الدبور – ماجدولين حسونة الإعلامية الفلسطينية المشاغبة قالت على حسابها على الفيسبوك أن هناك تبليغات كثيرة على حسابها وهجوم منظم لإغلاق حسابها، وفيما يبدو قد ارسل لها الفيس تنبيه بإغلاق حسابها.
وقالت حسونة أن الفيس قد ألغى الكثير مما نشرت ومنها مقال موجه للرئيس الفلسطيني أبو مازن بعنوان أيها الرئيس أرواح الشهداء تطالب بإعتذار، كانت قد كتبته عام ٢٠١٢ وكأن التاريخ يعيد نفسه والمقال ينفع لما جرى اليوم في غزة من مجازر بحق المدنيين، نتج عنها أكثر من ٦٠ شهيدا والكثير من الجرحى.
الدبور كعادته لسع المقال، و يعيد نشره للكاتبة ماجدولين حسونة.. كما هو، فلا رقابه عند اللسع..
لا وَقتَ لديك أيها الحاكم، اترك تنزلاتك وارتفع لقبور الشهداء، فهم يطالبون باعتذار منك على نسيانِك، احذر، لا تقل لهم جَل من لا يسهو، فسهوة الحاكم بِألفِ روح تماما كغلطة الشاطر، تَفرغ لزيارة 1213 شهيد، وإرسال برقيات اعتذار لـِ 5312 أسير، منهم خرج ومنهم لم يخرج، اذهب لبناء صرح لشهداء مجزرة جنين، وتمرد على جدار التف حول أرواحنا ومدننا الجميلة، ولا أدري كيف ستعتذر لروح الشهيد أحمد ياسين والشهيد أبو علي مصطفى، ابدأ بالاعتذار من الختيار الذي يجب أن تنتبه أكثر أن له قبرا تمُر عنه يوميا ولا أعتقد أنكَ ستتذكر قراءة الفاتحة عليه في حضرة موفاز.
احتراما لرأي الشارع الفلسطيني الغلبان، قررتَ تأجيل زيارة مجرم الحرب ووزيرها شاؤول موفاز إلى موعد لاحق بعد غضب الناس من هذا التمادي الزائد عن حده، والتجاهل غير المبرر لعذابات شعب بأكمله تسبب بها هذا المجرم. قرار مصافحتهِ وضيافته في رام الله ألغى الجميل الذي كان من الممكن أن يحمله الشعب لَك، فمجرد التفكير بالسلام، واستضافة هذا القاتل في عقر دارنا بعد كل هذه الويلات هي جريمة لن نصفح عنها وستظل بقعة سوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني، مع التذكير أن وجوده في كل فلسطين غير مرغوب فيه – لا في رام الله فقط-. صحيفة هآرتس الصهيونية نوهت إلى أن هذا اللقاء سيتم بصورة سرية في غير الوقت المُعلن عنه، أو في مكان غير رام الله، اطمئن يا موفاز ولا تقلق ” دِي الضَلمَة ياما بِتِستُر”، لن يفوتك هذا اللقاء، وحقك علينا إن لم نُسمي إحدى شوارعنا باسمك كما أُطلِقَ اسم الرئيس الروسي على شارع في بيت لحم، وقد سبق أن أطلق اسم ميدفيديف على شارع آخر في رام الله قبل عامين وذلك تكريما لجهوده الجبارة في إعادة هزيمتنا إلى مسارها الصحيح – وهزمتنا نسبة إلى مفاوضاتنا -. طبعا يستحق القيصر الروسي أن يُطلق اسمه على شوارع مدننا، أليس هو الذي صَرَحَ مُنبهرا بحسب المصادر الإسرائيلية عندما زار حائط البراق أو ما يُطلق عليه الاحتلال حائط المبكى :
” هنا نشاهد كيف أن التاريخ اليهودي محفور في حجارة القدس”، أليس هو الشريك في قتل الشعب السوري سياسيا في الأمم المتحدة وعسكريا بدعمه لنظام الأسد، أضف إلى ذلك مواقفه من مسلمين الشيشان والبوسنة!.
صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية برر زيارة موفاز بأن لديه أجوبة إيجابية من رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو على طلب الرئيس الإفراج عن 132 فلسطينياً اعتقلوا وحوكموا قبل العام 1994 ، والأهم هو السماح بإدخال معدات للأجهزة الأمنية عبر الأردن كي تُمعن السلطة أكثر بتعذيب أبناء شعبنا.
