الدبور – الأمير خالد بن طلال الذي أفرج عنه مؤخرا بطلب من الأمير أحمد بن عبد العزيز قبل توجهه إلى السعودية، حيث طلب من الإدارة الأمريكية والبريطانية الإفراج عن الامير خالد كشرط لموافقته الذهاب إلى السعودية لترتيب بيت الأسرة الحاكمة الذي دمره ابن سلمان أبو منشار، يشكل الآن شوكة في بلعوم ابن سلمان.
و أفرج الملك سلمان بن عبد العزيز شخصيا عن ابن أخيه خالد بن طلال الذي كان من ضمن الأمراء الكبار الذين واجهوا محمد بن سلمان رغم الصداقة بينهما، رغما عن ولي العهد الذي أراد بقاءه في المعتقل إلى حين.
وكان خالد بن طلال عضوا في هيئة البيعة يمثل أباه طلال بن عبد العزيز بعد مرض الأخير. ورفض خالد الطريقة التي تمت بها تنحية ولي العهد محمد بن نايف، وقدم استقالته من هيئة البيعة. ولم يتجرأ محمد بن سلمان على اعتقاله وقتها لاسيما وأنه لم يكن قد قام بتغييرات في مختلف الأجهزة الأمنية والاستخباراتية.
وفي أعقاب الاعتقالات التي نفذها ولي العهد محمد بن سلمان ضد أمراء كبار وعدد من رجال الأعمال ووزراء وضباط الجيش، كان خالد بن طلال الوحيد الذي رفع صوته ضد محمد بن سلمان رغم الصداقة القوية بينهما. وقال الأمير خالد لولي العهد “إذا كان من اعتقلوا في ريتز كارلتون متورطين في اختلاسات مالية يجب عليك إحالتهم على القضاء وإدخال الأموال المصادرة لبيت مال المسلمين بكل شفافية”.
هذا التحدي أغضب ولي العهد، وقام باعتقال خالد مباشرة، كما قام بإرسال أحد أبناء خالد وهو جندي الى الخطوط الأولى في الحرب ضد اليمن.
طيلة مدة الاعتقال ما بين يناير الماضي الى غاية الجمعة الماضية عندما جرى الإفراج عنه، رفض الأمير خالد التنازل عن موقفه، واتخذ هذا الموقف القوي خلافا لشقيقه الوليد بن طلال الذي قاوم في البدء ولكن بدأ لاحقا يتنازل بهدف أن يسمح له محمد بن سلمان السفر الى الخارج، ووصل الأمر به الى الدفاع عن ولي العهد في مقابلة مع التلفزيون الأمريكي “فوكس نيوز” بل وتحول الى ما يشبه حارسه الشخصي في مؤتمر الاستثمار في شريط أثار سخرية الناس في اليوتوب. ولاحظ المراقبون كيف رفض خالد بعد الإفراج عنه التملق لولي العهد محمد بن سلمان بالثناء عليه في تدوينة أو السعي للسلام عليه.
لكن سارة ليا ويتسن مديرة منظمة هيومن رايتس ووتش عقبت على كلام الوليد بالقول: الوليد بن طلال ليس حرا لإبداء آرائه وكان يجب على مذيعة فوكس نيوز أن تلاحظ الظروف القسرية المحيطة به.
وكان ولي العهد يرفض الإفراج عن خالد بسبب تحديه له، ويأتي الإفراج عنه في سياق التطورات التي تشهدها السعودية بعد توجيه أصابع الاتهام الى مسؤولية ولي العهد في الجريمة البشعة التي استهدفت الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول يوم 2 تشرين أول/ أكتوبر الماضي.