الدبور – شاب من قطر قهر الإعاقة ووصل إلى كتب المنهاج التعليمي في الكويت، في خطوة إعتبرها النشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي تزيد الروابط القوية بين البلدين، وتسبب بجلة لدول الحصار، حيث تم محاربة كل ما هو قطري وكل ما يمت لقطر من ضمن سياسة شيطنة وحصار جارتهم.
فقد تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في قطر، صورا توضح وضع وزارة التربية والتعليم الكويتية لقصة نجاح الفتى القطري غانم المفتاح (16 سنة)، ضمن منهاج اللغة الإنكليزية لطلاب الصف الثامن.
وأعرب مغردون قطريون عن سعادتهم بالمبادرة الكويتية، مؤكدين أن المفتاح، وهو أحد القطريين الذين قهروا الإعاقة، يستحق الإشادة والتنويه، كما أشار عدد منهم إلى وجود قصته في المناهج القطرية، حيث تم وضع نبذة عنه في منهاج الصف الأول الثانوي بمادة المهارات الحياتية المهنية.
وامتلك غانم المفتاح قلوب القطريين والعرب بعد أن نجح في قهر الإعاقة، على الرغم من صغر سنه، حيث كافح مع أسرته من أجل أن يتقبله المجتمع، ولم توقفه الظروف عن ممارسة حياته بصورة طبيعية كالأصحاء، كما تفوق ونال العديد من الجوائز.
وكتب المفتاح على “تويتر”: “أشعر بالفخر وأنا أشاهد كلماتكم. مطالبتكم بأن أكون ضمن مناهج الدراسة في قطر مسؤولية كبيرة. وزارة التعليم كان لها السبق في وضع نبذة عني في منهاج الصف الأول الثانوي مادة المهارات الحياتية والمهنية، وكان ذلك تشجيعا كبيرا لا أنساه. شكرا لكل القائمين عليه”.
وأضاف في تغريدة ثانية: “يسعدني أن أتوجه بالشكر والتقدير لوزارة التربية في دولة الكويت الحبيبة لمبادرتهم الكريمة بوضع نبذة عني ضمن منهاج الصف الثامن. شكرًا من القلب، وأتمنى أن أكون سفير خير لبلادي قطر وللأمة العربية والإسلامية”.
ولد غانم محمد المفتاح في 5 مايو/آيار 2002، واكتشف الأطباء فور ولادته أنه لا يملك عظام الحوض، وأرجع بعضهم الأمر إلى إصابة والدته بمرض السكري أثناء حملها به، وتعد حالته نادرة الحدوث، وتسمى “متلازمة التراجع الذيلي”، وهو عيب خلقي يحدث تشوهات بالعصعص والفقرات القطنية.
وعندما وصل غانم المفتاح الى سن الالتحاق بالمدرسة، تم بتر قدميه، فلم تقبل أي مدرسة به، فقامت والدته بتجهيز مدرسة على حسابها الخاص كي يتلقى تعليمه المدرسي.
ويتمتع غانم المفتاح بالثقة والروح الإيجابية، وأصدر كتاب “غانم الرابح دائما”، والذي يحكي فيه عن تجاربه وحياته مع الإعاقة، سعيا لنشر التوعية في المجتمع، والقضاء على ظاهرة الخجل الاجتماعي.
وكتب في مقدمة الكتاب: “اسمي غانم، طفل قطري، ولدت في دوحة الخير عاصمة قطر، وتنسمت ربيع بلادي في لغتي. يعني اسمي الرابح دوماً، ولنقرأ ونسمع معاً حكايتي الجميلة”، وكتبت أم غانم على لسانه قصته، والتي يسرد فيها باللغتين العربية والإنكليزية تفاصيل حياته، وطبعت بواسطة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في قطر.
وقام غانم بإنشاء جمعية “غانم الرابح” للكراسي المتحركة، وهي جمعية أهلية مقرها منزله، ويسعى من خلالها إلى شراء المقاعد المتحركة وتوزيعها على المحتاجين، إلى جانب تأليف كتيبات وطباعتها، كما سعت والدته إلى تأسيس نادي غانم الرياضي عام 2008، للسماح لكل الأطفال، سواء الأصحاء أو ذوي الإعاقة، بممارسة الألعاب الرياضية ضمن رؤيتها لتوفير مرافق تمكن ذوي الإعاقة من الحياة باستقلالية.
ويعد المفتاح من المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، وتم اختياره ليكون سفيرًا للنوايا الحسنة من قبل مؤسسة “أيادي الخير نحو آسيا”، كما تم اختياره من قبل “مركز قطر للمال” ليكون سفيرًا دعائيا، حيث يدعو المركز إلى دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالحياة العملية من خلال العمل على تنمية مهاراتهم.