الدبور- ترامب قال للمقربين منه بعد الإنقلاب الذي قام به محمد بن سلمان للحصول على العرش: “ها قد وضعنا رَجُلنا على العرش”. هذا ما جاء في كتاب فضائح البيت الأبيض الذي صدر مؤخرا للكاتب الصحفي مايكل وولف، وأكدته صحيفة الديلي ميل البريطانية في تقرير لها نشر الأربعاء.
فقد كشف مصدر داخل المملكة العربية السعودية لصحيفة “الديلي ميل” البريطانية، الأربعاء 17 يناير/كانون الثاني 2018، أنَّ ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، يتباهى بتأييد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، “للانقلاب” الذي نفذه في نوفمبر/تشرين الثاني 2017.
وبحسب الصحيفة البريطانية، كان الأمير محمد بن سلمان قد صرّح لمساعديه المقربين بأنَّ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد أعرب صراحةً عن تأييده ما حدث من انتزاعٍ للسلطة تضمَّن اعتقال 11 أميراً من الأسرة الحاكمة إلى جانب مئات المسؤولين ورجال الأعمال، في مداهماتٍ جرت بعد منتصف الليل بجميع أرجاء المملكة، وخاصة الأمير الوليد بن طلال.
وتعقيباً على ذلك، قال مصدر مقرّب من الأمير محمد بن سلمان لصحيفة “الديلي ميل”، إنَّ الأمير قد “تباهى” بالعلاقة الوطيدة التي تجمعه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره غاريد كوشنر، وزعم أنَّ الرئيس الأميركي يؤيد سيطرته على السلطة.
تتطابق هذه المزاعم بشدة مع ما ورد على لسان مصدر مطلّع في الكتاب الذي أثار ضجة بالولايات المتحدة “Fire and Fury” للكاتب الصحفي مايكل وولف؛ إذ ذكر أنَّ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قال لأصدقائه: “ها قد وضعنا رجُلنا على العرش!”، في إشارةٍ إلى كون الانقلاب الذي حدث في المملكة العربية السعودية من تدبيره هو وصهره غاريد كوشنر، بحسب الصحيفة البريطانية.
من جانبه، رفض البيت الأبيض الإدلاء لصحيفة “الديلي ميل” البريطانية بأي تعليقاتٍ على تلك الاتهامات. مع ذلك، كشف كتاب الصحفي مايكل وولف النقاب عن توطد العلاقات التي تجمع بين الأمير محمد بن سلمان والبيت الأبيض، وأشار إلى أنَّ ترامب قال لأصدقائه: “ها هو غاريد قد تمكن من كسب العرب إلى صفنا؛ اعتبِروا الأمر منتهياً”.
كما ذكر مايكل وولف في كتابه، أنَّ الأمير محمد بن سلمان، أقام علاقة صداقة مع غاريد كوشنر ، و”قدّم الولاء لكوشنر باعتباره رجُله المنشود داخل المملكة العربية السعودية”.
في ذلك الوقت، كان الأمير محمد بن سلمان لا يزال ولي ولي العهد. مع ذلك، في مارس/آذار من عام 2017، أصبح أول مسلم وأول زعيم شرق أوسطي يتمكن من التقاء الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، داخل البيت الأبيض.
هذا ويذكر كتاب مايكل وولف أنَّ العلاقة بين فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب والأمير السعودي قد توطدت حين وقع اختيار البيت الأبيض على المملكة العربية السعودية لتكون أول وجهة يقصدها الرئيس الأميركي الجديد خارج الولايات المتحدة، في مايو/أيار 2017.
واحتفاءً بهذه المناسبة، أقامت المملكة حفل استقبالٍ ضخماً “نُقل إليه الرئيس ترامب وغاريد كوشنر وزوجتيهما، ميلانيا وإيفانكا، في عربات غولف مصنوعة من الذهب، ودُعوا إلى حفلٍ بلغت تكلفته 75 مليون دولار أميركي على شرف الرئيس، جلس فيه ترامب على (كرسي أشبه بالعرش)”، على حد قول مايكل وولف في كتابه.
يُذكر أنَّ حفل الاستقبال المذكور قد جرى بعيداً عن عدسات الكاميرات.
لم يقف الأمر عند هذا الحد؛ بل عقد الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الأميركي صفقة سلاح بقيمة 350 مليار دولار أميركي. وفي مايو/أيار 2017 أيضاً، أعلن الملك سلمان تنصيب نجله ولياً للعهد، وإزاحة ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف.
وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، توجّه غاريد كوشنر إلى المملكة للمرة الثالثة، في رحلةٍ محفوفةٍ بالسرية. بيد أنَّ صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية ذكرت أنَّ غاريد كوشنر “ظل مستيقظاً حتى الساعة الرابعة فجراً تقريباً عدة ليالٍ متتالية” برفقة الأمير محمد بن سلمان، قبل أيامٍ قليلة من حملة الاعتقالات الموسّعة التي نُفذِت في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، بحسب الصحيفة البريطانية.
وبحسب “الديلي ميل”، فإنَّ الأمير محمد بن سلمان صرّح لدائرة المقربين إليه بأنَّ التأييد الذي يتمتع به من جانب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لا يقف عند هذا الحد، بل يمتد ليشمل أدق تفاصيل خطته المالية أيضاً.
وقال إنَّ ترامب وافق على السماح بالاستيلاء على جميع الممتلكات الأميركية الخاصة بالمسؤولين السعوديين الذين اعتقلهم في نوفمبر/تشرين الثاني.
وتضم هذه الممتلكات “عقارات، وشركات، وطائرات خاصة، ويخوتاً، وكميات ضخمة من الأموال في استثمارات قصيرة وطويلة المدى”، وذلك وفقاً لما قاله المصدر.
وقال المصدر الذي طلب أن يظل مجهول الهوية إنَّ “الرئيس ترامب تعهَّد لولي العهد الأمير محمد بن سلمان بأنَّ البيت الأبيض سيقدم كل الدعم اللازم لتسهيل نقل كل الأموال والممتلكات الموجودة على الأراضي الأميركية التي تعود إلى أفراد الأسرة الملكية المُحتجزين إلى سيطرة السفارة السعودية في واشنطن المباشرة وملكيتها”.
وقال المصدر إنَّ ولي العهد الأمير محمد قال إنَّ ترامب كان لديه شرطان من أجل إتمام هذا الاتفاق: أولهما أنَّ تبقى “كل هذه الممتلكات في البنوك الأميركية وألا يتم إعادة نقلها أبداً إلى السعودية”.
وأضاف المصدر أنَّ الشرط الثاني كان أن “يكون النقل مستنداً إلى توكيلٍ موقَّع من أفراد العائلة الملكية المُحتجزين من قِبل وزارة الخارجية ووزارة العدل السعودية، ومُوثق من قِبل السفارة الأميركية في الرياض”.