الدبور – قصص البطولة لا تنتهي في سوريا فهي تتكرر يوميا مع تكرار القصف والمجازر بحق الأطفال والنساء والأبرياء، هي قصص بطولة تخرج علينا بطعم ولون مختلف عن أي بطولة سمعنا عنها في الراوايات الخيالية بل هي قصص من واقع الحال السوري الذي لا ينتهي.
والقصة كما رواها والد الطفل لصحيفة “التايمز” البريطانية الثلاثاء، هي أن الرجل، الذي يعمل سائقاً لإحدى سيارات الإسعاف، قُصف بيته وقُتل 3 من أبنائه، وحينما وصل له الخبر وطلب منه زميله أن يذهب ليدفن أبناءه ويودِّعهم- رفض وقال إن الاعتناء بالأحياء أولى الآن!
وبحسب الصحيفة البريطانية، غادر الرجل -الذي يسمى أبو سارية- العمل في وقتٍ لاحق من اليوم الذي قُصف فيه بيته، وكان يحاول مواساة زوجته التي نجت من الغارة، حينما أرسل إليه شخصٌ ما صورة. أظهرت الصورة صبياً صغيراً تخرج الأنابيب من جسده ويرقد في سرير مستشفى، وكان من دون مجال للخطأ ابنه الأصغر مُعتصم، الذي يبلغ من العمر 18 شهراً.
وقال أبو سارية لصحيفة “التايمز” البريطانية، من الغوطة: “لم أستطع أن أصدِّق الأمر! لقد كنتُ مقتنعاً بأنَّه قد مات”.
كان الأمر يبدو مستحيلاً؛ إذ يُعاني مُعتصم الربو، وكان عالقاً تحت أنقاض منزلهم مدة ساعة، قبل أن يُسحب جسده من تحت الأنقاض، بحسب الصحيفة البريطانية.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإنه في حال موته، كان مُعتصم سيصبح إضافةً صغيرة إلى قائمة ضحايا حملة القصفة الأخيرة بالغوطة الشرقية، والذين وصل عددهم إلى 630 شخصاً، وفقاً لمنظمة أطباء بلا حدود، وذلك في منشآتها فقط منذ 19 فبراير/شباط 2018. من بين هؤلاء الضحايا، هناك 216 طفلاً على الأقل.
كان أبو سارية، (33 عاماً)، قد أعرب عن سخريته من قبلُ حتى وقوع أول انتهاك للهدنة. وتساءل والطائرات تواصل التحليق فوقه: “عن أي وقف إطلاق نار تتحدثون؟!”.
وفي الغارة الجوية على منزله الأسبوع الماضي، فقدَ أبو سارية شقيقة زوجته وابناً لأحد إخوته يبلغ من العمر 10 سنوات، بالإضافة إلى أطفاله. كانوا قد لجأوا إلى الطابق السفلي ليحتموا عندما بدأ القصف، بينما ركض أبو سارية إلى مركزه في نقطة المساعدات الطبية. وجاءت شقيقته لتقول له إنَّ منزله تعرض للقصف فهرع إلى المنزل، بحسب “التايمز”.