الدبور – الشيخ زايد الذي يتغنى به البعض ويطلقون على أنفسهم عيال زايد، كشف عنه بالوثائق إنه كان مجرد عميل للإنجليز وزعيم عصابة تهجم وتسرق وتنهب القبائل الأخرى.
حيث أخرج باحث تركي وثيقة تؤكد أن الشيخ زايد بن خليفة، شيخ أبوظبي في نهاية القرن التاسع عشر، كان يقوم بعمليات نهب وقتل في دولة قطر، متعاوناً بذلك مع الإنجليز، عندما كان القائد العثماني فخر الدين باشا يقاتلهم دفاعاً عن المدينة المنورة.
وجاء نشر الوثيقة رداً على سؤال وجهه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الشهر الماضي، لوزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد، بعد هجوم شنّه الأخير على فخر الدين باشا وأردوغان.
وفي ديسمبر الماضي، أعاد بن زايد نشر تغريدة تتهم القائد العثماني بعمليات سرقة وخطف في المدينة المنورة قبل نحو 100 عام، وهو ما أشعل أزمة دبلوماسية بين البلدين.
فعلى الفور خرج أردوغان مخاطباً الوزير الإماراتي بقوله: أين كان أجدادك عندما كان فخر الدين باشا يدافع عن المدينة المنورة؟
الباحث التركي مراد بردكتشي قال، في مقال له نُشر الأربعاء على صحيفة “خبر ترك” التركية، إنه وجد جواباً لسؤال الرئيس التركي في إحدى وثائق الدولة العثمانية لتلك الفترة. وفق ما نشر موقع الخليج اونلاين.
– استمالة شيوخ القبائل وثبات قطر
وبحسب الوثيقة التي نشرها الباحث التركي فقد كان الشيخ زايد (جد وزير الخارجية الحالي) مشغولاً بالهجوم على قطر والقيام بأعمال القتل والسرقة بتحريض من الإنجليز، الذين كان فخر الدين باشا يصد غزوهم للمدينة المنورة في تلك الفترة.
وبالرجوع لأرشيف الدولة العثمانية للفترة من أواخر القرن 19 وحتى بداية الحرب العالمية الأولى، كانت إنجلترا تحاول بكل جهدها استمالة شيوخ القبائل، أصحاب التأثير في شبه الجزيرة العربية التي كانت تدار من طرف إسطنبول (الدولة العثمانية)، يضيف بردكتشي.
ويتابع: “كانت إنجلترا تفعل كل شيء من أجل كسب شيوخ القبائل ليتمردوا على الدولة العثمانية، ووفرت لهم المال ووزعت عليهم السلاح”.
وتقول الوثيقة إن شيخ قطر كان مخلصاً للحكومة في إسطنبول ويتجنب القرب من البريطانين، في حين كان شيوخ الإمارت، وخاصة شيوخ أبوظبي، على تماس وتواصل مع الإنجليز، وهاجموا قطر وقتلوا أهلها وسرقوا بضائعهم، بالسلاح الذي حصلوا عليه من الإنجليز.
ووقفت الشارقة على الحياد لفترة قبل أن تنضم إليهم لاحقاً. وكانت إسطنبول تتابع السرقات والهجمات، وترسل أوامر إلى المحافظين وحكام المقاطعات، وغيرهم من الإداريين، في تلك المناطق.
كما كانت، في وقت الضرورة، ترسل قوات عسكرية لإيقاف التمرد الذي قام به شيوخ القبائل بدعم الإنجليز.
وتوضح الوثيقة أن شيخ أبوظبي (زايد آل نهيان) هجم على ضريح في قطر، ومارس القتل والسرقة. وقد قتل في الهجوم نجل الحاكم الفخري جاسم الثاني.
وقام جاسم الثاني بالهجوم على زايد، وقتل كثيراً من رجاله؛ انتقاماً لمقتل ابنه.
وتقول الوثيقة إن “أبو جنجي”، المرتبط بعُمان، أوضح خطة الهجوم الذي يقوده زايد على قطر. وطالب بإرسال قوة عسكرية إلى المنطقة والسماح ببيع الحصن، وعرفت الدولة العثمانية حجم الخطر.
وبسبب العداء بين حاكم قطر جاسم الثاني وشيخ أبوظبي زايد، ووفقاً لمعلومات من الاستخبارات العثمانية، فقد خطط زايد لمهاجمة قطر بقوة كبيرة.
وتضمنت الوثيقة صورة لأحد التعليمات التي أرسلها شيخ أبوظبي إلى حكام الخليج حول الأنشطة العدائية التي يقوم بها، كما تظهر الصورة.
ووفقاً للوثيقة، فقد التقى حاكم مسقط واثنان من ضباط البحرية البريطانية والقنصل البريطاني، بالشيخ زايد بن خليفة، وبعدها أيضاً التقوا بالشيخ مكتوم، في حين لم يستجب الشيخ عبد الرحمن، حاكم الشارقة، للدعوة. وقد تم نقل السلاح عبر سفن قادمة من البصرة سرّاً.
(واحدة من الكتابات التي أرسلها البريطانيون لمساعدة فخر الدين باشا على الاستسلام وتسليم المدينة المنورة إلى البريطانيين)
وبسبب النزاع الدائر بين حاكم قطر وشيخ أبوظبي، هرب الناس إلى حدود إيران، وقد طلب حاكم قطر زيادة القوة العسكرية العثمانية.
وخلال هذه الأزمة، انتقلت أكثر من 200 عائلة إلى الجزر البحرينية، فور إعلان زايد هجومه على قطر بتحريك من بريطانيا.
ويقول الكاتب إن ثمة وثائق كثيرة تدين جد عبد الله بن زايد بالتعاون مع الإنجليز والقتل والسرقة والتحريض ضد الدولة العثمانية.
ويقول الكاتب إن وثائق فخر الدين باشا، موجودة بحوزة مدير مكتبة أتاتورك في بلدية إسطنبول، رمضان ميندار، وهو أحد أهم المؤرخين الأتراك وأكثرهم نجاحاً.
“لكن مع الأسف ذهبت تلك الوثائق التي تعتبر كل وثيقة فيها أهم من الأخرى إلى القمامة في أحداث 28 فبراير”، يتابع الكاتب.
وكان من بين تلك الوثائق 4500 وثيقة اشتراها ميندار ووضعها في المكتبة التي يديرها، كما قام بشراء العديد من المجموعات الأرشيفية التي أثرى مكتبته بها.
وترك فخر الدين باشا أرشيفاً خاصاً من 3336 قلماً مع 1040 وثيقة و1812 صورة و481 خريطة وثلاث بطاقات بريدية.
وبحسب كاتب المقال، سيعرض رمضان ميندار وثائق فخر الدين باشا في بداية 2018 وستسجل للتاريخ كذكرى لـ”نمر الصحراء”. كما أن تجهيزات كتاب “نمر الصحراء: فخر الدين باشا” ما تزال مستمرة.