الدبور – كل ما في إمارة أبو ظبي هو من الخارج، من العمارات والأجهزة والشرطة وحرس أولاد زايد أيضا، وحتى الشعب الإماراتي تم إستبداله بجنسيات مختلفة، أكثرها من الهند، فمن يزور دبي أو أبو ظبي بالكاد يلتقي بإماراتي من أهل البلد، حتى من إعترض على هذا الشي هم الآن في سجون بن زايد.
ووصل الأمر أيضا الآن لإستيراد جهاز المخابرات العامة من أمريكا، فلا نعلم ما طبيعة هذه البلد مستشارها الأمني دحلان مطرود من حركة فتح ومن فلسطين، الحرس الخاص لأولاد زايد من بلاك ورت سيئة السمعة، الشرطة من الهنود وجنسيات مختلفة، السجون يديرها حرس من كمبوديا ودول أفريقية، وتستأجر سجون في خارج حدودها، والآن تشكل جهاز مخابرات من الخارج، مستورد ومستعمل.
إليك هنا التقرير الذي نشر في مجلة فورين بوليسي الشهير عن تشكيل شبكة جواسيس عالمية بالإستعانة بالمتقاعدين من جهاز المخابرات الأمريكي السي أي أيه. الله يعينك وكمل قراءة تفاصيل ما يحدث في دولة العمارات العربية غير المتحدة، أو كما يسميها البعض دولة المؤامرات العربية المتفرقة:
فقد كتب جينا ماكلوغين في مجلة “فورين بوليسي” عن الجهود التي تقوم بها الإمارات لبناء شبكة جواسيس مستعينة بجواسيس أمريكيين محترفين وعملاء سابقين في “سي آي إيه” . فليس بعيدا عن ميناء زايد في أبو ظبي تقع فيلا حديثة على جانبها حوض سباحة جميل يقوم غربيون بتدريس الإماراتيين أساليب الجاسوسية. ويبدأ اليوم بالأساسيات: الساعة العاشرة صباحا حصة الأحد بعنوان “ما هي الإستخبارات؟” في يوم الخميس يتعلم الطلاب كيفية العمل من خلال فرق مراقبة مكونة من 4-6 وفي الأسبوع الأول يقوم المتدربون بمحاولة جمع عدد من المواد على قائمة تقدم لهم من أجل تشذيب قدراتهم على حل المشاكل. وفي الأسابيع التالية يتلقون دروسا متقدمة تتركز على خلق هويات يختفون وراءها جاهزة للإستخدام عندما يحضرون حفلات مع دبلوماسين ويتم تدريسهم حول كيفية تهيئة وتربية الأرصدة الإستخباراتية اسكتشات كوميدية حول تجنيد المصادر الليبية. ويتلقى الإماراتيون تدريبات في موقع آخر يبعد 30 دقيقة عن مركز أبو ظبي ويسمي “الاكاديمية” ويحتوي مساحات تصويب للبنادق وكراجات وثكنات تذكر بـ “فارم/ المزرعة” في كامب بيري، التابعة لسي آي إيه الواقعة في جنوب- شرق فيرجينيا. واطلعت المجلة على تفاصيل المساق التدريبي في المقرر الرسمي وتم وصفه لها من قبل مسؤولين أمن سابقين لهم علاقة بالبرنامج الذي يهدف لإنشاء قوة استخبارات تتبع شكل الإستخبارات الغربية. وتقول إن الموظفين السابقين في سي آي إيه اجتذبهم العمل لهذه الدولة الخليجية بوظيفة مثيرة وأكثر من هذا الوظيفة المربحة. ونقلت المجلة عن موظف سابق قوله: “الأموال رائعة” و “كانت ألف دولار في اليوم، ويمكن أن تعيش في فيلا أو فندق خمس نجوم”. ويقول عارفون بالبرنامج أن أهم شخصية تقف وراء المشروع الإماراتي هو لاري سانشيز، المسؤول الإستخباراتي السابق الذي ساعد إطلاق مشروع مثير للجدل بين سي آي إيه وشرطة نيويورك وحاول منع التشدد أو عمليات إرهابية محتملة من خلال ملاحقة أشخاص معظمهم مسلمون، في المساجد والمكتبات والأماكن الأخرى في نيويورك وما حولها. وتقول عدة مصادر أن سانشيز يعمل منذ 6 اعوام مع ولي عهد أبو ظبي لبناء الخدمات الإستخباراتية في الإماراتية. ولكن سانشيز هو واحد من عدة عملاء استخبارات سابقين يعملون في خدمة الإمارات ومنهم إريك برينس، مؤسس شركة بلاكووتر، وهو ما كشفت عنه “نيويورك تايمز″ عام 2011 . وكذا ريتشارد كلارك، مسؤول مكافحة الإرهاب السابق في البيت الأبيض وأحد كبار مستشاري ولي عهد أبو ظبي ومدير “غود هاربر سيكورتي ريسك مانجمنت”.
