الدبور – سرطان الثدي من أكثر السرطانات شيوعا في سلطنة عمان، وهناك 1733 حالة أصيبت بسرطان الثدي خلال الفترة من عام 2003 وحتى عام 2015، وفق ما كشفه تقرير “معـدلات السرطان في السلطنة لعام 2015 ” الذي دشنته وزارة الصحة العُمانية في 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبحسب التقرير فإن سرطان الثدي أكثر السرطانات شيوعا في سلطنة عمان بنسبة 24.48 % بين النساء ويعد الأول في أكثر 10 سرطانات شائعة بين العمانيين ذكورا وإناثا بنسبة 15.17% ومن بعده وعلى مستوى النساء يأتي سرطان الغدة الدرقية بنسبة 15.47 % وفي المرتبة الثالثة سرطان القولون والمستقيم بنسبة 7.51% ويبلغ معدل حدوث مرض السرطان في سلطنة عمان 103.8 حالات لكل 100 ألف نسمة من السكان، وفق ما جاء في التقريرالذي حصر إجمالي عدد حالات السرطان في السلطنة منذ عام 1996 وحتى عام 2015 في 20.046 حالة.
يكشف تقرير “معـدلات السرطان في السلطنة” تزايد عدد حالات الإصابة بسرطان الثدي عاماً وراء عام، إذ سجلت 175 حالة جديدة في عام 2013، فيما سجلت 178 حالة جديدة في عام 2014، وفي العام 2015 زادت الحالات الجديدة إلى 212 حالة جديدة من بين 1840 حالة مصابة بأنواع السرطان المختلفة خلال العام ذاته، والنسبة الأكبر منهم من العمانيين بعدد 1615 حالة منهم 749 ذكورا (46%) و866 إناثا (53%) و185 وافدا.
وتختلف مسببات المرض في عمان عن الأسباب الشائعة وعلى الرغم من تزايد حالات الإصابة بسرطان الثدي بين العُمانيات، إلا أن الأسباب غير واضحة، في ظل الحاجة إلى المزيد من الدراسات والأبحاث كما تقول الطبيبة سعاد بنت سليمان الخروصية، رئيسة قسم الأورام بالمركز الوطني للأورام بالمستشفى السلطاني ومديرة المركز بالإنابة، والتي قالت :”أجرينا دراسة، نشرناها في مؤتمر سانت غالن الدولي لسرطان الثدي الذي عقد في في سويسرا في مارس/آذار 2017، قابلنا خلالها 300 مريضة بسرطان الثدي، للمقارنة بين أسباب المرض لدينا وفي أوروبا، ومن أبرز العوامل التي تمت دراستها للمقارنة:
مدى تأثير عوامل عدم الإنجاب، وولادة الطفل الأول بعد سن الثلاثين، أو الـ 35، وطول فترة عدم انقطاع الطمث، واستخدام الهرمونات البديلة (أدوية تحتوي على هرمونات أنثوية تحل محل الهرمونات التي لم يعد الجسم يفرزها بعد انقطاع الطمث)، لكن هذه الأسباب لم نجدها متحققة في السلطنة، إذ وجدنا أن 50% من المريضات في عُمان، عمرهن أقل من سن الخمسين من دون وجود الأسباب السابقة فأغلب من شملتهن الدراسة من المرضعات ولديهن من ثلاثة إلى أربعة أطفال”.
وماذا عن العوامل الجينية؟ تجيب الأخصائية الخروصية: “المعروف أن نسبة إسهامها في الإصابة بسرطان الثدي عالميًا هي ما بين 7% إلى 10%، لكن في الحالات التي شملتها الدراسة المقارنة في السلطنة لم نجد سوى 4 حالات مُصابات بسرطان الثدي بسبب (التوريث المندلي)، أي الانتقال من الأب، أو الأم”.
ويتراوح متوسط عمر المصابات بسرطان الثدي في عُمان بين 46 عاما و48 عاما، بينما في أوروبا بين 60 عاما و65 عاما بحسب ما قال الدكتور عادل بن محمد العجمي، استشاري أول في جراحة وترميم الثدي بمستشفى جامعة السلطان قابوس، والذي قال إن 20% من المريضات في عمان يعشن بعد اكتشاف مرضهن حوالي 5 سنوات، والبعض منهن يتوفين قبل هذه المدة، لافتًا إلى أن أقل حالة تم اكتشافها لفتاة عمرها 19 عاما، وهي غير متزوجة، بينما أكبر حالة هي لمواطنة سودانية تعيش في السلطنة عمرها 90 عاما، كما تم اكتشاف حالة لعمانية عمرها 85 عاما.