الدبور – صحيفة بريطانية فضحت ولي العهد السعودي الملك محمد بن سلمان، حيث نشرت تقريرا مطولا عن ما حصل عليه بن سلمان من حملته على ما يسمى الفساد، وقالت أن أكثر ما قام به هو شخصي ولنفسه، وكل الأموال ستعود لخزينته الشخصية، وليس أصلا هناك جهة تتابع هذه الأموال التي صادرها أو تراقب إلى أين وصلت، وهو يترأس لجنة مكافحة الفساد شخصيا، وليس لأي شخص في السعودية الجرأة حتى لسؤاله أين ذهبت الأموال وهو الذي أسكت الشعب كله بسجنه الأمراء.
حيث قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يعمل للسيطرة على شبكة “إم بي سي”، بعدما اعتقل مؤسسها وصاحبها وليد الإبراهيم، مع أمراء ورجال أعمال ووزراء سابقين في فندق “الريتز كارلتون” في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017.
وأشار مراسل الصحيفة سايمون كير إلى أن بن سلمان يخطط للاستحواذ على أكبر شركة تلفزيونية في الشرق الأوسط، ولذلك فإن مسؤولين سعوديين طلبوا من الإبراهيم التخلي عن حصصه مقابل الإفراج عنه.
وتُعد “إم بي سي” إحدى أكبر الشركات في العالم العربي، وتسيطر على نسبة 50% من سوق الإعلام في المملكة، ويشاهدها حوالي 140 مليون في المنطقة. وكان الإبراهيم قد أسسها في العام 1991 في لندن، وتُقدر قيمتها بالمليارات.
وسردت الصحيفة تفاصيل عن الأيام القليلة التي سبقت اعتقال الإبراهيم في العاصمة السعودية الرياض، وقالت إنه “سافر بطائرته الخاصة عندما دعاه أحد مستشاري الأمير محمد للقاء في الرياض، معتقدًا أنه سيستكمل عقد الملكية، وعندما ألغي الاجتماع وحاول العودة إلى دبي، حيث المقر الرئيسي للقناة، قال له المسؤولون في مطار الرياض إن طائرته تعطلت، وإن هناك رحلات تجارية متوافرة إلى دبي”.
وأضافت الصحيفة: “انتشر اسمه في الليلة ذاتها على وسائل التواصل الاجتماعي بأنه واحد من المعتقلين في قضية محكافحة الفساد، وفي صباح اليوم التالي تم تأكيد لقاء الإبراهيم مع الأمير، وبدلاً من مناقشة عقد نقل الملكية، فإنه اعتُقل”.
ونقلت “فايننشال تايمز” عن شخص قالت إنه أحد المراقبين للشأن السعودي، أن بن سلمان يريد “إم بي سي” كي يتأكد من تغطية جيدة لخططه التي يعدها للمملكة، “حيث إنه عندما كان قبل أعوام بحاجة إلى دعم شعبي، فإنه كان مستعداً لشرائها، أما الآن وقد أصبح في السلطة فيمكنه السيطرة عليها”.
وكان الإبراهيم قد أدى دور الحاجز لسنوات بين القناة والتدخلات السعودية، خاصة أن شقيقته تزوجت الملك فهد، ويُعتقد أن ابن أخته الأمير عبد العزيز بن فهد يملك حصة فيها أيضاً، وأشارت “فايننشال تايمز” إلى أن الشركة أُنشئت بناء على قروض من الدولة، حيث كان الأمير عبد العزيز بن فهد واحداً من الذين اعتقلوا في حملة مكافحة الفساد.
وبحسب تقرير الصحيفة فإن بن سلمان لن يكون الأول الذي يسيطر على قناة تلفزيونية خاصة، “فقبل ثلاثة أيام سيطرت الرياض على قناة العربية، التي كانت جزءاً من إم بي سي؛ لتكون صوتُاً لها ولتمرير رسالة الدولة”، ويضيف التقرير إلى أنه يتم استخدام “العربية” بشكل شرس لمواجهة قناة “الجزيرة” القطرية.