الدبور – هل إكتملت فصول صفقة القرن السعودية التركية الترامبية؟ وهل سينتهي ملف الكاتب السعودي جمال خاشقجي الذي قتل داخل قنصلية بلاده؟
هذا ما يدور بين المراقبين والمحللين في هذه الساعة، خصوصا بعد تصريح الرئيس الأمريكي الأخير، والذي جاء بعد سلسلة من التهديدات بين الطرفين ومن ثم التراجع وبعدها التعديل وتحسين لغة الخطاب.
فلا ترامب يريد أن يخسر مليارات ابن سلمان، ولا السعودية لها القدرة العيش بدون ترامب خاصة و أمريكا عامة.
وفي حديثه إلى الصحفيين خارج البيت الأبيض عن اختفاء خاشقجي، قال ترامب: “لقد بدا لي أنه ربما يكون هؤلاء قتلة مارقين. من يعلم”؟
من هم القتلة المارقين إذا؟
هم كبش الفداء الذي سيقدم للعدالة وطي ملف خاشقجي للأبد، وبهذا سيكسب الجميع تركيا السعودية و بالطبع التاجر ترامب.
التسريبات التي خرجت من تركيا خلال الفترة الأخيرة كانت للضغط على السعودية لتقديم تنازلات، وتهديدات ترامب كانت فارغة، وتأخير دخول القنصلية والمماطلة كل هذه الأحداث لم تكن إلا لكسب الوقت للوصول إلى صفقة القرن التي ترضي جميع الأطراف.
وردا على سؤال أحد الصحفيين حول تصديقه لنفي الملك سلمان، قال ترامب: “كل ما يمكن أن يفعله هو “الإبلاغ عن ما قاله لي الملك، الذي أكد لي بطريقة حازمة أنه ليس لديه علم بذلك.. قالها بقوة جدا”.
وقدم ترامب نظرية “القتلة المارقين”، وتحدث عن نفي الملك سلمان كون الرياض على علاقة بالموضوع، على الرغم من أن تركيا تزعم امتلاك أدلة تثبت أن الصحفي قد قتل داخل القنصلية السعودية في اسطنبول.
إذا هم قتلة من السعودية ولكنهم مارقين تصرفوا بشكل فردي وبعيدا عن الملك وعن الديوان الملكي، تصرفوا بغضب وبدون مسؤولية من حبهم للملك وولي عهده، وستحاسبهم الدولة العادلة دولة القانون السعودية على فعلتهم، أو لربما تسلمهم للسلطات التركية، وسينتهي الموضوع.
والوحيد الذي سيدفع الثمن هو الكاتب جمال خاشقجي وعائلته، وسيدفع من بعده كل قلم حر، كل معارض كل من يطالب بحقه بالعيش ، ولربما ستصمت الأقلام الحرة من بعده، ويسود القانون الجديد قانون القتلة المارقين، الذين يقتلون كل معارض وكل قلم بعيدا عن الحاكم.