لا أدري متى سيصيب صائب ! أتساءل: متى ستتخلى السلطة عن ركضها خلفَ وَهم الوعود المُزيفة، مع أنها كانت تتعرقل بسروالها وتقع في كل مرة، وبدل أن تتعلم، تزيد من الفجوة بين احتياجات الشعب البسيطة وبينهم، وهذا الأمر كإرثي في العمل السياسي، فالسياسي قد يُخطئ لكن لا يجب أن يقترف الكوارث، وليس من اللائق أن يخون دم رفاقه ومسؤوليه، ولا يطعنهم بعد دفنهم ظنا منهم أنهم شيعوا الأمانة في عنقهِ بعدهم، عندما يتكرر خطأ السياسي لن يستمر الشعب بالتصفيق، وهذا ما حصل فعلا.
عام 2002 دخل موفاز رام الله عنوة، كسر الأقفال وركل بحذائه العسكري أحلامنا، وفي 2012 كَبُرَ الذل وجلست قلة الحياء على عروش الحُكام، وفرش خدم الأقصى لموفاز السجاد الأحمر غير مكترثين بذلك اللون القاني للدم الأحمر الذي لم يجف عن أجساد الشهداء اللذين عادوا قبل أيام، عادوا من نصرهم إلى هزيمتنا.
انهض يا ختيار وانظر من سيمر من جانب قبرك، قبرك الذي حفره لك أعوانك وأعوانهم على مهل، قبرُكَ الذي لم يكن موجودا وكنت أنت الشاهد الأكبر على ذلك الهلاك الذي كان موجه إليك من هولاكو إسرائيل عندما حاصروك ولم يسمعكَ لا العرب ولا العجم، والآن فاز موفاز يا ختيار وجاء يُكمِل استهزاءه بمعاهدات كنتَ فيها الضحية لا المجرم، جاء ليثبت لنا أنهم تلاميذ في غياب الأستاذ، وفراخ في غياب الديك. أتساءل مرة أخرى، هل سيزورك ببدلة رسمية أمم ببدلة عسكرية، هو الذي لم يخلع بدلته العسكرية يوما حتى في سهراته ولا زال يعتبركَ عدوا لشعب الله المختار، هو الذي لن يرفع في دولته الوهمية علم السلام الأبيض، يا تُرى هل سَتُعزَف الـ هَتِكْڤاه وفق الأعراف الدبلوماسية في المقاطعة الفلسطينية؟.
أيها الأب الراقد تحت التراب، ألا تجيب حنظلة على سؤاله الذي رُسم في عقولنا :”أبي يا أبي كيف أوصلتنا ها هنا؟” أستغرب من قدرة قيادتنا على محاصرة المقاومة وأبناء البلد ببراعة منقطعة النظير في الوقت الذي تستقبل فيه العدو بنفس المكان الذي حاصر كرامتنا فيه، ألا حبذا يا عباس لو استقبلت إسماعيل هنية هذا الاستقبال وفرشت السجاد الأحمر تحت أرجل شرفاء الوطن لا أعدائها، أبناء حماس والجهاد الإسلامي الذين برعتَ في هدمهم كخصوم لا كأخوة، وحبست أنداد إسرائيل في معتقلاتك التي لا رحمة فيها.
عذرا ، لقد أخطأت، فالمقاومة لا تفترش السجاد، بل تفترش التراب والجبال والمناطق المحرمة على الشهداء والأحياء. في كل خبر لمحادثات السلام أكرر البحث عن كلمات أكثر إهانة وأكثر قدرة على وصف خيانتهم لإيمان حجو ومحمد الدرة، أريد أن أعتذر للشهداء عن خطاياهم التي لا سلطان عليها يحكم بإخراجهم من جنتهم إلى جحيمنا، كيف لهم أن يصدقوا عودة مليئة بدماء الأطفال، كيف يصدقون عودة لم تكتسي حتى بالاعتذار ويعزفون بأرواح شعبنا وأطرافنا المبتورة على قذارة أوتار السلام! متى سيقلعون عن أوهامهم بالسلام المُخزي؟ ما نحن فيه صنعته هذه الأيدي الحريرية التي اعتادت على المصافحة، والأفواه التي اعتادت على التقبيل ولم تتفوه إلا بتلك الأحكام الظالمة على رجال المقاومة المحتجزين في زنازينهم وفي غرف التحقيق. هذا الفراغ الضئيل بين يد موفاز التي تُتقن القتل وأيديهم التي تُتقن الترحيب بَعد كل وجبة خسارة، سيكون مليء بالهزيمة والعار، وبأشياء تُشبه ضجرنا من أعمالهم وبصاقنا عليهم عند مشاهدتنا لنشرات خذلانهم للوطن. في رقبتكَ أيها الحاكم 1213 ذنبا، فلتعذر 1213 اعتذارا إن استطعت.