المزرعة
وتقول المجلة إن اعتماد الإمارات على الأجانب والمؤسسات الأمنية ليس جديدا وعادة ما حاولت الإبقاء عليه سرا إلا أن استعانتها بمسؤولين سابقين في الإستخبارات لبناء قدراتها الجاسوسية فهو تخوض مغامرة جديدة. ويتركز دور سانشيز على تقديم الخطوط العامة للمخابرات الإماراتية بكل تفصيل يكشف عن الدور الذي تلعبه شركات التعهدات في بيع المهارات التي تم اكتسابها على مدار عقود في الجيش الأمريكي والمجتمع الإستخباراتي. ووصف ستة من المسؤولين السابقين عملهم في المشروع وعبر اثنان عن قلقهما فيما إن لدى الشركة الرخص لتصدير المهارات التدريبية. وأكثر إثارة للقلق الشركة المرتبطة بالحكومة الإماراتية “دارك ماتر” التي تتعرض لتحقيق من مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي أي). وفي الوقت الذي يقدم فيه الموظفون السابقون مدى واسعا من الأراء حول فعالية وقانونية التدريب وإن كان في مصلحة أمريكيا إلا ان استخدام المتعهدين الأمنيين لبناء جهاز استخبارات غير مسبوق. وقال أحدهم إن “الحلم” هو مساعدة الإمارات على إنشاء جهازها الخاص من سي آي إيه. وبدأت رحلة سانشيز من لانغلي لتنتهي في ابو ظبي حيث عمل خلال مساره كعميل سري وأرسله جورج تينت بعد هجمات 9/11 للعمل مع ديفيد كوهين نائب مفوض شرطة نيويورك لشؤون مكافحة الإرهاب. وعمل كوهين في سي آي إيه كمدير للعمليات. وفي نيويورك قام سانشيز بتوفير معلومات عن القاعدة للشرطة التي أرسلت بدورها عملاء لمراقبة واختراق المساجد والمجتمعات المسلمة. وفي أثناء عمله في شرطة نيويورك وسعت هذه علاقاتها مع الإمارات ووقع الطرفان عام 2008 اتفاق التشارك في المعلومات. وفتحت شرطة نيويورك مكتب مراقبة في أبو ظبي. وقدمت الإمارات مليون دولار لوحدة الإستخبارات التابعة لشرطة نيويورك عام 2012. ومن خلال هذه العلاقة طور سانشيز صلات مع المسؤولين الإماراتيين البارزين بمن فيهم الشيخ خليفة بن زايد حاكم أبو ظبي. ولم يكن الإماراتيون يعرفون الكثير عن “عالم الإستخبارات” ولكن سانشيز حسب مصدر شرح لهم قائلا “اسمعوا، لن أكون مثل البقية من المسؤولين الأمريكيين الذي يأتون هنا ويذهبون فسأكون هنا طوال الوقت، يمكنكم الإتصال بي الساعة الثالثة صباحا، أنا هنا ونال ثقتهم من خلال التزامه”. وفي الوقت الذي كان يقترب فيه من الإماراتيين تعرض عمله في نيويورك للتدقيق والنقد خاصة من منظمات الحقوق المدنية. وهو ما دفع سي آي إيه لإنهاء برنامجها مع شرطة نيويورك في الوقت الذي وجد سانشيز طريقة للشرق الأوسط. ويقول جون الترمان مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية أن الإمارات وجدت نفسها محل انتباه بعد انهيار مركز التجارة العالمية حيث استخدمت كترانزيت للإرهابيين وكان اثنان من المنفذين إماراتيي الجنسية. وكانت الهجمات نقطة تحول “ودفعهم لعمل عدد من الأمور فيما يتعلق بالمؤسسات الدينية المحلية وكذا على صعيد الأمن القومي”. وعندما قرر الإماراتيون بناء البنى التحتية للإستخبارات استعانوا بالغرب كما فعلوا عندما بنوا جيشهم حيث درسوا الجيوش الغربية من أستراليا إلى بريطانيا وأمريكا وغيرها. والمشكلة في مدخل الإمارات أنها تشتري استراتيجيات وتضعها معها بدون رؤية مركزية أو خطة. وفي أثناء وجود سانشيز شهدت الإمارات وجودا استخباراتيا واضحا من أستراليا وبريطانيا إلا أن العميل الأمريكي انتفع من علاقته مع العائلة الحاكمة التي وثقها عندما عمل في دائرة شرطة نيويورك. وساعدت الولايات المتحدة احيانا بطريقة مباشرة. ففي عام 2010 و 2011 وعندما طورت إيران خبراتها في مجال الحرب الألكترونية، سافر متعهدون أمريكيون إلى أبو ظبي