الدبور – موقع أمريكي نشر تقريرا عن حالة مجلس التعاون الخليجي الذي تم إنشاؤه على يد الملك السعودي الراحل خالد بن عبد العزيز آل سعود في مايو/أيار 1981، في خضم الحرب بين إيران والعراق، المجلس الذي دمره ابن سلمان بلحظات خلال قراراته الطائشة و أطماعه في الحكم وبعد فشل المجلس في تحقيق أهدافه وهو سيطرة السعودية على الدول الصغيرة فيه مثل قطر و سلطنة عمان والبحرين.
حيث كانت أهم أهدافه هي أن تدور الدول الخليجية في فلك السعودية حتى تنصهر في ملكها وتنضم لها في أي شكل ممكن، وفشلت كل المحاولات السابقة في إقناع الدول الخليجية في الإنطواء تحت المملكة وسياساتها في المنطقة،
وقال التقرير أن المجلس عجز عن إيجاد حل لأول أزمة حقيقية منذ تدشينه، بين الأطراف الأعضاء به وهذا يؤكد سيطرة السعودية عليه.
وقال التقرير لموقع المونيتر الأمريكي: لم يمثل مجلس التعاون الخليجي أبداً اتحاداً قوياً، إلا أنه لطالما كان وسيلة ناجعة لتنسيق السياسات وتعزيز نفوذ المملكة العربية السعودية والممالك الخمس الأخرى.
وبشكل مفاجئ، قطعت كل من المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر، في 5 يونيو/حزيران من سنة 2017، علاقاتها مع قطر وفرضت حصاراً برياً وجوياً وبحرياً على الدوحة، بحجة دعم المنظمات الإرهابية، الأمر الذي تنفيه قطر بشكل مستمر.
وبحسب الموقع الأميركي، تعد الخلافات السياسية بين السعودية وقطر ضاربةً في القدم. فلطالما كانت الرياض مستاءة من عزم الدوحة تبنِّي سياسة خارجية مستقلة، في حين تحاول الرياض أن تدفع قطر إلى السير في فلكها، وعلى الرغم من أنه قد وقع سحب سفراء الدولتين، فإن النزاعات ظلت متواصلة. ولم تؤثر الخلافات بين الدولتين على مجلس التعاون الخليجي ولَم تحُل دون تنفيذه أعماله وعقد اجتماعات رفيعة المستوى.
وتعد حالة التوتر متأصلة داخل المجلس؛ نظراً إلى تفاوت القوى بين أعضائه. وضمن هذا المجلس، تعتبر السعودية هي القوة المسيطرة، حيث إن السعوديين يعتبرون أن مجلس التعاون الخليجي أشبه بحلف وارسو أكثر من كونه حلف ناتو، أي إنه تحالف تديره دولة واحدة عوضاً عن مجموعة من الدول، بحسب الموقع الأميركي.
واكتشفت دول الخليج الصغيرة هذه المساعي، وقاومت أي محاولات من أجل تعزيز الوحدة فيما يتعلق بالشؤون العسكرية أو إصدار عملة موحدة؛ وذلك لأنها تخشى أن تصبح بذلك الهيمنة السعودية أمراً محتوماً. كان التعاون والتشاور أمراً مقبولاً، ولكن الاندماج والانصهار بشكل تام كان مرفوضاً.
وبحسب الموقع الأميركي، فقد غيَّر الأمير محمد بن سلمان الطريقة القديمة المعتمدة في اتخاذ القرارات، وضمن ذلك داخل مجلس التعاون الخليجي. وقد برزت مجموعة متنوعة من المعسكرات في صلب الحكومات الخليجية، فمن ناحية، نجد المعسكر السعودي، الذي تسانده بقوةٍ الإمارات، التي عمدت إلى اتخاذ جملة من الإجراءات لمعاقبة منافستها السياسية والاقتصادية قطر.
كما تعد أبوظبي من أكثر المنتقدين لقناة الجزيرة. أما البحرين، فهي تعد من بين الأعضاء الأكثر تعصباً ضمن هذا المعسكر؛ نظراً إلى النزاعات التي تجمعها بقطر فيما يتعلق بمسألة الحدود منذ فترة طويلة. وقد وقع تسليط الضوء من جديد على هذه الخلافات في الوقت الحالي. بالنسبة للبحرين التي تعد دولة ذات أغلبية سكانية من الشيعة في حين أن الأسرة الحاكمة داخلها تنتمي إلى الأقلية السُّنية، فتعتمد على القوات العسكرية السعودية، التي دخلت البلاد في ربيع 2011؛ وذلك من أجل ضمان استقرارها.
أما قطر، فتمثل معسكرا وحيداً، بعيداً عن المعسكر السعودي، وقد كان للحصار رد فعل معاكس لما كان متوقعا داخلياً، فقد ساند القطريون أميرهم. وقد برزت القومية القطرية في ظل هذه الظروف أكثر من أي وقت مضى.
أما عُمان، فكانت تقف بمعزل عن النزاعات الخليجية، فلطالما كان السلطان قابوس بن سعيدغائباً عن الصورة، ونادراً ما يحضر مؤتمرات قمة دول مجلس التعاون الخليجي. لقد كان يتطلع إلى جنوب آسيا بقدر ما كان يتطلع إلى الشرق الأوسط. رفضت مسقط الانضمام إلى الحرب التي قادتها السعودية في اليمن قبل 3 سنوات عندما انضمت بقية دول مجلس التعاون الخليجي إلى التحالف السعودي ضد الحوثيين. في الأثناء، تحافظ عُمان على علاقات سليمة مع إيران، كما ساعدت قطر على التعامل مع هذا الحصار، بحسب الموقع الأميركي.