الدبور – قالت كاتبة صهيونية أن ابن سلمان يهمه أن يبقى نتنياهو في منصبه كرئيس لوزراء إسرائيل، وإنه يسعى بكل جهده ليتجاوز نتنياهو أزمته مع التحقيقات التي يمر بها.
وقالت المُستشرقة الإسرائيليّة، سمدار بيري، في صحيفة (يديعوت أحرونوت): لا يُستبعد بالمرّة أنّ نتنياهو يُحاول بصورةٍ حثيثةٍ إقناع الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، بالضغط على وليّ العهد السعوديّ، الأمير محمد بن سلمان، لكي يُوافق الأخير على زيارة نتنياهو بشكلٍ علنيٍّ إلى الرياض، دون التوقيع على اتفاقية سلامٍ بين الدولتين.
وتابعت قائلةً إنّ بن سلمان يُريد أنْ يبقى نتنياهو في منصبه كرئيسٍ لوزراء إسرائيل، وأنْ يتمكّن من اجتياز محنة التحقيقات التي تدور معه حول قضايا الفساد وخيانة الأمانة وتلقّي الرشاوى والاحتيال، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّه إذا فشل نتنياهو في ذلك، فإنّ الزيارة التاريخيّة للسعوديّة ستكون من نصيب خليفة نتنياهو في منصب رئيس الحكومة، مُضيفةً أنّ قصّة الغرام السعوديّة-الإسرائيليّة بدأت بعد أنْ تبنّت السعوديّة موقف الدولة العبريّة بأنّ إيران هي العدّو، وأيضًا على وقع الـ”تمدّد الشيعيّ” في منطقة الشرق الأوسط، والذي يُخيف الرياض كثيرًا.
وشدّدّت المُستشرقة على أنّ ابن سلمان لا يهتّم بالتحقيقات الجارية ضدّ نتنياهو، لأنّها برأيه تتمحور حول مبلغ ضئيلٍ من الأموال، مقارنةً مع الأموال والشركات التي يملكها وليّ العهد السعوديّ، مُشيرةً إلى أنّه يعتبر قضية الفساد المُشتبه بها نتنياهو قضيةً صغيرةً وعابرةً، على حدّ تعبيرها.
مع ذلك، أوضحت المُستشرقة الإسرائيليّة أنّ شيئًا ما “يُطبخ” وراء الكواليس بين الطرفين وعلى نارٍ هادئةٍ جدًا، ولفتت في هذا السياق إلى أنّ نتنياهو تعهّد بمرور الطائرات الهنديّة المُتوجهة من وإلى تل أبيب، وفعلاً حدث الأمر، والسعوديّة التزمت الصمت، خلافًا للمرّة السابقة، عندما سارعت إلى نفي الخبر الذي نشرته وسائل الإعلام العبريّة، وأكّدت أنّها لن تسمح للطائرات الهنديّة بالعبور في أجوائها خلال رحلاتها من وإلى إسرائيل.
ولفتت المُستشرقة أيضًا إلى أنّ إسرائيل موجودة في مركز الرؤية الاقتصاديّة لوليّ العهد السعوديّ والمُسّماة رؤية 2030، والتي بموجبها سيتّم ضمّ مدينة إيلات (أم الرشراش) إلى الخطّة الاقتصاديّة السعوديّة، وقالت إنّه إذا تحقق هذا الأمر فالسماء ستكون بالنسبة لإسرائيل هي الحدود، مؤكّدةً على أنّ هذه الأمور ستحدث دون التوقيع على اتفاق سلامٍ بين السعوديّة وإسرائيل، وخلُصت إلى القول إنّ اتفاقيتي السلام مع كلٍّ من مصر والأردن لم تؤديا إلى تطبيع العلاقات بين شعوب هذه الدول مع الإسرائيليين، على الرغم من جهود الحكّام فيهما، بينما قامت السلطات السعوديّة مؤخرًا باعتقال ناشطةٍ سياسيّةٍ واجتماعيّةٍ لأنّها تجرأت على القول إنّها تُعارض التقارب مع إسرائيل، حيث وُجهت لها تهمة المسّ في مصالح المملكة السعوديّة، كما أكّدت المُستشرقة الإسرائيليّة.