الدبور – إنتهت مهلة تركيا، وأنتهت فيما يبدو جميع جولات ومناقشات الوفد التركي مع السعودية لإيجاد حل مناسب يحفظ ماء وجه تركيا و السعودية في نفس الوقت.
فلا ابن سلمان يريد أن يظهر بمظهر الخاطف زعيم العصابة ولا تركيا تريد أن تظهر كبلد فيها إختراقات أمنية ولا تستطيع حماية مواطنيها و الوافدين عليها.
بدلأت جولات عديدة بين الطرفين حسب المصادر لإيجاد طريقة مناسبة لإعادة خاشقجي الى تركيا بعيدا عن أعين الصحافة و الإعلام، لذلك أصرت تركيا على وجود خاشقجي داخل القنصلية السعودية و أصرت السعودية على موقفها بمغادرته القنصلية بعد إتمام معاملاته الخاصة، وذلك بعد نفيها دخوله القنصلية.
خاشقجي خارج تركيا، هذا ما أكده ابن سلمان عندما وافق على تفتيش مقر القنصلية من قبل الأمن التركي، ولكن تركيا لا تريد تفتيشها في الوقت الحالي لعلمها أن خاشقجي تم ترحيله منها إلى مكان مجهول، وتسعى على إرجاعها لأن القضية أصبحت قضية رأي عام.
تقول المصادر المختلفة أن ابن سلمان عنيد ولا يريد التفاهم حول هذا الموضوع، ومصادر أخرى قالت أن الإمارات من وجهته لفتح جبهة جديدة مع تركيا و احراجها في موضوع خاشقجي، كما فعلت معها بموضوع كندا وقصة السيادة السعودية.
أردوغان لا يستطيع الإنتظار أكثر و امهل السعودية وحومته وقتا معينا لإنهاء القضية بسلام وبعيدا عن الإحراجات، فهو ليس بموقف يسمح له بفتح جبهة جديدة عليه، وفي نفس الوقت شعبه و العالم العربي بإنتظار موقف واضح منه، لأن السعودية تعدت على أمنه و أرضه، فهو كما يقول المحللون في موقف لا يحسد عليه.
ومع عناد الدب الداشر بتوجيه من شيطان العرب، لم يتركا مجالا لأردوغان إلا التحدث عن الموضع، لذلك قال متحدث حزب “العدالة والتنمية” التركي، عمر جليك، إن أنقرة ستكشف مصير الصحافي السعودي جمال خاشقجي والجهة المسؤولة عن اختفائه عقب زيارته قنصلية بلاده في إسطنبول.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده جليك، السبت، إثر اجتماع تشاوري للحزب بالعاصمة أنقرة.
وقال جليك “سيتم الكشف عن وضع ومصير الصحافي السعودي خاشقجي والجهة المسؤولة عن اختفائه”.
وأضاف أن “تركيا كدولة تتمتع بالأمان تولي اهتماما كبيرا بقضية اختفاء الصحافي خاشقجي”.
وفي وقت سابق من السبت، أعلنت نيابة إسطنبول العامة فتح تحقيق في قضية اختفاء خاشقجي.
وأوضحت مصادر في النيابة العامة أنه تم فتح التحقيق في 2 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، وهو اليوم الذي دخل فيه خاشقجي القنصلية السعودية في إسطنبول.
والأربعاء الماضي، استدعت وزارة الخارجية التركية، السفير السعودي لدى أنقرة وليد بن عبد الكريم الخريجي، للاستفسار عن وضع خاشقجي.
يشار إلى أن متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، الأربعاء، إن المعلومات التي وردتهم إلى الآن تفيد بوجود خاشقجي في القنصلية السعودية، فيما قالت القنصلية من جانبها إنه “غادر” مبنى القنصلية بعد إنهاء معاملة خاصة به.