الدبور – محافظة المهرة تنتفض ضد الإحتلال الإماراتي السعودي الذي امتد لعدة مناطق مهمة في اليمن أيضا وخصوصا حضرموت والمهرة، حيث زادت المطالب بإنهاء الإحتلال والتعذيب في السجون السرية التي تسيطر عليها قوات أبو ظبي المرتزقة في البلاد.
وشهد الأسبوع الماضي فعاليات مختلفة ضد التحالف السعودي الإماراتي خاصة بعد الإتهامات المتزايدة للقوات الإماراتية باستمرار التعذيب والاعتقال، في السجون السرية التي تديرها وخاصة في عدن وحضرموت.
وأتشرت تقارير كثيرة عن ما ترتكبه القوات الإماراتية من تعذيب ممنهج بحق السجناء في سجونها السرية، وكانت منظمة العفو الدولية، قد دعت إلى فتح “تحقيق عاجل” بشأن إدارة الإمارات وقوات يمنية متحالفة معها شبكة من السجون السرية في جنوب اليمن.
وقالت “أمنستي إنترناشونال” إن دعوتها هذه تأتي بعد التحقيق الذي قامت به وكالة أنباء “أسوشييتد برس”، والذي أورد أن الإمارات وحلفاءها في اليمن يقومون بعمليات اعتقال عشوائية، ويعذبون المعتقلين، ومن تقوم الولايات المتحدة أيضا باستجوابهم، في شبكة من السجون السرية التي أقيمت في أنحاء مختلفة من اليمن.
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، قد أعلنت الخميس، أن الإمارات احتجزت تعسفاً وأخفت قسراً عشرات الأشخاص خلال عمليات أمنية، لافتة إلى أنها تموّل وتسلّح وتدرّب هذه القوات التي تحارب في الظاهر الفروع اليمنية لتنظيم القاعدة أو تنظيم “داعش”.
و شهدت منطقة سيئون بمحافظة حضرموت، اجتماعاً موسعاً لقيادات الحراك الثوري الجنوبي الذي يرأسه الزعيم الجنوبي المعروف حسن باعوم.
وألقى باعوم كلمة عبر الهاتف في الإجتماع دعا فيها للخروج بقرارات حاسمة تكون أساساً لمرحلة نضالية تشمل حضرموت وجميع أنحاء الجنوب، لطرد ما وصفه بالاحتلال المتعدد واستعادة السيادة والكرامة والحريات والحقوق في كامل أرضنا وسمائنا وبحرنا، حسب تعبيره.
وأدان بيان صدر عن الإجتماع الإجراءات التي يقوم بها التحالف السعودي الإماراتي في محافظة حضرموت، ووصفها بالممارسات الاحتلالية البشعة، قائلاً إن أبرز تلك الممارسات تكمن في إغلاق مطار الريان، ومنع الصيادين من الاصطياد في البحر، ومنع أبناء حضرموت من الاستفادة من مواردهم.
وأضاف البيان إن ممارسات “المحتل الجديد في حضرموت والجنوب” بلغت حد الحرمان من الحق في التعبير عن الرأي والاعتقال لسنوات دون محاكمات، وممارسات التعذيب البشعة ضمن سلسلة من السجون السرية، بالاضافة لترحيل المعتقلين إلى خارج أراضي الجنوب دون مسوغات، سوى “عنجهية الاحتلال الغاشم” حسب وصفه.
وتعهد المجتمعون التزامهم بالخط الثوري للحراك والوقوف في وجه كل من يحاول بيع القضية وفرض أمر واقع تصعب إزالته.
وتسيطر القوات الإماراتية بحضرموت على مناطق المكلا والساحل وأجزاء من الصحراء، وشكلت خلال العامين الماضيين قوات النخبة الحضرمية التي تشرف عليها، والمتهمة بوقف العمل في مطار الريان بالمكلا، وإنشاء سجون سرية واعتقال وتعذيب المئات من الناشطين في حضرموت.
وتسيطر القوات السعودية التي وصلت إلى محافظة المهرة نهاية العام الماضي وبداية العام الحالي، على منفذي شِحن وصِرفَت البريين اللذين يربطان المهرة بسلطنة عمان.
كما منعت حركة الملاحة والصيد في ميناء نِشْطون على مضيق هرمز وحولت مطار الغيضة الدولي إلى ثكنة عسكرية، ومنعت الرحلات المدنية من الوصول إليه.
وكانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية نشرت العام الماضي تقريراً تحت عنوان “عُمان تتخوف من نفوذ أبو ظبي في اليمن”، وقالت فيه إن أول هذه المخاوف هو الدور المتزايد لدولة الإمارات في الأجزاء الجنوبية من اليمن.
وذكرت الصحيفة أن بعض العمانيين يفسرون مساعي الإمارات للسيطرة على الأراضي والنفوذ في جنوب اليمن كمحاولة لمنافسة الاستثمارات التي تمولها الصين في مشروع الميناءالعماني “بالدقم” أو بشكل عام لتطويق السلطنة بشكل إستراتيجي.
وتعتبر محافظة المهرة بوابة اليمن الشرقية، وثاني أكبر المحافظات اليمنية بعد حضرموت، وتعادل مساحتها مساحة دولة الإمارات، وتمتاز بخلجانها وموانئها الطبيعية، ومناطقها السياحية الخلابة.