الدبور – تلاميذ غزة بلا مصروف، تقرير يوضح كيف أن تلاميذ غزة يفلون البقاء في الفصل وقت الفسحة التي يتنظرها كل طالب للخروج وشراء القليل من مقصف المدرسة، لانهم لا يحصلون على مصروفهم اليومي والذي هو ربما عبارة عن بضع شواكل لا أكثر.
جاء هذا في تقرير نشرته صحيفة العربي الجديد من غزة.
وجاء في التقرير، أن تلاميذ كثيرون في غزة لا يأخذون من أهلهم المصروف اليومي المعتاد إلى المدرسة بسبب أزمة الرواتب، وهو ما يدفعهم إلى البقاء في الفصل خلال الفسحة
تدخل أزمة قطاع غزة الاقتصادية وانقطاع رواتب موظفي السلطة الفلسطينية وتأخير رواتب موظفي حكومة غزة السابقة على تلاميذ المدارس بمأساة يومية، فكثير من الأدوات المدرسية والملابس حرموا منها منذ بداية العام الدراسي الحالي، وباتوا مضطرين للذهاب إلى المدرسة من دون مصروف الجيب اليومي.
في المدارس التابعة لوكالة “أونروا” يلتزم كثير من التلاميذ البقاء في الفصول في وقت الفسحة، إذ يبتعدون عن مقصف المدرسة ودكانه بما فيهما من مأكولات ومسليات، وعن رفاقهم الذين تسمح لهم الظروف بالشراء.
لطيف (8 أعوام)، تلميذ في الابتدائي الثالث، بدأ يكره المدرسة منذ بداية العام الدراسي، بعدما كان يحبها في الأول والثاني، كون المصروف انقطع عنه تماماً. يلاحظ منذ بداية العام أنّ والده يتجنب الحديث معه كثيراً، وهو لا يعلم السبب. بالقرب من بوابة المدرسة ينتظر لطيف زميله بلال الذي يذهب معه إلى المنزل في مخيم الشاطئ، غرب مدينة غزة، يومياً. بلال أيضاً لا يحصل على مصروفه، لكنّه عندما يتوجه إلى جدته كلّ نهار جمعة تعطيه بعض الشواكل ليشتري بها بعض المسليات. أما لطيف، فجده وجدته متوفيان.
يقول لطيف لـ”العربي الجديد”: “أكره الرجال الكبار الذين يظهرون على التلفزيون، لأنّ أطفالهم يحصلون على مصروف وتتوفر لهم حاجات كثيرة، أما أنا فلا أحصل على شيء لأنّ والدي لا يظهر على التلفزيون”.
من جهته، لم يحصل رزق (10 أعوام)، وهو في الابتدائي الرابع، على مصروفه منذ فبراير/ شباط الماضي. يظن أنّ والده سيعوضه عن أيام حرمانه من المصروف عندما يحصل على مال. يعمل الوالد نجاراً، وبسبب الأزمة الاقتصادية هو عاطل من العمل منذ شهرين. كان قبلها لا يعمل سوى يومين أو ثلاثة في الأسبوع، كما يتذكر رزق. في كثير من المرات يلاحظ رزق أنّ والده يدّعي أنّه نائم عندما يحضر لطلب بعض الحاجيات المدرسية أو الألعاب منه.
يقول لـ “العربي الجديد”: “أتذكر جدتي عندما كانت تقول لنا: اصبروا دائماً على ما يأتي في بالكم. وعندما أجوع في المدرسة أصبر لأنّني أعلم أنّ والدي سيمنحني مصروفي عندما يكون معه نقود. لا أحب التوجه إلى المقصف أو ساحة المدرسة… أريد أن أتعلم فقط”.
أما سارة (7 أعوام)، في الابتدائي الثاني، فتفضل اللعب مع رفيقاتها في الاستراحة، وتحرص على تناول الفطور قبل التوجه إلى مدرستها المسائية الدوام. عندما تعود إلى المنزل تتناول الغداء متأخرة. باتت تكره المدرسة لأنّها لا تحصل على مصروفها من والدها الذي يعمل موظفاً في السلطة الفلسطينية. تقول سارة لـ”العربي الجديد”: “المدرسة أصبحت في نظري قبيحة. أتمنى أن أعيش خارج غزة، ليعطيني والدي مصروفاً وأتمكن من الدراسة من دون انقطاع الكهرباء، واللعب في منزل فيه حديقة بدلاً من الشارع”.