الدبور – الحرب القادمة في مصر لن تكون حرب من أجل الرئاسة أو تغيير النظام أو معاقبة مسؤول أو فاسد، بل هي حرب الجوع والعطش التي ستأكل الأخضر واليابس في البلاد والمنطقة.
مصر تعاني من شح الموارد وقلة الغذاء والماء، ولا يوجد أي أمل في الأفق ليتغير الحال إلا إلى الأسوأ فقط مع إنعدام وجود اي خطط مستقبلية لمواجهة هذه الامور.
و مع قرب اكتمال بناء سد النهضة الإثيوبي يقترب أيضا (شبح العطش) من مصر، ويؤكد خطر هذا السد الكبير على حصة مصر من مياه نهر النيل العظيم، اعتراف الحكومة اليوم بنسبة العجز غير المسبوقة في حصة مصر من مياه النيل.
وبحسب مال نقلته وسائل إعلام مصرية، أعلنت رئيسة قطاع التخطيط بوزارة الموارد المائية والري في مصر إيمان السيد، أن البلاد تعاني من عجز مائي حالي يقدر بـ20 مليار متر مكعب.
وأضافت المسؤولة المصرية خلال ورشة عمل أقامتها منظمة “الفاو” أن مصر تعاني من إجهاد مائي يصل إلى 134%.
وفي نفس السياق، قال مدير معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، إيهاب العيسوي إن الوزارة تعمل على وضع مجموعة من البرامج المتنوعة للتصدي لتحديات نقص الموارد المائية ومحدودية الأراضي الصالحة للزراعة.
وكان وزير الري المصري محمد عبد العاطي، أكد أن حالة المياه في مصر حرجة وفريدة من نوعها، وأن مصر بلد جاف جدا في منطقة شبه قاحلة ما يستدعي البلاد لأن تستورد المياه لسد احتياجاتها.
وفي واقعة أثارت سخرية وجدلا واسعا بمواقع التواصل، أقسم رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد علي في أوائل يونيو الجاري، على عدم إضرار أي طرف بالآخر.
وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك،يوم 10 يونيو 2018، عقب مباحثاتهما بالقاهرة.
وخلال المؤتمر، كرَّر « أبي أحمد » خلف السيسي، قائلاً بالعربية: « والله لن نقوم بأي ضرر بمياه مصر ». فيما أقسم السيسي: « والله والله لن نضر بكم أبداً ».
وكانت القاهرة قد أعلنت في نوفمبر 2017 تجميد مفاوضات سد النهضة، لرفضها تعديلات أديس أبابا والخرطوم على دراسات المكتب الاستشاري الفرنسي حول أعمال ملء السد وتشغيله.
وتتخوّف مصر من تأثير سلبي محتمل لسد النهضة على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، وهي مصدر المياه الرئيسي للبلاد التي يبلغ عدد سكانها 104 ملايين نسمة.
ويرى الدكتور جمال صيام أستاذ الاقتصاد الزراعي بكلية الزراعة بجامعة القاهرة، أن سد النهضة والسدود الإثيوبية الأربعة الأخرى سيكون لها ضرر بالغ على الإنتاج الزراعي والغذائي في مصر الذى يتعرض بسببها إلى نقص جوهري نتيجة لفقد شطر كبير من الموارد المائية والأرضية.
وتناول “صيام” في دراسة له نشرت قبل فترة تقييم أثر هذه السدود حيث افترض أنها تتسبب فى اقتطاع 15 مليار متر مكعب سنويا من حصة مصر المائية فى المدى الطويل أى اعتبارا من تشغيل سد النهضة وحتى 2050.
وتمثل هذه الكمية المتوقع اقتطاعها نحو 26% من الحصة السنوية. وبافتراض ثبات العوامل الأخرى – فى جانب العرض- على ما هى عليه ، يتوقع أن ينخفض إنتاج الغذاء مستقبلا بنفس النسبة .