الدبور – كشفت وكالة رويترز من مصادر من أسرة الملياردير السعودي الوليد بن طلال، أن السلطات السعودية أطلقت سراحه، بعد اعتقاله لمدة تجاوزت شهرين في فندق ريتز كارلتون بالعاصمة الرياض.
ولكن كيف أفرج عن الملياردير السعودي بعد هذا الإعتقال الطويل، وبعد كل التسريبات التي كانت تخرج بين الحينة والأخرى، وبعد التعتيم الرسمي عن وضع الأمير سواء الصحي أو القانوني؟
ولي العهد الملك بن سلمان الحاكم بأمره، قرر أخيرا إنهاء الصفقة مع الأمير بدون شرح تفاصيلها للعلن، لأن الأمير مصمم على خروجه بطريقة تضمن ماء وجهه، وبعد ضغوطات كثيرة من عدة جهات، وبعد تراجع الكثير من رجال الأعمال من إستثمار أي أموال ضمن رؤية بن سلمان التي تحدث عنها كثيرا وكيف سينهض بالمملكة إلى مقدمة الدول الإقتصادية وعدم الإعتماد على النفط فقط.
وضمن تلك الصفقة أجبر بن سلمان الوليد بن طلال على الظهور أمام الإعلام ومدح إعتقاله والمعاملة الحسنة التي تلقاها في سجنه، وفي لقاء خاص مع رويترز والسماح بدخول الصحافية إلى مقره والتحدث معه والتصوير عن قرب لمكان إقامته الذي أعد خصيصا للتصوير، مدح الأمير الحكومة وحاول أن يقنع المشاهد أن وجوده هناك في سجن الأمراء هو بمحض إرادته.
و ظهر بن طلال لأول مرة في مقابلة مصورة من فندق ريتز كارلتون المُحتجز به مع عدد من الأمراء ورجال الأعمال، في أعقاب حملة اعتقالات بدأها ولي العهد محمد بن سلمان في نوفمبر/تشرين الثاني 2017.
وكان بن طلال يتحدث في الفيديو إلى صحفية باللغة الإنكليزية، وكان يشرح لها عن الغرف التي يعيش فيها بالفندق الفخم الموجود في العاصمة الرياض.
وقال بن طلال في الفيديو إنه “لا توجد اتهامات. هناك بعض المناقشات بيني وبين الحكومة.. أعتقد أننا على وشك إنهاء كل شيء خلال أيام”.
وأشار الملياردير السعودي إلى أنه لا يزال يُصرّ على براءته من أي فساد خلال المحادثات مع السلطات. وقال إنه يتوقع الإبقاء على سيطرته الكاملة على شركته المملكة القابضة دون مطالبته بالتنازل عن أي أصول للحكومة، وفقاً لرويترز.
وبدا الشيب أكثر على الأمير الوليد وظهر أكثر نحافة مقارنة بآخر ظهور علني له خلال مقابلة تلفزيونية في أكتوبر/تشرين الأول وقد نمت لحيته أثناء احتجازه.
الأمير وصل إلى صفقة القرن مع بن سلمان وكانت بموجبها دفع مبلغ ضخم من المال دون الإعلان عنه، وعدم تسليم أي أصول من شركته بل نقدا، وهذا أصلا ما أراده بن سلمان، وأخيرا وافق علية الوليد بن طلال بعد نقله لمدة أيام إلى سجن الحائر سيئ السمعه، وقتها وجد الوليد أن الموضوع جاد جدا، لذلك وافق على صفقة الدفع ولكن بشرط خروج الوليد بطريقة تضمن ماء وجهه، في المقابل أصر بن سلمان على ظهور الوليد في جناح خاص أعد خصيصا أمام الإعلام وتبرئة بن سلمان من أي إتهامات بخصوص المعاملة السيئة أو المكان الذي يحتجز فيه قبل الإفراج عنه. وهذا ما حصل حيث أفرج عنه حسب مقربين من عائلته بعد يوم من بث اللقاء.
ومن يتابع المقابلة يظن أن الأمير ذهب إلى سجن الأمراء برجليه، وهو من أصر على بقاءه هناك حتى يسوي جميع الأمور ويثبت براءته من تهم الفساد، وهذا ما قاله الأمير في المقابلة، أنا طلبت أن أبقى حتى ننهي جميع الأمور مع الحكومه، وأصر في كلامه أنه بريئ، وهذا ما كان يريده بن سلمان نفسه، فمن ناحية حصل على ما يريد من أموال وولاء ومبايعه من الأمير، ومن جهة أخرى حصل بن سلمان على شهادة قد تفيده بجلب المزيد من الإستثمارات إلى المملكة، وتقوية شركات الوليد حتى تساعد على جلب هذه الإستثمارات.
فليس من مصلحة بن سلمان إضعاف شركاته وتنفير المستثمرين، والوليد أيضا يريد أن ينهي هذا الأمر بأقل الخسائر، فكانت صفقة القرن السعودية بالنسبة للطرفين.
ويتوقع أن تظهر المزيد من الحقائق خلال الفترة القادمة بعد الإفراج عن الوليد، الذي حسب ما نشرته رويترز هو الآن في بيته.