الدبور – زوج إيفانكا هو من ساعد ابن سلمان على حملة القمع وشفط الفلوس التي قام بها تحت مسمى محاربة الفساد، وما هي إلا حملة لقمع من يعارض صعوده الى العرش وفي نفس الوقت شفط أموالهم وبالتالي يسحب منهم قوتهم.
فقوة أبناء سعود تكمن فقط في المال، فهو المحرك الأساسي للأمور داخل المملكة وخارجها، وهو القادر على القيام بأي إنقلاب أو منعه.
وقد كشف موقع “إنترسبت” السر في تقرير مطول له عن علاقة كوشنر زوج الجميلة إيفانكا بولي العهد ابن سلمان، وكيف سرب كوشنر أسماء الأمراء المعارضين للدب الداشر، حيث كل الأمراء وكل من يحلم بكرسي العرش لا بد أن يمر عن طريق البيت الأبيض، والمخابرات الأمريكية.
ويشير التقرير، إلى أن مستشار وصهر الرئيس دونالد ترامب، جارد كوشنر، كان حتى تجريده من الإذن بحضور الجلسات السرية في شباط/ فبراير، معروفا بأنه أكثر القراء المتحمسين للتقارير اليومية السرية التي تقدم للرئيس يوميا، التي تقدم عادة لترامب والدائرة المقربة منه.
وينقل التقرير عن مسؤول مقرب من البيت الأبيض ومسؤول سابق في البيت الأبيض، قولهما إن كوشنر، الذي كلفه الرئيس بملف التسوية الإسرائيلية الفلسطينية، كان مهتما بالأخبار المتعلقة بالشرق الأوسط.
ويذكر الموقع أن السعودية بدأت تظهر في التقارير الأمنية بعد حزيران/ يونيو، حيث أطاح الأمير ابن سلمان بابن عمه محمد بن نايف، وأنهى تقليدا تعارف عليه أبناء مؤسس الدولة السعودية عبد العزيز بن سعود، يقضي بتداول السلطة بين الأبناء، وبحسب مسؤول سابق، فإن التقارير بدات تتحدث عن التطور السياسي في المملكة، بالإضافة إلى عدد من أسماء الأمراء المعارضين لتولي ابن سلمان العرش.
ومثل بقية الذين تحدث معهم الكتاب لهذا التقرير، فإنهم تجنبوا ذكر أسمائهم لعدم السماح لهم بالحديث.
ويلفت التقرير إلى أن كوشنر قام في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر 2017، بزيارة سرية للرياض، بطريقة فاجأت مسؤولي الأمن الأمريكيين، وكتب ديفيد إغناطيوس في “واشنطن بوست” قائلا: “يعتقد أن الأميرين ظلا يتحدثان حتى الساعة الرابعة صباحا، ولعدة ليال، وتبادلا القصص وخططا للاستراتيجية”.
ويعلق الكتّاب قائلين إن “ما تحدثا عنه بالضبط معروف لهما فقط، إلا أن ابن سلمان أخبر المقربين منه بعد عودة كوشنر بأن الأخير أعطاه أسماء الأمراء غير الموالين له، وذلك بحسب مصادر لها صلات مع العائلة الحاكمة في السعودية والإمارات، إلا أن كوشنر ومحاميه ينفيان أي دور له في عملية القمع”.
ويكشف الكتّاب عن أنه من بين الأشخاص الذين أخبرهم ابن سلمان بحواره مع كوشنر كان ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، بحسب مصدر على اتصال مستمر مع العائلتين الحاكمتين في الإمارات والسعودية، مشيرين إلى أن ابن سلمان تفاخر لابن زايد وغيره بأن كوشنر بات “في جيبه”.
ويفيد الموقع بأنه “لا يسمح بالاطلاع على ما يدور في التقارير اليومية إلا للرئيس، مع أن لديه السلطة القانونية ليمنح كوشنر صلاحية الاطلاع عليها، ولو ناقش كوشنر أسماء مع ابن سلمان، وبموافقة تكتيكية من السياسة الخارجية الأمريكية، فإن الولايات المتحدة تكون قد تدخلت في صراع السلطة الذي يتكشف في السعودية، وعلى أعلى المستويات، ولو كشف كوشنر عن الأسماء دون تصريح من الحكومة الأمريكية فإنه سيكون قد خرق القوانين الفيدرالية المتعلقة بالمشاركة في المعلومات الأمنية”.