وساعدوا الإمارات في مجال الدفاع الرقمي والألكتروني. وفي الوقت نفسه دعمت الولايات المتحدة الجهود لبناء دول الخليج قدراتها في هذا المجال بمساعدة منها لكنها وضعت خطوطا حمرا حول مشاركة المواطنين الأمريكيين في حروب مباشرة. وفي عام ساعدت أمريكا بإنشا ء ما يشبه وكالة الأمن القومي مع أن اسمها تغير إلى سلطة الأمن الوطني الألكترونية والأن وكالة الإشارات الإستخباراتية وكان للأمريكيين دور مهم في كل تفصيل من اختيار المواقعة الآمنة إلى خطوط الإتصالات. وفي هذه الفترة جاء سانشيز وبدأ بتدريس الإماراتيين على أساليب المراقبة المحلية. وكمدير شركة تعهدا “كاغن غلوبال” ومقرها في بلتيمور حيث أشرف على فريق من الجنود السابقين ومسؤولي أمن غربيين متقاعدين ورجال شرطة سابقين لتدريب الإماراتيين. ونما المشروع بصورة سريعة لدرجة أنهم أرادوا من سانشيز بناء وكالة استخبارات. وتم تقسم المقرر الدراسي القائم على نموذج سي آي إيه إلى عدة أقسام منها ” الأساسيات الأمنية” ومساقات تدريب ميداني “ملاحقة الأرانب” حيث يأخذ المدرب الطلاب إلى رحلات مراقبة عملية. وتشبه الدروس العملية الخارجية ما يقدم في “مزرعة” التدريب للسي آي إيه . وفي واحد من المساقات يدرس الطلاب أصول الجماعات المسلحة الخاصة مثل دلتا فورس. ويتدربون على السياقة السريعة وإطلاق النار “وعادة ما يدرسون هذا المساق قبل نشرهم في أماكن مثل اليمن”. ويوافق أكثر من مصدر على تشابه المواد التي تقدم للإماراتيين بتلك التي يدرسها عملاء المخابرات الأمريكية باستثناء انها تعتبر جديدة للطلاب الإماراتيين. ومع توسع البرنامج فالسؤال المزعج الذي لاحق سانشيز وفريقه إن كان ما يقومون بعمله قانوني أم لا. فهناك قيود على ما يمكن ان يقدمه المدربون في الخارج بناء على قانون تنظيم نقل الأسلحة الدولي الأمريكية والذي يتعامل مع التدريب كمادة مصدرة. وأي أمريكي يخالفها يواجه المحاكمة. وقبل التدريب حصلت شركة سانشيز على رخص لتقديم المهارات الأساسية إلا ان الرخصة كانت موضوعا لمراجعة وزارة الخارجية التي منحتها وسي آي إيه التي لم تكن مرتاحة أن نفس المواد التي تدرسها تدرس للإماراتيين. ولكن البعض يفسر المراجعة أنها بسب عدم دفع الرسوم للخارجية. وقال أحد المصادر “يعيش الإماراتيون في جوار سيء” وينظرون لليمن كدولة فاشلة والنزاع مع إيران عميق وسيظل موجودا.
جواسيس الإمارات
حتى مع انتاج الإمارات جواسيسها فليس من الواضح أنها ترسلهم للخارج فهي لا تقوم بتمويل السفارات في الخارج ولا يوجد الدعم المادي الكافي لتوسيع البرنامج خاصة في الدول الحساسة للأمن مثل إيران. ولكن فكرة المراقبة في دول مستبدة تبدو غريبة إلا أن سانشيز شارك قلق الإماراتي من إيران والإخوان المسلمين والقاعدة. وكان يشعر أنه يقوم بمهمة جيدة ويملك قارب صيد فخم أهداه له ولي عهد أبو ظبي. ويزعم سانشيز أن مظاهر قلق الإمارات متشابهة مع الولايات المتحدة لكن هناك سؤال برز منذ البداية حول طريقة معاملة الإمارات للنقاد الشرعية وتصمهم بالإرهابيين والعملاء الأجانب. ويقول مسؤول أمني سابق: ” تزعم الإمارات أن أي شخص ضد النظام هو إيراني أو متأثر بالفرس، وأحد من هذين الأمرين أو أنه إخوان مسلمين”. وحتى وهي تبني مؤسسات حديثة تحظى الإمارات بسمعة انها تقوم بملاحقة المعارضة بل ووثقت منظمات حقوق الإنسان انتهاكات حقوق الإنسان، واستخدمت الإمارات التكنولوجيا لمراقبة ناشط حقوق الإنسان أحمد منصور. ويدافع مسؤول سابق عنهم قائلا إنهم يتدربون لمواجهة التحديات الخارجية وليس حماية أنفسهم أو قمع معارضيهم. ويظل اعتماد الدولة على متعهدين لبناء وكالة استخباراتية ظاهرة جديدة.