الدبور – إسرائيل إستطاعت الحصول على فيديو لحظة إعدام أكبر جاسوس لها في تاريخها المدعو إيلي كوهين والذي كان يعمل في سوريا، ووصل إلى مراحل متقدمة جدا من أركان الحكم حتى أقترب أن يصبح وزيرا للخارجية السورية أو أمين عام حزب البعث نفسه.
حيث كشف موقع عبري، عن فيلم قصير يوثق لحظة إعدام الجاسوس الإسرائيلي الشهير “إيلي كوهين” وسط العاصمة السورية دمشق، وقال إن الفيلم حصل عليه بعد أن وصل إلى أيادي مجموعات سورية مسلحة يبدو أنها احتلت مكاتب التلفزيون السوري وسلمت الفيلم لجهات إسرائيلية.
ويظهر الفيلم الذي نشره موقع “NRG” الإسرائيلي، الجاسوس الإسرائيلي معلقا على عود المشنقة بسوريا، وكذلك لحظة إنزال جثته من على المشنقة.
ويدور الحديث عن “إيلي كوهين” 1924-1965″، وهو أشهر جاسوس إسرائيلي عمل في سوريا تحت اسم مستعار “كامل أمين ثابت” وتم إعدامه وسط دمشق بعد اكتشاف أمره رغم تدخل كبرى لمنع إعدامه.
وتصف إسرائيل “كوهين” بأهم جواسيسها، وتؤكد نقله معلومات أدت إلى تحقيق إسرائيل النصر في حرب عام 1967، وذلك حسب اعتراف رئيس وزراء إسرائيل في تلك الفترة “ليفي شكول”.
وأعدمت السلطات السورية هذا العميل يوم 18 أيار/ مايو 1965 وسط ساحة المرجة، ودفنت جثته في مكان لا زال سريا حتى الآن، وفشلت إسرائيل في استرجاعها رغم عشرات المحاولات السرية والعلنية.
وكانت المخابرات الإسرائيلية جنّدت “كوهين” في أيار/ مايو عام 1960 وانضم للوحدة 188 التابعة للاستخبارات العسكرية “أمان” التي تم ضمها فيما بعد إلى جهاز الموساد وتحولت إلى ما بات يعرف حاليا باسم “وحدة قيساريا للمهام الخاصة” السرية.
ولد ” كوهين” في مدينة الإسكندرية المصرية لعائلة مكونة من أب وأم وستة أشقاء وشقيقتين، وعمل على تهجير يهود مصر إلى إسرائيل التي هاجر إليها شخصيا وهو في 33 من العمر قبل ثلاث سنوات من تجنيده.
واختارته المخابرات الإسرائيلية ليكون “مقاتلا في دمشق” تحت اسم “كمال أمين ثابت”، وخضع لتدريبات قاسية تضمنت تدريبات على أعمال المراقبة والتعقب والتصوير، إضافة لتدريبات تتعلق بتنشيط الذاكرة وتقويتها، وساعات طويلة من التدريب على أجهزة البث والاستقبال، واستخدام الرموز والشيفرة، وتدريب قصير على تنفيذ الأعمال التخريبية.
وتزوج هذا الجاسوس عام 1961 بسيدة تدعى “نادية” وأنجب منها طفلة. تم إيفاده إلى الأرجنتين حيث تم هناك بناء شخصيته الجديدة على شكل تاجر عربي هاجر من سوريا لينتقل مطلع عام 1962 إلى العاصمة السورية دمشق، فيما أخبر عائلته في إسرائيل بأنه يعمل في أوروبا.
وانغرس العميل “كوهين” لمدة ثلاث سنوات في قلب مراكز القوة في سوريا لدرجة أن صحفا عربية وإسرائيلية قالت في باب مناكفة سوريا إنه كان يمكن لكوهين أن يكون وزيرا للخارجية السورية لو أراد ذلك أو أحد قادة حزب البعث بل حتى الأمين العام لهذا الحزب.
واعتقل يوم 18 أيار/ مايو 1965 على يد ثلاثة من رجال المخابرات السورية بقيادة الجنرال “سويداني” الذي قال للعميل فور اقتحام شقته “انتهت اللعبة”.
ولم تتوقف حتى هذه اللحظة المساعي الإسرائيلية الرامية للحصول على جثمانه، وتدور بين سنة وأخرى شائعات حول حوارات وصفقات لاستعادة الجثمان.