الدبور – نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريرا جاء فيه أن الرئيس الفلسطيني في وضع لا يحسد عليه فهو عاجز تماما ولا يعلم ما يجب القيام به بعد إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل.
وقال لاف دي موريس في التقرير الذي نشرته الصحيفة: تشعر القيادة الفلسطينية أنها حشرت في الزاوية والفشل، و اقتضى من القيادة الفلسطينية 48 ساعة من العراك والنقاش الحاد للرد على قرار الرئيس دونالد ترامب بشأن القدس وخطته للسلام التي يقولون إنها متحيزة مع إسرائيل”، إلا ان المحللين والمراقبين السياسيين يقولون إن الحديث يظل في النهاية: مجرد كلام.
الرئيس الفلسطيني في خطابه يرسل إشارة واحدة إنه لم يعد لديه ما يخسره، وقد هاجم أمريكا بطريقة قوية لأول مرة في تاريخه، حسب ما جاء في التقرير، وأضافت الصحيفة: صدرت عن الرئيس أبو مازن تعليقات خطفها المعلقون الإسرائيليون واعتبروها معادية للسامية لكنه لم يقدم أفكارا جديدة ولا استراتيجية.
وبعد يوم أوصى المجلس الوطني الفلسطيني عددا من التوصيات التي شملت إعادة النظر باعتراف منظمة التحرير بإسرائيل وإنهاء التنسيق الأمني معها والعمل على توسيع الإعتراف بفلسطين ومحاسبة إسرائيل التي تعتمد السلطة الوطنية الفلسطينية عليها في نجاتها، ولهذا يستبعد المحللون قيام القيادة الفلسطينية بخطوات جريئة، مشيرين إلى أن التهديدات السابقة بوقف التنسيق الأمني لم تنفذ.
وفي الوقت نفسه ليس لدى القيادة الفلسطينية ما تقدمه من ناحية دعم القضية على المستوى الدولي.
ولكل هذا سيتلقى الفلسطينيون الضربات في الوقت الذي يتهمهم فيه ترامب بالتخلي عن المفاوضات وستجد إسرائيل في الدعم الأمريكي لها ورضا الإدارة على خطط التوسع الإستيطاني في الضفة الغربية قوة وجرأة.
ونقلت عن ديفيد أرون ميللر، من مركز ويلسون في واشنطن “الشمس والقمر والنجوم كلها مصطفة ضد الفلسطينيين بطريقة لم أرها من قبل” ووصف عباس قائلا بأنه “عالق” و”محشور من كل زاوية يمكن أن تفكر بها”.
وأضاف أن الجهود الدولية لن تثمر ولن تكون العودة للمفاوضات خيارا لو أراد عباس النجاة سياسيا وستكون العودة للعنف “كارثة”.
وتضيف أن القضية الفلسطينية لم تعد على رأس أجندة الدول العربية. وأصبحت دول الخليج، خاصة السعودية منشغلة بتهديدات استراتيجية أخرى مثل إيران وتجد أن مصالحها التجارية والأمنية مرتبطة أكثر مع إسرائيل.
الرئيس عباس ربط إرثه السياسي بحل الدولتين من خلال المفاوضات وطلب من الفلسطينيين التخلي عن خيار المقاومة المسلحة واستبداله بالمقاومة الشعبية. ولكنه قال إن “صفقة القرن” التي وعد بها ترامب أصبحت “صفعة القرن”، قائلا إن الفلسطينيين عرضت عليهم بلدة أبو ديس كعاصمة كبديل عن القدس.
وهو أقل من مطالب العودة لحدود عام 1967 بالقدس الشرقية كعاصمة للفلسطينيين.
وبحسب أوفير زالسبيرغ المحلل بمجموعة الأزمات الدولية: ” يبدو أن إعتراف ترامب بالقدس قد منح عباس ما كان يبحث عنه محليا ودوليا وهو حرف الإنتباه عن المبادرة الأمريكية التي ستؤدي لولادة دولة فلسطينية محدودة السيادة على الارض ومن الناحية الوظيفية وبدون القدس كعاصمة”.
ويعلق مايكل كوبي من معهد الدراسات القومية الإسرائيلية أن عباس سيجد طريقة لتهميش قرار وقف التنسيق الأمني. في ضوء اعتماد السلطة الوطنية على التنسيق الأمني مع إسرائيل ومن الناحية الإقتصادية حيث يعمل الألاف في إسرائيل.
وحذر كوبي أن تطبيق قرارات المجلس الوطني تعني ردا من إسرائيل. وهناك من يشك في قيام عباس بالمخاطرة مع أن البعض يرى أنه من الصعب التكهن بتحركات الرجل البالغ من العمر 82 عاما. وتنقل عن ديانا بطو،التي عملت مستشارة قانونية لوفد منظمة التحرير الفلسطينية للمفاوض قولها إن عباس “يريد الظهور بمظهر المتحدي”، وترى أن عباس ينتظر موقفا أوروبيا مع أن المراقب للسياسة الأوروبية يعرف صعوبة اتفاق الدول على موضوع إن لم يكن مستحيلا.
تعليق واحد
في وضع لا يحسد عليه وكأنه قلق مما يحدث للقضية الفلسطينية …. نعم هو قلق من شيء واحد وهو اتخاذ قرار باستداله بآخر وأن يصبح بين عشية وأخراها خارج الخدمة ويخسر كل الامتيازات التي حصل عليها نظير خدماته لأولي امر طوال فترة تنصيبه رئيساً للسلطة الفلسطينية والتي سموها ظلماً كذلك