الدبور – السعودية وجهت عدة رسائل للأردن تطالبها فيها بدعم صفقة القرن والتنازل عن قضية القدس وعدم التصعيد، مرة عن طريق التهديد المباشر ومرة عن طريق الإغراءات، فيما يسمى بسياسة العصا والجزرة. ولكن كانتالأردن عصية على الكثير من الضغوطات خصوصا فيما يخص قضية القدس وفلسطين كما قال الملك الأردني.
ففي لقاء جمع الملك عبد الله الثاني، ملك المملكة الأردنية الهاشمية مع طلبة في الجامعة الأردنية كشف الملك فيه عن تعرض بلاده إلى ابتزاز اقتصادي من بعض الدول (دون أن يسميها) بسبب موقفها من قضية القدس.
واكد الملك الأردني أن جزءاً من الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها بلاده، يعود إلى الضغط المطبق عليها بسبب مواقفها السياسية، مضيفاً: “وصلت لنا رسائل، مفادها (امضوا معنا في موضوع القدس ونحن نخفف عنكم)”، في إشارة على ما يبدو للسعودية وخاصة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وكان العاهل الأردني قد أعرب سابقاً عن مخاوفه بشأن قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل”، قائلاً إن القدس يجب أن تكون عاصمةً لدولة فلسطينية مستقبلية.
وقال الملك عبد الله إن التحرك الأمريكي “سيغذي التشدد ويلهب التوتر في العالَمين الإسلامي والمسيحي”.
وتأتي هذه التصريحات للملك الأردني بعد حوالي الشهرين مما كشفه تقرير صحفي أمريكي عن ممارسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ضغوطا على رئيس السلطة الفلسطينية للقبول بصفقة بيع وشراء بالمليارات.
وأورد التقرير الذي أعده الباحث الأمريكي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والصراع العربي الإسرائيلي «جيفري أرونسون» أن خطة ابن سلمان «ب» تقتضي تنازل السلطة الفلسطينية عن الضفة الغربية والقدس المحتلتين لإسرائيل مقابل 10 مليارات دولار عوضا عنهما، وفق ما نشره موقع «the american conservative».
وأكد التقرير الأمريكي أن ابن سلمان قال لمحمود عباس إنه «حان الوقت لطرح الخطة (ب)، والتي تتضمن إقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة، يتم تسمينها بعمليات نقل غير محددة للأراضي في شبه جزيرة سيناء»، وقد سأل عباس، عن مكان الضفة الغربية والقدس الشرقية في هذه الخطة، وأجابه ابن سلمان قائلا إنه «يمكننا الاستمرار في التفاوض حول هذا الموضوع».
وقال الأمريكي «جيفري أرونسون» إن «عباس سأل ولي العهد السعودي عن القدس والمستوطنات (في الضفة الغربية) والمنطقة (ب) والمنطقة (ج)»، وأجابه مرة أخرى ابن سلمان بأن «هذه الأمور ستكون محلا للتفاوض، ولكن بين دولتين، وسنساعدك».
وأشار إلى أن ابن سلمان عرض على عباس 10 مليارات دولار، مقابل القبول بهذه الخطة، مؤكدا أن «عباس لا يستطيع أن يقول لا للسعوديين، وفي الوقت نفسه لا يستطيع أيضا أن يقول نعم».
وذكر التقرير ما كشفته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، والتي تحدثت عن لقاء آخر بين ابن سلمان وأبو مازن جرى في الثالث من ديسمبر الجاري، وأن ابن سلمان عرض على أبو مازن دعما ماليا كبيرا أو الدفع المباشر لـ»أبو مازن» غير أنه رفض العرض السعودي.
واعتبرت الصحيفة أن ما تم عرضه على عباس لم يكن أمامه سوى رفضه، حيث إنه يتضمن دولة فلسطينية مع أجزاء غير متجاورة من الضفة الغربية، واقتصار سيادتها على أراضي غزة، في حين تحتفظ «إسرائيل بالسيطرة على الغالبية العظمى من المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، والتي تعتبرها معظم دول العالم غير قانونية».
