الدبور – صحيفة واشنطن بوست الأمريكية العريقة في إفتتاحيتها بشرت منطقة الشرق الأوسط بما هو قادم على المنطقة، وأن ما تمر به اليوم ليس الأسوأ أبدا.
وقالت الصحيفة إن الهدف المركزي لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط يجب أن يكون تعزيز التوازن بين القوى المتنافسة التي تفضل المصالح الأساسية للولايات المتحدة.
وترى الصحيفة في افتتاحيتها أن هذه المصالح تتمثل بالسلام مع إسرائيل والتحديث الاقتصادي والتسامح الديني وحقوق الإنسان.
وتشير إلى أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما سبق أن تبنى هذه الأجندة، وذلك بالرغم من أنه ارتكب أخطاء فادحة أثناء محاولة تطبيقها على أرض الواقع.
وتضيف أنه على العكس من أوباما في هذا السياق، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اختار أن يصطف بشكل واضح ودون تمحيص إلى أحد المحاور في المنطقة، وهو المحور الذي تقوده السعودية وحلفاؤها، بدعم ضمني من إسرائيل.
وتقول الصحيفة إن سياسة ترامب هذه أدت إلى وقوع سلسة من الكوارث في المنطقة، بما فيها أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ممثلة في الحرب على اليمن، وبمقتل الصحفي جمال خاشقجي، مضيفة أن الأسوأ قد يكون لا يزال في الطريق ولم يحصل بعد.
وتشير إلى أن المنطقة تعتبر الأكثر اضطرابا في العالم، وذلك -جزئيا- بفعل نزاع طائفي بين الشيعة والسنة يمتد عبر العراق ولبنان وسوريا واليمن.
وتوضح أن إيران -التي تتزعم الكتلة الشيعية- تسعى لترسيخ نفسها كقوة إقليمية مهيمنة، وذلك من خلال شن الحرب عبر وكلاء، وبسعيها للحصول على السلاح النووي.
وتقول إنه يجب مقاومة ما سمته “العدوان الإيراني”، لكن ليس من خلال اصطفاف الولايات المتحدة مع “الجهاد الطائفي السني ضد الشيعة”.
وتقول إن السنة بدورهم منقسمون بين حكام مستبدين مثل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ومتعاطفين مع الإسلام السياسي مثل قطر وتركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان.
وتشير إلى أن إدارة ترامب في هذ السياق أيضا مالت “على نحو غير حكيم مع جانب واحد ممثلا بالسعودية”، في حين كان يجب أن تتمثل السياسة الأميركية الصحيحة بدفع كلا المعسكرين إلى التسامح واتخاذ خطوات نحو الديمقراطية.
وتضيف أن ترامب عندما وصل إلى السلطة سعى للتخلص من إرث أوباما، وسرعان ما وقع تحت تأثير إغراء حملة سعودية مُحكمة.
وتوضح أن ترامب احتضن محمد بن سلمان بطريقة شجعته على الاعتقاد بأنه سيحصل على دعم واشنطن في مغامرات متهورة، مثل حصار قطر وتصعيد الحرب على اليمن.
غير أنه يُقال إن ولي العهد الآن صُدم وشعر بالغضب، وذلك عندما اعترف النظام السعودي الآن بمقتل خاشقجي عمدا، وهو ما أدى إلى توجيه البيت الأبيض توبيخا لهذا النظام.
وتقول الصحيفة إن أفضل سياسة أميركية هي التي من شأنها صد العدوان الإيراني في المنطقة، وخاصة في سوريا، والسعي نحو احتواء تجاوزات الدول السنية.
وتقول إن البداية قد تكون من اليمن، حيث إن وقف الدعم العسكري الأميركي للتحالف الذي تقوده السعودية، من شأنه الدفع سريعا نحو استئناف محادثات السلام الأممية في البلاد.
وتختم بالقول إنه يجب على ترامب أن يقبل بأن السياسة الأميركية الفاعلة في الشرق الأوسط لا يمكن أن تتمثل في تشويه صورة إيران واحتضان أعدائها بشكل عشوائي.