الدبور – السلطان قابوس يبني و سلطنة عمان على مدار التاريخ تقدم لجزيرة سقطرى اليمنية وغيرهم يهدم، السلطنة تقدم الخير للجميع، وغيرهم يبحث عن إحتلال وإستغلال وسرقة للثورات.
يُذكرنا ما يجري في جزيرة سُقطرى اليمنية هذه الأيام من هدم وتدمير وسرقة بعد غزوها من قبل عيال زايد، بنجدة العُمانيين للجزيرة عندما نقض نصارى الحبشة العهد الذي كان بينهم وبين المُسلمين وهجموا على الجزيرة وقتلوا أهلها (بما في ذلك والي إمام عمان) ونهبوا أموالها وأحرقوا بيوتها ومساجدها وعاثوا فيها فساداً، وكان ذلك في القرن الثالث الهجري.
وبعد استغاثة أهل الجزيرة بالإمام الصلت بن مالك الخروصي، جهَّز- رحمه الله- جيشاً من مئة سفينة وأرسله لقتال النصارى المُعتدين، فدحرهم وطهر الجزيرة من أرجاسهم، وكان له النصر، بإذن الله. ووُثِّقَتْ هذه الحادثة والاستغاثة في قصيدة الشاعرة فاطمة بنت حمد بن خلفان الجهضمية، المُلقبة بالزهراء السقطرية.
وتوضح الحادثتان، نجدة العمانيين للجزيرة ومحاولة عيال زايد العبث بها، الفرق بين منهج العمانيين ومنهج هؤلاء الشياطين.
و في حركة تعكس بأن المساعدات الإماراتية المقدمة لغيرها من الدول تقوم على المنة وتحقيق غابات مشبوهة، تداول ناشطون عبر موقع التدوين المصغر “تويتر” صورا لشركة إماراتية وهي تقوم بنزع أعمدة إنارة سبق وأن قامت الإمارات بتركيبها في جزيرة سقطرى اليمنية.
ووفقا للصور المتداولة التي لسعها الدبور، فقد ظهرت سيارات نقل كبيرة يرافقها عدد من العمال يقومون إزالة أعمدة الإنارة، على خلفية توتر العلاقات بين الجزيرة وأبو ظبي.
العمانيين بسطوا سيطرتهم على الجزيرة منذ قرون مضت، من أجل خير الجزيرة وأهلها. فقد نشروا فيها تعاليم الدين الحنيف وعَيَّنوا فيها الولاة ونشروا الأمن والتسامح وشجعوا الانفتاح وازدهرت التجارة في عهدهم. وكانت الجزيرة جزءاً من النفوذ العُماني (الذي شمل أيضاً أرض المهرة وحضرموت)، وهو ما ساعد على حفظ الأمن في الجزيرة وكذلك حمايتها من الأخطار التي كانت تهددها، مما عاد بالنفع على أهل الجزيرة، دون أن يكون للعمانيين أطماع خفية في أراضي الجزيرة أو ثرواتها أو مميزاتها المختلفة، مما لاقى القبول والاستحسان من أهل الجزيرة. وهذا هو ديدن العظماء، الذين يعطون أكثر مما يأخذون ويفيدون أكثر مما يستفيدون.
وبالمقابل، فإنَّ ما يفعله عيال زايد وعيال سلمان الآن في هذه الجزيرة هو باختصار العبث، بالسيطرة على أراضي الجزيرة، رغماً عن رغبة أهلها وبخلاف اتفاقهم مع الحكومة الشرعية التي يزعمون التدخل من أجل دعمها.
ويهدف هذا التدخل أيضاً لسلب ثروات الجزيرة والتحكم في مزاياها البيئية والسياحية والإنسانية واللوجستية والعسكرية، عن طريق توفير بعض الخدمات من تعليم وصحة وغيرها، في الوقت الذي أصبح فيه توفير هذه الخدمات واجباً على هذه الأطراف، حيث إنهم شاركوا في العدوان على اليمن (بغض النظر عن الأسباب والذرائع)، مما عطل أو على الأقل ساهم في تعطيل إيصال الخدمات ومقومات الحياة لكثير من أجزاء اليمن.
وها هم يأخذون معهم كل ما قدموه، يهدمون ويدمرون بعد الإتفاق بسحب قواتهم من الجزيرة نتيجة ضغط سعودي لتهدئة الاوضاع في هذه المرحلة الحرجة لهم وليس حبا في اليمن ولا بشعبها.
وأيضا خلال الإعصار الذي ضرب سلطنة عمان واليمن أمر السلطان قابوس بضم الجزيرة إلى خارطة الإغاثة العمانية وليس الى حدود عمان، مع العلم أنها من المنطق ومن التاريخ هي تابعة لسلطنة عمان، ولكن هنا الإختلاف بين من يطمع في أرض وخير غيره، ومن يقدم الخير لغيره، والتاريخ لا يمكن العبث به أو تغييره.
وما قامت به حكومة أبو ظبي يشبه ما يقوم به الإحتلال الصهيوني عندما ينسحب من أي منطقة إحتلها كما فعل في سيناء وغزة عند الإنسحاب منها.. تشابهت قلوبهم.