ويشير الكاتب إلى أنه مع أن المسؤولين الأمريكيين والروس نسبوا الهجوم إلى إسرائيل، إلا أن الإيرانيين لم يعلنوا صراحة عن خسائرهم المثيرة للخجل من خلال وكالة أنباء فارس شبه الحكومية، مستدركا بأنه رغم نفيهم خسائر مماثلة في الهجمات السابقة، لكنهم في الحالة الأخيرة تعهدوا بالانتقام، وقال علي أكبر ولايتي، وهو أحد كبار مستشاري المرشد الأعلى للثورة الإسلامية: “لن يتم السكوت على الجريمة”.

ويقول فريدمان إن “لا أحد يفهم السبب الذي يجعل الوضع خطيرا حتى دون الغارات التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لمعاقبة نظام بشار الأسد، وتقول إيران إنها تقوم ببناء قواعد عسكرية في سوريا؛ لحمايتها من إسرائيل، لكن الأخيرة تفضل الشيطان الذي تعرفه –الأسد- على الفوضى، ولم تتدخل في الحرب الأهلية هناك باستثناء منع توسع البنى العسكرية الإيرانية، أو الرد على القصف الذي يقوم فيه المسلحون على الأراضي الإسرائيلية”.

ويجد فريدمان أن “محاولة طهران بناء شبكة من القواعد العسكرية، ومصانع الصواريخ في سوريا، ومساعدتها للأسد على سحق المعارضة، يبدو أنها مدفوعة برعبة سليماني في توسيع تأثير إيران في العالم العربي؛ كطريقة لنقل الصراع على السلطة مع الرئيس حسن روحاني، وامتدت المعركة إلى أربع عواصم عربية: بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء”.

ويذهب الكاتب إلى أن “إيران أصبحت أكبر (قوة محتلة) في العالم العربي، لكن سليماني ربما بالغ في اللعبة، خاصة عندما يجد نفسه في مواجهة مباشرة مع إسرائيل في سوريا، وبعيدا عن إيران، ودون غطاء جوي”.

ويقول فريدمان إنه “بعد هذا كله، فإن الإيرانيين يتساءلون عن المليارات من الدولارات، التي تنفق في اليمن ولبنان وسوريا، وهي أموال من المفترض استخدامها لتخفيف الحصار عنهم، وهذا هو السبب الذي دفع إيران لعدم الرد، فعلى سليماني التفكير مرتين حول فتح جبهة واسعة مع إسرائيل؛ وذلك بسبب القصة التي لم يلاحظها الكثيرون، وهي انهيار العملة الإيرانية”.

ويبين الكاتب أنه علاوة على هذا، فإن العسكريين الإسرائيليين يعتقدون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والجنرال سليماني لم يعودا حليفين طبيعيين، فبوتين يريد سوريا مستقرة، يحافظ فيها الأسد على السيطرة، ويحتفظ فيها الروس بقواعدهم العسكرية، الجوية والبحرية، والظهور بمظهر الدولة العظمى وبثمن زهيد.

وينوه فريدمان إلى أن الرئيس حسن روحاني يفضل سوريا مستقرة، حيث عزز الأسد من سيطرته، ولم يعد بحاجة للدعم المالي الإيراني، مستدركا بأن سليماني، على ما يبدو، يرغب وفيلقه بهيمنة كبرى على العالم العربي، وممارسة الضغط على إسرائيل.

ويختم الكاتب مقاله بالقول: “حتى يتراجع سليماني، فإنك سترى قوة لا يمكن وقفها -فيلق القدس- تتجه نحو هدف لا يتغير: إسرائيل، اربطوا الأحزمة”.