وينوه التقرير إلى أنه بعد يومين من حملة الاعتقالات في الرياض كتب ترامب تغريدة يؤيد فيها عملية القمع، فيما تم إكراه المعتقلين على التوقيع على وثائق يتخلون فيها عن أرصدة بمليارات الدولارات، مشيرا إلى أن صحيفة “القدس العربي” في لندن كشفت في كانون الأول/ ديسمبر عن تعرض اللواء علي القحطاني للتعذيب في الريتز، وظهرت آثار التعذيب على جسده، وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز” بداية هذا الشهر عن وفاة القحطاني.
ويقول الكتّاب إن المسؤولين الأمريكيين عبروا عن قلقهم من الطريقة التي يتعامل فيها كوشنر مع المعلومات الحساسة؛ نظرا لعدم خبرته الدبلوماسية، وأعربوا عن مخاوفهم من أن تستغله الدول الأجنبية للتأثير على الإدارة، من خلال شركة العقارات التي تملكها عائلته، لافتين إلى أن صحيفة “واشنطن بوست” قالت إن وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، ومستشار الأمن القومي أتش آر ماكمستر، عبرا عن قلقهما المبكر من أن كوشنر كان يعمل بشكل مستقل في السياسة الخارجية الأمريكية، وبحسب الصحيفة، فإن تيلرسون تساءل ذات مرة قائلا: “من هو وزيرالخارجية هنا؟”.
ويؤكد الموقع أن علاقات كوشنر مع الإماراتيين والسعوديين تطورت، وبات يتواصل معهم عبر تطبيق الـ”واتساب”، وهو منبر آمن تملكه شركة “فيسبوك”، وينتشر استخدامه في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن طريقة كوشنر غير التقليدية في التواصل مع القادة الإقليميين صيف عام 2017 استبعدت الدبلوماسيين، خاصة عندما قامت السعودية والإمارات بحصار قطر اقتصاديا بهدف إضعافها، وحاول تيلرسون التوسط، إلا أن جهوده عرقلها الرئيس وصهره اللذان دعما الحصار، وقال مصدر في الخارجية للموقع إن تيلرسون لم يكن يعلم شيئا عن اتصالات كوشنر في تلك الفترة.
وبحسب التقرير، فإن لجنة التنئسيق في مجلس الأمن القومي اقترحت في أعقاب حملة التطهير أن يقوم تيلرسون بالتدخل والحديث مع ابن سلمان، لافتا إلى أن تيلرسون رفض الطلب، قائلا إن عملا كهذا ليس مفيدا في ظل اتصالات كوشنر مع ولي العهد السعودي.
ويذهب الموقع إلى أن “موقف كوشنر من أزمة قطر ربما أظهر تضارب مصالح، حيث دعم كوشنر الحصار بعدما رفض وزير مالية قطر محاولة من شركات والده العقارية الحصول على تمويل لبناية 666 في فيفث أفينيو في نيويورك، وقد اشتراها كوشنر عام 2007 بمبلغ 1.8 مليار دولار، حيث وضع 500 مليون كمبلغ مقدم، واعتبر ثمن البناية مبالغ فيه حينئذ”.
ويختم “إنترسبت” تقريره بالإشارة إلى أنه مع الأزمة المالية عام 2008، فإن البناية فقدت الكثير من قيمتها، فيما كان يجب على كوشنر تسديد القرض بحلول شباط/ فبراير 2019، وطلب تشارلز كوشنر منذ عام 2011 من رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني الدخول في المشروع، إلا أن الأخير اشترط عثور كوشنر على مستثمر آخر، وفي نيسان/ أبريل 2017 ذهب تشارلز بنفسه لقطر؛ للحديث مع وزير المالية القطري، وقد رفض عرضه.