الدبور – شيخ تونسي ولعت معه وإنفعل في تعليقه عما يحدث في غزة من مجازر حقيقية بحق الشباب والأطفال بدون مبرر، وبما حصل في القدس في حفل إفتتاح السفارة الأمريكية على أراضي فلسطينية محتلة، ومعترف بها في الأمم المتحدة وكل العالم إنها أراضي محتلة.
الشيخ التونسي لم يجد ما يقوله مع تزايد العهر العربي، وتنازل العرب عن أبسط حقوقهم، وبل هرولة ابن سلمان وابن زايد وبرميل البحرين إلى التطبيع مع الإحتلال رغم كل ما يقوم به من مجازر وذل وسلب للمقدسات.
فقد شن الداعية التونسي المعروف الشيخ بشير بن حسن، هجوما عنيفا على المتصهينين من حكام العرب الذين وصفهم بـ”عباد الفروج”، مشيرا إلى أن دماء الشهداء الفلسطينيين متعلقة في رقاب هؤلاء الحكام المطبعين مع الاحتلال.
ودون “بن حسن” في منشور له عبر صفحته الرسمية بفيس بوك لسعها الدبور ما نصه:”54 سقطوا برصاص الإحتلال الإسرائيلي اليوم نحسبهم عند الله شهداء و دمائهم في رقاب عُبّاد الكراسي والفروج من حكام العرب!”
وتابع في هجوم عنيف على حكام العرب:”لا أتمنى لكثير من حكام العرب إلاّ أن تُقطع ذكورهم و يُخصوْن عسى أن يفكروا بعقول الرجال !”
واختتم الداعية التونسي منشوراته بالقول: “يجب على مشايخ الجزيرة العربية أن يحذروا من شرك “الفروج” فإنّها تحوّلت الى آلهة تعبد من دون الله و أوقعت حكّامهم في هذا الواقع المرير !”
وأعلن السفير الأمريكي لدى “إسرائيل” ديفيد فريدمان، رسميًا الإثنين عن افتتاح السفارة الأمريكية في القدس.
وحضر الحفل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، وابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “إيفانكا”، وزوجها جيراد كوشنير (مستشار ترامب)، ومسؤولين كبار من الجانبين.
واستُشهد أكثر من 60 فلسطينياً وأُصيب أكثر من 2900 بجراح مختلفة، اليوم الاثنين، جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي المسيرات السلمية التي انطلقت صباحاً باتجاه حدود قطاع غزة.
وفي كلمة له خلال افتتاح اجتماع القيادة الفلسطينية برام الله، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحداد 3 أيام على أرواح الشهداء في غزة.
ووصف الرئيس الفلسطيني، السفارة الأمريكية في القدس بـ”البؤرة الاستيطانية الجديدة”.
وأضاف “مستمرون في المقاومة الشعبية لتحقيق الدولة المستقلة”.
وجدّد عباس، تأكيده على أن “الولايات المتحدة لم تعد شريكا في أي عملية سلام”.
من جهته،قال خليل الحية القيادي البارز في حركة “حماس”، إن الجناح المسلح للحركة، كتائب القسام، وفصائل المقاومة، “لن يطول صبرها على الجرائم الإسرائيلية”، وآخرها قتل المتظاهرين السلميين اليوم.
وأضاف الحية، في مؤتمر صحفي عقده اليوم، شرق مدينة غزة، تعقيبا على المجزرة الإسرائيلية التي راح ضحيتها نحو 52 فلسطينيا وأكثر من 2400 جريح:” شعبنا أراد أن يمارس حقه في السلمية، لكن إن استمر العدو في مزيد من القتل لن يطول الصبر ما بقي العدوان وما بقي الحصار قائم على غزة”.
وأردف:” إن مسيرات شعبنا السلمية أغرت العدو بمزيد من سفك الدماء، وفصائل المقاومة وكتائب القسام لن يطول صبرها”.
تعليق واحد
يسجل الفلسطينيون وخاصة ذوي الشهداء والمتضررين من الاحتلال الإسرائيلي للرئيس العراقي الراحل صدام حسين مواقفه الداعمة لهم ولوطنهم ضد الاحتلال سواء من حيث الموقف المبدئي، أو الدعم المالي المباشر حتى يوم سقوط بغداد في التاسع من أبريل/نيسان2003.
