الدبور – سامي عنان يرفض الإعتذار ويرفض إعلان تراجعه عن الترشح للإنتخابات، بل يهدد بكشف كل الأوراق التي يملكها ومن معتقله، فما هي الأوراق التي يخشى منها الرئيس السيسي أن تخرج للعلن؟
ولا شك أن لعنان اتباع داخل الجيش المصري، وهو الذي قضى وقتا طويلا داخل الجيش، ولا شك أن لديه الكثير من المعلومات ولا شك من أن هناك تسريبات سيقوم بها أتباعه من الداخل، حتى من زنزانته.
فقد كشفت مصادر عسكرية مصرية، عن كواليس عملية التحقيق التي يجريها القضاء العسكري مع رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، الفريق سامي عنان، الذي استبعدته الهيئة الوطنية للانتخابات من الانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدة بأن “عنان” هدد بالكشف عن فضائح تدين “السيسي” نفسه، وانه لا يخشى حتى من تصفيته جسديا.
وقالت المصادر إن عنان خضع منذ إلقاء الشرطة العسكرية القبض عليه أثناء ذهابه إلى مكتبه في أعقاب البيان الصادر عن القوات المسلحة، لأربع جلسات تحقيق في النيابة العسكرية، حيث يوجد في السجن الحربي بالهايكستب (أحد المجمعات العسكرية)، في مقر الفرقة الثانية، وهو المكان ذاته المسجون فيه 21 ضابطاً في القوات المسلحة كان صدرت بحقهم أحكام، تراوحت بين السجن 10 و25 سنة، بعد توجيه اتهامات لهم بالتخطيط لانقلاب عسكري في عام 2015.
وأشارت المصادر إلى أنه تم نقل عنان إلى زنزانة انفرادية في السجن الذي تم تشييده حديثاً على أحدث النظم الأميركية في السجون، وتم نقل عنان له منذ اليوم الأول لاعتقاله، نظراً إلى وقوع مقر المحكمة العسكرية داخل نطاق السجن في مقر الفرقة الثانية، ما يسهل معه نقل عنان إلى المحاكمة.
وأكدت المصادر على تعرض عنان لضغوط معنوية ونفسية كبيرة خلال الأيام الماضية، لإجباره على تقديم بيان اعتذار على طريقة الفريق أحمد شفيق، الذي أعلن تراجعه، في وقت سابق، عن الترشح للانتخابات الرئاسية، مشددة على تمسك عنان، حتى الآن، بموقفه الرافض للإجراءات التي تتخذ ضده.
وأوضحت المصادر أنه تم توجيه تهمة واحدة فقط إلى عنان خلال التحقيقات، وهي مخالفة القوانين العسكرية، بعدما أعلن ترشحه، عبر بيان متلفز، من دون الحصول على إذن من القوات المسلحة بصفته فريقاً مستدعى.
وقالت المصادر إن عنان لوح بالكشف عن الكثير من المعلومات وتفاصيل الكثير من الأحداث التي وقعت منذ 25 يناير/كانون الأول عام 2011، إذ أكد خلال الجلسات التي جرت معه، امتلاكه ما يدين قيادات بارزة في الدولة، في مقدمتهم رئيس الجمهورية، ومسؤولون آخرون، مشددة على أن مسألة تهديده لن تفيد.
وأكدت المصادر أن جلسة عاصفة جاءت بعد علم عنان باقتحام الشرطة العسكرية منزله ومصادرة بعض مقتنياته، مؤكداً، خلال الجلسة، أن هذا تصرف لا يليق بقيادات عسكرية تتعامل مع رئيس أركان حرب الجيش المصري، ومشدداً، في الوقت ذاته، على أنه ما زال لديه الكثير ليكشف عنه ويدين به من يتعاملون معه بهذه الطريقة.
وتابعت المصادر أن “عنان أكد، خلال تلك الجلسة، أنه لا يخشى حتى مسألة تصفيته، قائلاً إنه تجاوز السبعين عاماً، وأن ما بقي في عمره لن يكون أكثر مما مرّ منه، وبناءً عليه فهو لا يهاب وسائل تخويفه”.
وكشفت المصادر أن من بين ما تطرق له عنان، لأوراق الضغط العكسية التي بحوزته، هي امتلاكه أدلة على الدور الذي لعبه جهاز الاستخبارات الحربية خلال المرحلة الانتقالية التي أعقبت ثورة 25 يناير، وتفاصيل الكثير من الأحداث التي تورط فيها رئيس الجهاز وقتها، في إشارة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأوضحت المصادر أنه حين تم التطرق إلى ملفات فساد، قالت القيادات العسكرية، التي حضرت إحدى الجلسات، إن عنان متورط فيها، رد عليهم بأنه “ليس لدي مانع أن يعلن كل منا ما لديه من ملفات فساد، والقضاء والشعب هو الذي يعلن من الفاسد”، مشددة على أن عنان يملك ملفات فساد تدين قيادات بارزة، حالية وسابقة، في القوات المسلحة.
وأكدت المصادر أن ما جرى مع الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، المستشار هشام جنينه، الذي أعلن عنان انضمامه إلى فريقه الرئاسي كنائب له، كان محاولة خطف، هدفها معرفة ما لدى جنينة من معلومات بشأن وقائع ذكرها عنان خلال التحقيقات، لافتة إلى أنهم “يريدون أن يعلموا ما إذا كان وصل جنينة أي ملفات مما أشار عنان لها من عدمه، بالإضافة إلى معلومات أخرى بشأن قيادات عسكرية في الخدمة داعمة لعنان في تحركه الأخير”.
تعليق واحد
ظلم الفراعنة والسلاطين ما زال يتحكم في حياتنا ويشد الخناق على رقاب البشر فاذا كان الأمر قد طال رئيس أركان حرب سابق للقوات المسلحة المصرية عندما أراد أن يمارس حقه الطبيعي لترشيح نفسه للانتخابات تم القاء القبض عليه وزجه في زنزانة وقد سبقه رئيس وزراء و مرشح رئاسة سابق حصد ملايين الأصوات وكان قاب قوسين من الفوز ليصبح رئيساً لجمهورية مصر العربية … اذا كان هذا المستوى من الشخصيات الهامة قد واجهت هذ المصير فما بالك بأي شخصية أخرى فان في الاعتقاد انها ستختفي من على وجه الأرض … لكي يبقى السيسي الذي كلف الامارات العربية والسعودية والمخابرات المصرية مليارات الدولارات لكي ينفذ الإنقلاب على رئيس جمهورية وصل عن طريق الانتخابات فلا أحد يستطيع أن يتوقع بأ ن تلك الدول التي مولت الانقلاب ستسمح للسيسي أن يتهاون في مسألة الترشيحات وأمور أخرى قد تعرقل مخططاتهم في مستقبل مصر ودورها في أحداث المنطقة الحساسة وعلاقة كل ذلك بالقضية الفلسطينية والتطبيع مع اسرائيل والمشاريع الاقتصادية والأمنية المزمع انشائها ضمن خطط طويلة الأمد… اذن الأمر لم ولن يكون اجراءاً مصرياً انفرد السيسي وسلطته باتخاذه وانما هو متصل فيما حوله من جهات عربية ودولية ذات نفوذ. يأتمر السيسي بأمرها وينفذ تعليماتها.