتعاظم داخل واشنطن لفرض عقوبات على نظامه، ستضر بجهوده الهادفة إلى مواجهة إيران وجماعة الإخوان المسلمين وبقية التنظيمات المتطرفة”.
وحسب روزنبيرغ، فقد حرص بن سلمان على مهاجمة الرئيس التركي طيب رجب أردوغان، متهماً إياه بأنه “يحاول استغلال قضية خاشقجي لجعل الأمور أسوأ بالنسبة لنظام الحكم في الرياض”.
ووفقاً لروزنبيرغ فقد استهجن “بن سلمان أن يتم تعقبه على هذا النحو بسبب قضية خاشقجي، في الوقت الذي يتجاهل العالم ما يقوم به أردوغان وبوتين والإيرانيون بحق معارضيهم”.
وحول انطباعاته بشأن تأثير قضية خاشقجي على الواقع الداخلي للحكم في الرياض، قال روزنبيرغ إنه “وأعضاء الوفد توصلوا لاستنتاج مفاده بأنه لا توجد مشاكل بين بن سلمان ووالده، وأنه لا يوجد ما يدل على أن الملك قد فقد الثقة بنجله”.
وأضاف: “لو كان هناك أحد يخطط لإزاحة بن سلمان لما تجرأ على دعوة وفد من الإنغليكانيين تقوده شخصية إسرائيلية وأن يحرص على الكشف عن الزيارة لوسائل الإعلام. محمد بن سلمان وجد ليبقى وسيظل في الحكم حتى منتصف هذا القرن على الأقل، وهذا ما يجعل التعامل معه أمرا بالغ الأهمية والحساسية”، على حد تعبيره.
ويعد روزنبيرغ، الذي يحمل الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية ويقيم في القدس المحتلة، أول من دعا إلى احتلال العراق تماماً بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول، كما أنه حث على توجيه ضربة “قاصمة” لإيران، حيث توقع في أحد كتبه أن يأمر رئيس وزراء إسرائيلي بشن هذه الضربة.
ويعتبر روزنبيرغ، الذي قالت القناة، إن اثنين من أبنائه يخدمان في وحدات مقاتلة في الجيش الإسرائيلي، من أكثر المتحمسين لمواجهة المسلمين في الولايات المتحدة باعتبارهم “يمثلون خطراً هائلاً على الأمن القومي الأميركي”.
ويدعو روزنبيرغ، الذي ولد لأم مسيحية وأب يهودي، إلى تعزيز المشروع الاستيطاني والتهويد في الضفة الغربية والقدس، ويعكف على إلقاء محاضرات في المؤسسات الدينية والتعليمية في المستوطنات.
ويذكر أن الكتاب الأخير الذي أصدره روزنبيرغ “الهدف الثالث” يقدم تصوراً حول ما ستتعرض له إسرائيل، في حال تمكنت جماعة إسلامية من السيطرة على مخزن لسلاح غير تقليدي.