الدبور – الأردن وقف مع دول الحصار في بداية الأزمة الخليجية، وفرض حصار ظالم على قطر، وأستجاب للضغوط السعودية والإماراتية بقطع علاقاته مع قطر وفرض حصار عليها ومنع إرسال أي بضائع أردنية إلى قطر، وكان الهدف تركيع قطر خلال أيام فقط، ووعود بتعويض الأردن عن أي خسارة قد تحل به.
رضخ الأردن ولكن بطريقة أقل مما فعلت دول الحصار، فلم يغلق السفارة بل خفف التمثيل الدبلوماسي، وأقحم نفسه بمشكلة ليس له فيها لا باع ولا خميرة قطايف حتى.
البضائع الأردنية من خضروات وفواكه التي كانت ترسل يوميا إلى قطر عن طريق السعودية تم إيقافها، وهذه أول الخسائر التي حلت بالتجار والمزارعين الأردنيين، ولم تستلم الأردن أي تعويضات وعدت بها، بل تم معاقبتها لأنها وقفت معهم.
السعودية والإمارات غضبت من الأردن لموقفها إتجاه قضية القدس، ولأن الملك لم يرضخ هذه المرة لمطالبهم لأن الأمر يخص أمر أكبر من أي مرة، وهو خط احمر بالنسة للملك وهي قضية القدس والمسجد الأقى والوصايا عليه والتي توارثها الهاشميون جيل بعد جيل.
ولم تكتف دول الحصار بهذا بل تم منع عنهم أيضا الغاز المصري الذي كلف الأردن أكثر من ٣ مليار دينار كما قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
و قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال لقاء له مع رجال الإعلام والصحافة في قصر الحسينية في العاصمة عمان، إن “المواطن الأردني معه كل الحق ولن أقبل أن يعاني الأردنيون”.
ومضى الملك عبد الله قائلا إنه يقف دائما إلى جانب شعبه، ويقدر حجم الضغوطات المعيشية التي تواجه المواطن. وشدد على ضرورة أن “تتبنى مؤسسات الدولة أسلوبا جديدا يرتكز على تطوير الأداء والمساءلة والشفافية، وإعطاء المجال لوجوه شابة جديدة تمتلك الطاقات ومتفانية لخدمة الوطن”.
وقال إن “الوضع الصعب الذي يمر به الأردن يتطلب التعامل معه بحكمة ومسؤولية، وإذا أردنا أن نسير إلى الأمام كأردنيين فلابد أن نتعامل مع التحديات التي أمامنا بطريقة جديدة بعيدا عن الأسلوب التقليدي”.
ولفت إلى أن الأوضاع الإقليمية المحيطة بالأردن، من “انقطاع الغاز المصري، الذي كلفنا أكثر من 4 مليارات دينار، وإغلاق الحدود مع الأسواق الرئيسية للمملكة، والكلف الإضافية والكبيرة لتأمين الحدود”. وأضاف أن هذه الأوضاع هي “السبب الرئيسي للوضع الاقتصادي الصعب الذي نواجهه (…) ويجب أن نعترف أنه كان هناك تقصير وتراخي لدى بعض المسؤولين في اتخاذ القرارات، وهذا التقصير تم التعامل معه في حينه، حيث تمت إقالة مسؤولين وحكومات بسببه”.
وتابع “اضطررت في الفترة الماضية أن أعمل عمل الحكومة، وهذا ليس دوري، أنا دوري أن أكون ضامنا للدستور، وضامنا للتوازن بين السلطات. على كل سلطة ومسؤول أن يكونوا على قدر المسؤولية، والذي لا يستطيع القيام بمهامه عليه ترك الموقع لمن لديه القدرة على ذلك”.
وقال العاهل الأردني إنه وجه أكثر من مرة وعمل جاهدا للوصول إلى حكومات نيابية، “إلا أن هذا لم يتحقق بسبب ضعف أداء الأحزاب”. ومضى قائلا إن “الأردن واجه ظرفا اقتصاديا وإقليميا غير متوقع، ولا يوجد أي خطة قادرة على التعامل بفعالية وسرعة مع هذا التحدي”.
واعتبر أن الأردن “يقف اليوم أمام مفترق طرق، إما الخروج من الأزمة وتوفير حياة كريمة لشعبنا، أو الدخول، لا سمح الله، بالمجهول”.
وأردف أن “المساعدات الدولية للأردن انخفضت رغم تحمل المملكة لعبء استضافة اللاجئين السوريين.. هناك تقصير من العالم”.