وبانتشار نبأ إعدامه السبت الماضي في بغداد سادت أجواء الحزن كثيرا من البيوت الفلسطينية، وفتحت العديد من بيوت العزاء، ووصفه الكثيرون بـ “الشهيد” و”القائد الخالد” وغير ذلك مما يصفون بعد شهداءهم وقادتهم.
ويقول ذوو الشهداء ومسؤولون من مؤيدي الرئيس الراحل إن الدعم المالي المباشر والسريع بالطريقة التي قدمه صدام بها للفلسطينيين لم يحدث قبله ولا بعده، رغم وجود دعم بوسائل أخرى من قبل الأشقاء العرب.
مواقف صدام
ومن أبرز مواقف صدام حسين من القضية الفلسطينية أثناء قيادته للعراق كما يقول القيادي في جبهة التحرير العربية جمال طلب العملة رعايته لفصائل الثورة الفلسطينية ودعمها، ودعم أسر الشهداء والجرحى، ومنح شهداء الثورة الفلسطينية الحقوق نفسها الممنوحة لشهداء الجيش العراقي، إضافة إلى اهتمامه الخاص باللاجئين الفلسطينيين في العراق.
وذكر من مواقف الرئيس العراقي السابق أيضا دعمه الاستثنائي للفلسطينيين في انتفاضة الأقصى وذلك بتكريم أسرة كل شهيد بمبلغ عشرة آلاف دولار، وأسرة كل مصاب بجراح طفيفة بمبلغ خمسمائة دولار، وأسرة كل مصاب بجراح خلفت إعاقة بمبلغ ألف دولار. يضاف إليها تقديم منح عاجلة مقدارها 25 ألف دولار لكل من فقد منزله في اجتياح مخيم جنين، وفي اجتياحات قطاع غزة.
وأشار القيادي في جبهة التحرير العربية إلى أن صدام حسين دعم الجامعات الفلسطينية وساهم في تأسيسها، وقدم منحا دراسية كاملة للطلبة الفلسطينيين الذين كانوا يرغبون في الدراسة في الجامعات العراقية، مؤكدا أن الدعم العراقي بقيادة صدام استمر حتى يوم سقوط بغداد، وأن الآلاف من الشهداء والجرحى والمتضررين من الاحتلال استفادوا من المساعدات العراقية.
وذكر العملة أن الدعم المادي لا يهم الفلسطينيين بقدر ما يهمهم الدعم السياسي والمبدئي الذي تفرد به الرئيس العراقي صدام حسين واستمر إلى يوم سقوط بغداد، موضحا أنه دفع غاليا ثمن موقفه دون أن يتنازل أو يتزحزح عنه قيد أنملة حتى أثناء انتظاره لحبل المشنقة.
وقال إن الفلسطينيين “أثبتوا أنهم الأكثر وفاء والأسرع تأثرا يوم إعدام صدام، حيث أصبح في كل بيت عرس بالتهنئة باستشهاد القائد، وحزنوا كثيرا لاستشهاده”.
دعم مباشر
كما تقول أم سبيل زوجة الشهيد عارف السيد أحمد الذي استشهد في بداية الاجتياحات الإسرائيلية للضفة الغربية إن إعدام صدام حسين أحزن غالبية الفلسطينيين وليس الذين تلقوا مساعدات منه فقط، وذلك لمواقفه الثابتة من القضية الفلسطينية، وحرصه على ذكرها في معظم خطاباته.
وأضافت أن مساعداته لعائلات الشهداء ساهمت في تخفيف أعباء الحياة، وأعانت الأمهات على تحمل مسؤوليتهن الثقيلة بعد غياب معيل الأسرة، مشيرة إلى أن صدام حسين هو القائد العربي الوحيد الذي دعم بشكل مباشر عائلات الشهداء الفلسطينيين.
وتستذكر أم سبيل مواقف أخرى لصدام تجاه القضية الفلسطينية كإطلاق الصواريخ على إسرائيل أثناء حرب الخليج، معتبرة عملية الإعدام ثمنا دفعه صدام نتيجة مواقفه من القضية الفلسطينية وأهالي فلسطين، ورفضه للاحتلال.
من جهته يقول والد الشهيد حمزة أبو شخيدم إن موقف صدام تجاه ذوي الشهداء لم يتكرر من قبل أي زعيم آخر، حيث قدم لهم دعما معنويا وماديا كبيرا، مضيفا أن الفلسطينيين بشكل عام وأهالي الشهداء بشكل خاص تأثروا كثيرا بإعدامه.
_______________
مراسل الجزيرة نت