الدبور – الثمن الذي مازال يدفعه الشعب المصري يوميا كان سببه رجل واحد فقط وبحركة واحدة لم يحسب لها أي حساب دمر الثورة المصرية العظيمة ودمر بها البلد كلها وأدخلها في نفق مظلم لا يعلم أحد متى ينتهي.
فقد كشف السياسي المصري أيمن نور زعيم حزب “غد الثورة”, عن أن رئيس الاركان الأسبق، الفريق سامي عنان المرشح الرئاسي المعتقل في سجون النظام, أصدر قرارا حينما كان في منصبه بإنهاء خدمة عبد الفتاح السيسي في الجيش، لكن المشير طنطاوي تدخل حينها وأعاد “السيسي” للخدمة بالقوات المسلحة مرة أخرى، نظرا لعلاقته الوطيدة بالسيسي منذ أن كان مديرا لمكتبه وسكرتيرا له، مؤكدا أن طنطاوي تحدث هاتفيا مع “عنان” قبل اعتقاله بساعات، لاقناعه بالتراجع عن الترشح لانتخابات الرئاسة.
وأشار نور إلى أن “عنان” تعرض لضغوط وتهديدات كثيرة من بعض الجهات والشخصيات النافذة في النظام لمحاولة ثنيه عن الترشح للرئاسة، وبعض تلك الضغوط والتهديدات طالت أسرته، على غرار ما تعرض له سابقا الفريق أحمد شفيق، بينما كان رد فعل عنان هو الرفض والاستنكار التام لكل تلك التهديدات وغيرها، في ظل اصراره على مواقفه التي لا تزال ثابتة حتى الآن.
وأكد نور، أن عنان كان سيستجيب لدعوته بأن يخرج عن صمته ويكشف أبعاد وحقيقة ما جرى في الأحداث التي أعقبت ثورة يناير، إبان معركته الانتخابية الرئاسية، التي كان يُعد لها، لافتا إلى أن “عنان” كان سيطلب تحقيقا محايدا وجادا وشفافا في أحداث ما بعد الثورة، وأعلن استعداده للمثول أمام أي لجنة تحقيق عادلة.
وأضاف أن السيسي ونظامه في مأزق كبير لا يُحسد عليه، والرأي العام في الداخل والخارج يشعر بحجم التردي الكبير والسقوط المدوي الذي يعيشه النظام على كل المستويات، ونجاحه فيما يسمى بالانتخابات سيكون بداية حقيقية لأزمات كثيرة وعنيفة سيتعرض لها وقد تهدد بشكل واضح استقراره أو استمراره لاحقا، مؤكدا أن مقاطعة الانتخابات ستكون هي الأكبر في تاريخ مصر الحديث.
وفيما يخص العملية العسكرية التي يشنها الجيش في سيناء، قال د.نور، هناك الكثير من علامات الاستفهام بشأنها وحول حقيقة أهدافها، وعما إذا كانت تهدف للتغطية على أحداث بعينها أم لا، فقال اعتقد انها قد تأتي في إطار ما يسمى “صفقة القرن” في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة.
وأوضح أن هناك تسريبات تصل إلينا لا نعرف مدى دقتها بشكل دقيق تفيد بأن هناك مجموعة من قيادات الجيش أبدت تحفظها على تلك العملية، وتقدمت لوزير الدفاع صدقي صبحي بمذكرة اعتراض عليها، لكنه رفض هذه المذكرة، ثم طلبت تلك القيادات اجتماعا مع السيسي، إلا أن صدقي صبحي وعدهم بأنه سينقل للسيسي ما جاء في المذكرة، وهذا أمر في غاية الأهمية والخطورة إن صح.
واشار إلى أن تداعيات أزمة عنان بدأت منذ إعلان نيته الترشح لانتخابات الرئاسة وليس بعد إلقاء القبض عليه، وهذه الأزمة تعكس أبعاد الصراع بين عنان والسيسي، مضيفًا كنت أتصور أن أزمة عنان ستكون لها تداعيات كثيرة على مستوى الصراع الانتخابي، لكني لم أتوقع أن يبلغ الأمر حد الاعتقال بهذه الطريقة الهمجية بحق رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الأسبق، ولفترة طويلة، ثم تحويله للقضاء العسكري وتوجيه اتهامات عبثية لا معنى لها سوى أنها محض كيد سياسي ليس إلا، واعتقال عنان والإطاحة برئيس جهاز المخابرات العامة يعكس ويشف عن حجم الخلاف داخل الجيش.