وأكد التقرير أن هذه الفكرة من ابن سلمان كان مصدرها مكان واحد فقط، وهو «إسرائيل»؛ إذ أن إنشاء دولة فلسطينية في غزة، هو أمر منظور منذ فترة من قبل مسؤولين إسرائيليين بارزين، كوسيلة لإجبار العرب على الرضوخ، لضم «إسرائيل» كلا من الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وأشار إلى أن شخصيات إسرائيلية بارزة من بينها «عوزي أراد» الذي يعتبر من المقربين جدا من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وشغل في الماضي منصب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، وخليفته الجنرال جيورا إيلاند الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إلى جانب شخصيات إسرائيلية أخرى، خدموا في حكومات نتنياهو، يتبنون هذه الخطة.
وتساءل التقرير حول كيفية وصول هذه الفكرة الإسرائيلية إلى الرياض، في نفس اللحظة التي كان ترامب ونتنياهو يضعان فيه اللمسات الأخيرة بشأن التفاهمات حول إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل، وأشار إلى أنه وقبل أيام فقط من اجتماع محمود عباس مع ولي العهد السعودي، وصل المبعوثان الأمريكيان «جاريد كوشنر» صهر ترامب، والمبعوث الأمريكي الخاص للسلام في الشرق الأوسط «جيسون غرينبلات»، إلى الرياض والتقيا بولي العهد السعودي وأجريا العديد من اللقاءات التي استمرت لوقت متأخر من الليل.
وشددت الإدارة الأمريكية على السعودية بضرورة إعلان وفاة المبادرة السعودية للسلام مع «إسرائيل»، وفي هذا الطلب يكون الأمير السعودي قد ضمن عنصرا جوهريا في الخطة، وهو موافقة المملكة على الانضمام إلى الشراكة الاستراتيجية بين مصر وإسرائيل، عبر معاهدة السلام الخاصة بالقاهرة وتل أبيب، بدون تنازلات إسرائيلية للدول الفلسطينية، وكان ثمن ذلك السيطرة على جزر «تيران وصنافير».
وفق ما كشف عنه التقرير. وكشف التقرير أيضا أن ابن سلمان نفسه، كتب رسالة رسمية إلى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تلخص التعهدات السعودية غير المسبوقة بالمشاركة مع مصر والولايات المتحدة في التمسك بالشروط الأمنية لمعاهدة السلام التاريخية بين مصر وإسرائيل.
تعليق واحد
في واقع الأمر ليس مستغرباً أن يحدث هذا من عائلة الخيانة والغدر … فجده قد باع فلسطين للحركة الصهيونية سراً مقابل حصوله على دعم الحركة الصهيونية ، و ها هو حفيده يحاول أن يتنازل لإسرائيل عن القدس وما تبقى من الأرض الفلسطينية من خلال عروض لشرائها ممن لا يملك ومن ثم تقديمها هدية من آل سعود لإسرائيل … لقد أصبحت الأمور واضحة للعيان ولا تحتاج للمناورة أو المداورة من الخونة والمأجورين وأذنابهم … من هنا يتبين لنا بوضوح أن معظم المآسي التي تعرض لها الشعب الفلسطيني كانت بمشاركة ودعم من هذا النظام الذي يستغل أموال النفط وما يزال لدعم اسرائيل ومخططاتها في فلسطين والعالم العربي ولكن هناك من يقول وما الذي يجبرهم على فعل ذلك فنقول وهذا ليس غائبا عن أحد بأن السعوديون يقدمون الخوة للحركة الصهيونية نظير دعم الحركة الصهيونية لهم في البقاء حتى جاء ترامب وكشف المستور فخلال حملته الانتخابية قد صرح وقال : لا يكفي أن تدفع السعودية نصف دخلها من النفط لأمريكا بل يجب عليها أن تدفع ثلاثة ارباع دخلها وكلنا سمع وشاهد كيف أن المليارات قد ذهبت للأمريكان خلال احتفال اسطوري وأمام جمع غفير من قادة الدول العربية والاسلامية وبطريقة مخزية وكأنها عملية اغتصاب أمام العالم بأسره … عملية اغتصاب متلفزة ومغطية اعلامياً بطريقة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً.. حسبنا الله ونعم الوكيل.