الدبور – لبناني أمريكي ذهب في رحلة إستجمام في نهاية الأسبوع الى بحيرة ميتشجن، ولم يعد بعدها، لم يكن يعلم أن نهايته ستكون في هذه الرحلة التي تحولت لمأساة وقصة مؤلمة لزوجته و طفلته.
قرر ربيع النزول إلى المياه للسباحة، إذ فجأةً اختفى عن الأنظار، ابتلعته المياه، من دون أن يتمكّن من كانوا برفقته، وفرق الإسعاف التي حضرت مباشرةً، من إنقاذه… رحل الشاب اللبناني، الذي ولد في الولايات المتحدة، وترعرع فيها، في لحظة، تاركاً طفلة، وزوجة، لم تمرّ على ارتباطه بها ثلاث سنوات.
عند الساعة الواحدة والنصف من ليل الأحد الماضي وصل خبر وفاة ربيع (43 سنة) إلى بيت عمته في لبنان، وبحسب ما شرحته ابنة عمته سلام الخضر لـصحيفة “النهار” اللبنانية “صُدمنا كيف أن الموت خطفه من بيننا وهو في ربيع عمره، إذ قبل سنوات معدودات فرحنا بارتباطه بزوجة تعرّف عليها في أميركا، لنسعد بعدها عندما رزقه الله طفلة، لكنّ كل شيء انتهى في غفلة”. وأضافت “كان ربيع في مركبه مع عائلته وأهل زوجته، حين نزل إلى البحيرة، لتنقلب الرحلة إلى مأساة، غرق وبقي في المياه نحو 3 ساعات، ليجري بعدها إخراجه جسداً بلا روح”.
قبل عشرات السنوات تزوّج والد ربيع ابن بيروت- المدور في لبنان، وانتقل كما قالت سلام “إلى الولايات المتحدة، رزق جميع أبنائه في الغربة، لكنّ ذلك لم يحل دون زيارتهم وطنهم بين الحين والآخر، وآخر زيارة لربيع، الذي يمتلك محل حلاقة رجالياً إلى بلده الأم، كانت منذ ثلاث سنوات، حيث أقام في بيتنا شهرين، تعرفنا عليه عن قرب، وعلى صفاته الجميلة، فقد كان إنساناً مرحاً، أحبّ الحياة، من دون أن يُبعده ذلك عن أداء واجباته الدينية، حيث واظب على صلاته، وقد لمسنا كم أنه مؤمن من خلال جميع تصرفاته، وبعد عودته إلى أميركا استمر في التواصل معنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كم أتمنى لو أنه بيننا الآن، وأن يكون كل ما سمعناه مجرد شائعات”.
“لم تتحمل والدة ربيع خبر موت فلذة كبدها، فقد أُصيبت بانهيار عصبيّ، الأمر الذي استدعى نقلها إلى المستشفى”، قالت سلام قبل أن تضيف “كذلك فإن حال خالي، يُرثى له، الجميع في صدمة من هول الكارثة، إذ لا يستوعب أيّ عقل أن شاباً مفعماً بالحياة تنطفئ شمعة عمره وهي في بدايتها، لم يعد يجدي الكلام نفعاً، ولن تسنح لنا فرصة لقائه من جديد، وقضاء أجمل الأوقات برفقته، سيوارى الثرى في بلاد الاغتراب، ليبقى ذكرى طيبة ترافقنا مع الأيام”.
ما حدث مع ربيع ذكّر بحادث غرق ابن بلدة عيتا الشعب علي أحمد الزين في شهر آب من السنة الماضية، عندما غرق في بحيرة “ساوث كارولينا”، بعد التقاطه مقطع فيديو، وهو على متن قارب، طلب فيه من الناس أن يعيشوا الحياة بكل ما فيها، هو الآخر كان والداً لطفلة حين غافله الموت، فَجع عائلته، التي كانت تنتظر مجيئه إلى لبنان لقضاء بعض الأوقات معه، فعاد إليها في نعش.