الدبور – لقاء إعلان الحرب هو لقاء الرئيس ترامب مع ابن سلمان في واشنطن، اللقاء الذي وصفه الإعلام الأمريكي بلقاء الحروب والصفقات بين الشبيهان في كل شيئ رغم فارق ال ٣٩ عاما التي تفصلهما في العمر.
في اللقاء قد يتنافسان على شتم إيران وتهديدها، وقد يتسابقان على الإشادة واحدهما بالآخر، رغم كل النصائح التي تصل إلى المكتب البيضاوي وتحذر ساكنه من مغبة “الخضوع إلى نزوات الأمير” بحسب مصطلحات مقال توماس فريدمان في صحيفة “نيويورك تايمز” قبل أيام، على قاعدة أنه “إذا كنتَ تعتقد (الكلام موجه إلى ترامب طبعاً) أنّ بإمكانك الإشادة بموقفه المعادي لإيران وإصلاحاته الدينية وستسير الأمور على ما يرام بعد ذلك، فإنك مخطئ” على حد تعبير فريدمان.
وفي تعمد غياب الملف القطري، كما صرح مقربون من ولي العهد السعودي ابن سلمان أنه لا يرغب حتى في الحديث بهذا الملف لأنه غير مستعجل على حله الآن، وكما يبدو أن ترامب يبادله نفس الشعور ولن يضغط بسرعه حل هذا الملف، فحله لن يكلف ترامب إلا مكالمة هاتفيه لدول الحصار وينتهي بدقيقة. وبهذا التغيب سيركز اللقاء على الملف الإيراني و صفقة القرن.
في الملف الإيراني، يجتمع ترامب وبن سلمان وصدى خاطاباتهما الحربية ضد إيران تتردد في تصريحاتهما، مع ترجيح أن يهنّئ بن سلمان مضيفه على ما تسرب على لسان السيناتور الجمهوري بوب كوركر أول من أمس، عن أن ترامب قرر إلغاء الاتفاق النووي مع إيران في 12 مايو/أيار المقبل. وبالفعل، قبل اللقاء المقرر اليوم، تبارز الرجلان في رفع سقف الكلام عن إيران، إذ قال ترامب “أينما توجهنا في الشرق الأوسط، الحديث عن إيران، إيران، إيران (…) وراء كل مشكلة إيران”، بينما عاد بن سلمان، في حديث بث كاملاً أمس مع شبكة “سي بي أس” الأميركية، إلى عباراته الشهيرة التي سبق أن شبه فيها المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بأدولف هتلر، متعهداً ببناء سلاح نووي “في أسرع ما يمكن” في حال طورت إيران قنبلة ذرية.
إقرأ أيضا: طبول الحرب تقرع الآن لتغيير المنطقة وتثبيت صفقة القرن بسهولة
ومع اقتراب موعد 12 مايو 2018، ترتفع حدة المخاطر بما أن عدم تمديد ترامب قرار إعفاء إيران من العقوبات الأميركية، بموجب اتفاق يوليو/تموز 2015، يعني تلقائياً انسحاب أميركا من الاتفاق، وهو ما ينهي الاتفاق فعلياً، وهو ما يحاول الأوروبيون تفاديه من خلال فرض عقوبات على برنامج إنتاج الصواريخ البالستية الإيرانية، إرضاءً لواشنطن، رغم أن إيران تعتبر بدورها تلك الخطوة غير مقبولة بتاتاً، وتعرض الاتفاق إلى الزوال أيضاً.
هكذا، وفي ظل حضور وزير خارجية من “صقور” العداء لإيران، مثل مايك بومبيو، لا يستبعد أن يتخلل الاجتماع الأميركي السعودي اليوم استعراضاً لكيفية رفع سقف التصعيد ضد طهران، عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وإعلامياً، في إيران نفسها، وفي لبنان وربما في سورية واليمن، من دون معرفة ما إذا كان العراق يدخل في هذا الإطار أم لا، بعد المصالحة السعودية مع حلفاء إيران في بغداد.
أما في ما يتعلق بالخطة الأميركية لتصفية ما بقي من القضية الفلسطينية، والتي بدأت بقرار اعتبار واشنطن، القدس عاصمة لإسرائيل، وتتواصل تسريبات بنود أخرى من الخطة غير المعلنة التي انضمّ بن سلمان، بحسب معلومات لم تعد سرية، إلى الترويج لها والضغط على القيادة الفلسطينية للتوقيع عليها، فإنه يتوقع أن تحضر أيضاً في لقاء البيت الأبيض اليوم، ربما لوضع اللمسات الأخيرة على شكل إخراجها إلى العلن، وهو أمر محتمل حصوله في مايو المقبل، عند نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، ربما بحضور ترامب شخصياً إلى الأراضي المحتلة.