الدبور – إسرائيل اعلنت فشل إتفاق أوسلو وطالبت بإلغائه وإلغاء كل الإتفاقيات التي وقعت مع الجانب الفلسطيني، لأن صلاحيتهم إنتهت والإتفاق ثبت فشله، بينما تتمسك السلطة الفلسطينية بالإتفاق الذي أخذ منهم أكثر ولم يقدم للفلسطينيين أي شيئ سوى زيادة مصادرة الأراضي.
الوزير الليكودي السابق غدعون ساعر زعم أن “الطريق الوحيدة لجلب السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو إيجاد رابط بين الحكم الذاتي لفلسطينيي الضفة الغربية مع الأردن، لأن النموذج الذي تحقق إسرائيل من خلاله انتصارها في الصراع المستمر مع الفلسطينيين منذ عقود يشبه نظرية الجدار الحديدي التي أطلقها زئيف جابوتنسكي الزعيم الصهيوني البارز”.
وأضاف أن “أي اتفاق سياسي إسرائيلي مع الفلسطينيين قد يتحقق في المستقبل شرط أن يسبقه تسجيل انتصار إسرائيلي واضح ونهائي، ونجاح هذا النموذج من الانتصار يتأتى فقط بمغادرة حقبة أوسلو، وما تتضمنه من حيثيات ووقائع على الأرض، بحيث إن أي سلام وأمن سيتحققان من خلال حل الدولتين بين البحر والأردن، ويعني ربط أي صيغة حكم ذاتي قادمة للفلسطينيين في الضفة الغربية مع المملكة الأردنية”.
وطالب ساعر، وهو من أقطاب حزب الليكود، بأن تتم “المسارعة في تكثيف البناء الاستيطاني بأضعاف مضاعفة عما هو قائم اليوم، وتحديدا في الأحياء اليهودية بمدينة القدس، لأن مستقبل هذه المدينة ستحدده الأغلبية الديموغرافية الواضحة فيها، وتشكيل هذه الأغلبية ينبغي أن تشكل لصناع القرار في إسرائيل تحديا لابد من التفوق فيه”.وأكد أن هناك أهمية “لفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على المناطق سي في الضفة الغربية، بحيث يكون هدفا يجب أن نسعى لفرضه وتحقيقه على الأرض، وصولا لفرض هذه السيادة على جميع التجمعات الاستيطانية في الضفة الغربية وغور الأردن”.البروفيسور دانيال بايبس رئيس ومؤسس منتدى الشرق الأوسط قال، إن “هناك عدة فرضيات لانتصار إسرائيل، كفيلة بإنهاء الصراع القائم مع الفلسطينيين، وطي صفحته، لأن الحسم معهم بات مطلوبا اليوم أكثر من أي وقت مضى، رغم أن العقبة الحقيقية أمام تحقيق هذا الانتصار هو الخشية السائدة لدى قوات الأمن، وما يصاحب ذلك من تردد ومخاوف”.
وأضاف أن “شعار انتصار إسرائيل يحظى بأغلبية في الجمهور الإسرائيلي على اختلاف مشاربه السياسية والحزبية، وندعو من خلال علاقاتنا في الولايات المتحدة بمغادرة طريق المفاوضات الفاشلة والمحاولات العقيمة، والذهاب مباشرة لفرض الانتصار الإسرائيلي على الأرض”.
غيرغ رومان مدير منتدى الشرق الأوسط قدم نتائج استطلاع للرأي أعده معهد سميث، جاء فيه أن “غالبية الإسرائيليين من مختلف التركيبة الحزبية فقدوا ثقتهم في العملية السياسة مع الفلسطينيين وفق صيغة أوسلو، وباتوا يطالبون بضرورة الحاجة للحسم والانتصار الواضح عليهم، حتى إن 59% من مصوتي اليسار الإسرائيلي يرون أن اتفاق أوسلو فاشل، مما يعني دعوة من الجمهور الإسرائيلي للقيادة الحاكمة بالتوجه نحو تحقيق الانتصار فقط”.
عضوة الكنيست السابقة عينات ويلف قالت، إن “اتفاق أوسلو جاء نتيجة الانتصار الإسرائيلي، مقابل الضعف الفلسطيني، لأن الفلسطينيين وصلوا طاولة المفاوضات بعد أن شعروا بحالة العزلة التي أحاطت بهم أوائل تسعينيات القرن الماضي”.
وأضافت أننا “نسعى حاليا لتكرار الصيغة ذاتها من العزلة الفلسطينية والتفوق الإسرائيلي، مع أن سبب فشل اتفاق أوسلو يعود لأنه لم ينجح بإنهاء الصراع مع الفلسطينيين، لأن الإسرائيليين تسرعوا في الاستنتاج المبكر بأن هذا الاتفاق كفيل بأن يحل كل قضايا الخلاف، ويمكن أن نتوصل من خلاله إلى اتفاق سلام فوري”.
الجنرال يوسي كوبرفاسر رئيس شعبة الأبحاث الأسبق في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان” قال، إن “القيادة الإسرائيلية في سنوات التسعينيات هي السبب في فشل اتفاق أوسلو، لقد فشل بسبب الثغرات التي تضمنها، والحماقات والأمنيات الساذجة التي رافقت تلك القيادة إبان توقيعه”.