الدبور – باحثة يهودية أمريكية شرحت للسعودية كيف تقوم بقلب نظام الحكم والسيطرة على قطر بطريقة مبسطة وسهلة، بعد فشلهم عام ٩٦. وبعد خروج التفاصيل في برنامج ما خفي أعظم.
ففي ورقة أعدتها ونشرها “مركز بيغن السادات للدراسات الإستراتيجية” التابع لجامعة “بار إيلان” أمس الثلاثاء، دعت الباحثة اليهودية الأميركية إرينا تسوكرمان، حكام الرياض إلى ضرورة تحديد الأسباب وراء إخفاق محاولة توظيف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، في ضرب مكانة حزب الله، مشيرة إلى أن هذه المحاولة فشلت لأنها جاءت بعدما تمكّن حزب الله من التغلغل في أوساط ودوائر الحكم اللبنانية، إلى جانب أن نفوذ السعودية داخل لبنان، عند تنفيذ المحاولة، كان متواضعاً.
وبحسب ما نقله موقع “العربي الجديد” حذّرت “تسوكرمان” التي تنشر أبحاثاً ومقالات في مراكز أبحاث وصحف إسرائيلية وأميركية، من أنّ سياسات السعودية وحلفائها ضدّ الحكم في الدوحة سيكون محكوماً عليها بالفشل، في حال لم تنجح في بناء علاقات حقيقية مع موالين لها داخل قطر، وأن تضمن في الوقت ذاته إيجاد بيئة داخلية تسمح بتحقيق مصالح هؤلاء الموالين.
وأوضحت الباحثة أن “القطريين الذين تحاول السعودية الارتكاز عليهم في تحقيق مصالحها في قطر يمكن أن ينتهي بهم المطاف إلى ما انتهى إليه الحريري الذي تحول إلى مثار للسخرية، بعد أن تبين أنه قدم استقالته في الرياض تحت الإكراه، مما جعله بعد ذلك يبذل جهودا كبيرة لتقليص الأضرار التي لحقت به وبحلفائه داخل لبنان، نتيجة لها”.
وحذرت من أن الحديث عن تحريض كل من محمد بن سلمان وولي عهد الإمارات محمد بن زايد على القيام بانقلاب أبيض في الدوحة لا يساهم في تحسين مكانة القوى القطرية التي يفترض أن تنافس العائلة الحاكمة في الدوحة، محذرة من أن تكريس هذا الانطباع يمس بمصداقية كل من السعودية والإمارات، ناهيك عن أنه لن يمس باستقرار نظام الحكم في الدوحة.
وأشارت إلى أن الإخفاق السعودي في التعاطي مع قطر يرجع إلى أن محمد بن سلمان فشل في أن يجعل مصالح إيران والإخوان المسلمين تتأثر سلبا بسبب تدهور العلاقة بين الرياض والدوحة. ونوهت إلى أن المعضلة الثانية تكمن في أن أحدا لا يعلم شيئا عن الأشخاص الذين يفترض أن ينافسوا نظام الحكم في الدوحة، مشيرة إلى أن كل المؤشرات تدلل على أن للأمير تميم تأثيرا قويا في الدوائر القريبة منه، ناهيك عن أن تاريخ التوتر بين السعودية وقطر يثير الشبهات في كل قطري يبدي تعاونا مع السعوديين ضد بلاده.
وحسب الباحثة الإسرائيلية نفسها، فإن محمد بن سلمان لم يقم بالإجراءات اللوجستية والنفسية الهادفة للتأثير على تماسك نظام الحكم في الدوحة، مشيرة إلى أن السعودية خسرت عنصر المفاجأة المهم، والذي كان يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي في إزاحة نظام الحكم القطري، عازية ذلك إلى تتابع الأحداث، التي بدأت بالتصعيد ضد الدوحة وفرض الحصار الاقتصادي، وتعيين بن سلمان وليا للعهد.
ونوهت إلى أنّ آلية تبني السعودية لمبارك آل ثاني، الذي وصفته بـ”زعيم المعارضة القطرية” والمقيم في الرياض “لا تبشر بخير”، واصفة مبارك بـ”العليل”، مشيرة إلى أن إسناده “جاء محمولا على أجنحة الفشل”، داعية السعودية إلى أن تسمح لأية معارضة قطرية بتبني نهج “مستقل”، وألا تظهر كمجرد ارتباط بالحكم السعودي، وأن تركز على معارضة السياسة الخارجية للدوحة، وأن تقدم تصورا لدور قطر في المنطقة.
وحثت على أن تعمل المعارضة القطرية على بناء علاقات مع المجتمع الدولي “الذي يتوجب أن يمنحها نوعا من الشرعية”، منوهة إلى أن هذه العلاقات يجب أن تضمن تقديم مساعدة عسكرية للمعارضة.
وحثت الباحثة القيادة السعودية على منح “المعارضة القطرية” هامش حرية، وأن تمكنها من التعبير عن ذاتها، معتبرة أنه في حال تصرفت الرياض على هذا النحو، فإنها ستنجح في استعادة مصداقيتها الإقليمية.